بينما يواصل الجيش اللبناني ملاحقة المسلحين شمالاً وبقاعاً وجنوباً مع احكام قبضته على الاماكن التي شهدت مواجهات مع الجماعات الارهابية في طرابلس لتثبيت الامن والاستقرار فيها، استمرت بورصة بيروت، المتفاعلة مع البيئة الامنية والسياسية المحيطة بالبلاد، على حالها من الحذر والترقب تحسباً لحصول ما ليس في الحسبان، خصوصاً ان ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لا يزال يراوح مكانه بين هبات باردة واخرى ساخنة على واقع مروجي الشائعات في شأن المفاوضات الجارية لإطلاقهم وقت ظلّ الشغور الرئاسي الذي دخل شهره السادس يلقي بثقله على الاجواء الداخلية عشية التحضيرات لتمديد ولاية مجلس النواب مجدداً… وأدى ذلك الى مواصلة المتعاملين في سوق الصكوك المالية التردد في اتخاذ مبادرات صريحة حيالها في كل ما يتعدى العمليات التقنية المعهودة الهادفة الى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها لاعادة ترتيب محافظة المالية العائدة اليها. وأفادت من هذه العمليات الصكوك المصرفية أكثر من اسهم شركة “سوليدير” بعد الصفقة الخاصة التي تناولت تبادل 135000 سهم مدرج من أسهم “بنك عوده” دفعة واحدة بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,35 دولارات للسهم الواحد، وهو السعر الذي اقفل به في مقابل 6,05 دولارات أول من أمس (زائد 4,9 في المئة) بعد تبادل 214 سهما بسعر 6,15 دولارات وفقا لقاعدة العرض والطلب التقليدية والتي بموجبها ارتفعت أيضا أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,60 دولار الى 1,64 (زائد 2,50 في المئة) و”بنك لبنان والمهجر” المدرجة من 8,75 دولارات الى 8,80 (زائد 0,57 في المئة) لتستقر اسعار اسهم “بنك بيروت” التفضيلية – اصدار 2014 على 21,00 دولاراً.
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبت اسهم “سوليدير” بين اعلى 11,47 دولاراً او أدنى على 11,27 دولاراً لتقفل الفئة “أ” منها بـ11,41 دولاراً (دونما تغيير) والفئة “ب” بـ11,41 دولاراً أيضاً صعوداً من 11,27 (زائد 1,24 في المئة).
وتبعاً لذلك مع اخذ ارتفاع اسعار اسهم “هولسيم” من 15,00 دولاراً الى 15,49 (زائد 3,26 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع ملحوظ مقداره 16,46 نقطة ونسبته 1,42 في المئة على 1175,93 نقطة في سوق نشيطة بفضل الصفقة الخاصة على اسهم “بنك عوده”، المدرجة، اذ تبودل فيها 165843 صكاً قيمتها 1,210 دولار، في مقابل تداول 209180 صكاً قيمتها 1,956,354 دولاراً اول من امس.
في الخارج، لقي الدولار دعماً من مقررات الاحتياط الفيديرالي الاميركي التي اتخذها اول من امس منهياً خطته للتحفيز الكمي للاقتصاد، مبدياً بذلك ارتياحه الى تعافيه بعد تحسن سوق العمل في الولايات المتحدة ومستبعداً وقوعه في التضخم بدليل امتناعة عن رفع اسعار الفائدة. متوقعا بقاءها متدنية فترة طويلة. وسرعان ما انعكس ذلك على الاورو الذي كسر نزولا عتبة الـ1,26 دولار فترة (الى 1,2550) على رغم تراجع عدد العاطلين عن العمل في المانيا 22 الفا هذا الشهر الى 2,887 مليونين عنه في ايلول وبقاء معدل التضخم فيها سلبيا بنسبة 0,3 في المئة في الفترة عينها وعلى 0,8 في المئة بوتيرة سنوية واعلان المفوضية الاوروبية ان مؤشرها الذي يقيس الثقة الاقتصادية ارتفع الى 100,7 نقطة من 99,9 في الفترة نفسها شأن مناخ الاعمال في منطقتها الى 0,05 من 0,02. الا انه بعد صدور التقديرات الاولية لنمو الاقتصاد الاميركي في الفصل الثالث بنسبة 3,5 في المئة في مقابل 4,6 في المئة في الفصل الثاني وزيادة عدد طالبي اعانات البطالة في الولايات المتحدة 3000 الاسبوع الماضي الى 287 الفاً، نشطت عمليات اعادة شراء الاورو الذي عاد واقفل في نيويورك بـ1,2610 دولار في مقابل 1,2735 اول من امس، في تطور جعل اونصة الذهب تقفل بـ1198,75 دولارا في مقابل 1211,50 في الفترة عينها.
وانهت اسواق الاسهم الاوروبية جلسة امس بتحسن مدعومة من بيانات اقتصادية مشجعة في منطقة الاورو وكذلك من نتائج جيدة للشركات فيها خلال الفصل الثالث اذ تبين ان 67 في المئة من نتائج 36 في المئة من الشركات جاءت مطابقة للتوقعات. وأدى ذلك الى اقفال البورصات في هذه المنطقة بارتفاع راوح بين 0,74 في المئة في باريس و0,10 في المئة في بروكسيل. كما تحولت الاسهم الاميركية الى الارتفاع بدعم من نتائج اعمال الشركات القوية وبيانات نمو الاقتصاد في الولايات المتحدة التي طغت على مقررات الاحتياط الفيديرالي اول من امس، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 221,11 نقطة على 17195,42 نقطة و16,91 نقطة على 4566,14 نقطة تواليا.