روى مصدر مطلع لصحيفة “الأنباء” عن ما سمّاها ليلة الحسم في طرابلس وكيفية دخول الجيش الى باب التبانة وانسحاب المسلحين، فقال: “منذ أكثر من شهر، تقاطعت المعلومات الداخلية مع أخرى دولية بأن شيئاً ما خطيرا يحضر للشمال، انطلاقا من طرابلس، يومها، اتخذ القرار بإنهاء المربع الأمني في التبانة، فوضعت الخطة الأمنية على وقع تصاعد عمليات استهداف الجيش، بدءا من استهداف مراكزه وعناصره، مرورا بهز وحدته من خلال التركيز على انشقاق عناصر عسكرية”.
وأضاف: “يومها، دخل على الخط بعض المسؤولين الطرابلسيين وسمعوا أن الجيش سيدخل لإزالة هذا المربع، ولو بالقوة العسكرية، ولمس هؤلاء أن النقاش شمل الكلفة البشرية لهذا الدخول، وضرورة تجنب المسجد الذي يتحصنون داخله، لذلك، سارعت إحدى الشخصيات الطرابلسية إلى نسج اتفاق يقضي بانسحاب المسلحين الى خارج طرابلس، مع تعهد بعدم دخول الجيش الى المنطقة، لكن تبين لاحقا أن الاتفاق كان مفخخا وهدفه التخدير ليس أكثر، حيث كان المسلحون يختفون نهارا ثم يتسللون ليلا الى المسجد برفقة عشرات المسلحين. لكن الوضع انفجر دفعة واحدة بعد اعتقال أحمد ميقاتي وشبكته الارهابية”.
وقال المصدر: “وفيما كانت العواصم الغربية تراقب لحظة بلحظة تطور الأوضاع على الارض وتماسك الجيش اللبناني، حصل تواصل مباشر مع الرئيس سعد الحريري الذي أعطى ضوءا أخضر غير مشروط أمام الجيش لإجراء المناسب عسكريا بهدف إزالة الحالة الشاذة من طرابلس، مرفقا ذلك ببيان حمل توقيعه، عندها، تحركت الدبابات للمرة الأولى في اتجاه باب التبانة، ويُروى أن “هيئة علماء المسلمين”، التي شعرت بجدية الموقف، طلبت وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية، قبل أن تطلب من المسلحين ترك المربع عبر سيارات الإسعاف أو بين الأهالي المنسحبين منعا لاكتشافهم”.