“من دون احم ولا دَستور” فعلها رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط ودخل “تويتر” ليغرد عبر الحساب @walidjoumblatt، محدثاً ضجة بين مغردين احتاجوا إلى أكثر من يومين ليقتنعوا أن “البيك” شخصياً يتواصل معهم.
خلال خمسة أيام فقط غرّد جنبلاط أكثر من 310 مرات، جميعها كانت رداً على متابعيه، عدا تغريدتين افتتح بهما انضمامه إلى الموقع مساء الاثنين الماضي، الأولى: “الافراج عن العسكريين المخطوفين أولوية”، والثانية أكد فيها للمغردين ان حسابه رسمي “نعم هذا أنا”، ولوحظ أن التغريدة الاولى هي الوحيدة التي استخدم فيها هاشتاغ وكانت #Lebanon، وحتى الآن استطاع جنبلاط جذب أكثر من 9964 مغرداً وتابعه نحو 303 شخص بينهم سياسيون وصحافيون وناشطون، وهناك من فتح حساباً جديداً فقط من أجل التواصل معه.
سياسيون كثر يغرّدون على “تويتر”، منهم من حوّل الحساب وسيلة لنشر البيانات الرسمية، منهم من ترك مهمة التغريد لشركات مختصة أو مكتب اعلامي وقلة يكتبون تغريداتهم بأنفسهم او يردون على بعض التغريدات، لكن جنبلاط قرر المواجهة وحده، ولوحظ رده على الكثير من الاسئلة، محدثاً ثورة “تويترية” شاهدناها سابقاً مع الرئيس سعد الحريري الغائب عن سماء “تويتر” منذ مدة، فيما يواصل البعض ومنهم الرئيس نجيب ميقاتي الرد على بعض الاسئلة وفي حالات باتت نادرة.
“تعبوا عيوني”
اتصلت “النهار” بوليد بيك، وسألناه عن تقييمه لعمله على “تويتر” خلال الايام الخمسة الماضية، أجاب وهو يضحك: “أحتاج إلى تنظيم نفسي أكثر… لأنو القصة صار بدها عوينات جديدة… تعبوا عيوني”.
وتابع جنبلاط: “ما عم لحق على اسئلة وتغريدات الناس… احتاج إلى تنظيم الامر قليلاً”. لا يحصر رده على الذين يعرفهم بل يرد على الجميع قائلاً: “بناء على السؤال وليس صاحبه… وهناك اسئلة كثيرة لا اجيب عنها”.
اليوم غرّد للمرة الاولى بالعربية، بعدما تعذر ذلك سابقاً بسبب أن “التلفون لا يكتب العربية، مش عارف شو قصته… الآيفون جديد وأريد تحويل الكتابة فيه إلى العربية”، وهو أمر أزعج جنبلاط كثيراً، أليس هناك من يساعدك؟ أجاب: “سأطلب مساعدة في ذلك”، وهذا ما حصل فعلاً.
أوساكار الصديق
انضم جنبلاط إلى “تويتر” بصورة جمعته مع كلبه “اوسكار” وعلّق على هذا الامر بالقول: “اخترت اوسكار لأنه صديقي… بات عمره 10 سنوات ونصف السنة وعم منختيّر سوا”. يعتبر البيك أن “تويتر” وسيلة لـ”المصارحة” وليس “المواجهة”. يختار الكلمات بدقة قبل الاجابة عن الاسئلة، نظراً إلى عدد الاحرف التي تقيّد المغرد، بحسب نظام الموقع.
ولفت نظر جنبلاط أن غالبية اهتمامات الناس محلية، ويقول: “عملت كذا اشارة لكبار الصحافيين في شأن الكارثة التي تحصل في القدس ومشروع الاستيطان ولم يعلق عليها احد سوى قلة”.
حتى منتصف الليل
لوحظ خلال الايام الماضية تواجد جنبلاط على “تويتر” في اوقات عدّة، ومنذ يومين ودع المغردين ليلاً بعدما غلبه النعاس عند الثانية عشر منتصف الليل، ويعيد سبب زيادة نشاطه “التويتري” في اليومين السابقين بـ”لانو ما كان في شغل زيادة… لكني سأنظم وقتي واحتاج الامر هذا النشاط في البداية حتى أتعلم، وأعتقد أن ساعة واحدة في اليوم تكفي”. سألناه هل تخشى ادمان “تويتر”؟ اجاب: “لا…فالقضية متعبة للعيون والخط صغير…”.
جنبلاط أخذ بنصيحة صديقه السفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر وبدأ بتجربة “تويتر”، ولا مشكلة لديه في التواصل مع السياسيين عبر الموقع في حال كانوا جاهزين لذلك.
تغريدة ميقاتي
هل سيدفع دخولك إلى “تويتر” الحريري للعودة إلى التغريد؟ أجاب: “دخلت صفحته، لكن ليس لديّ اي فكرة اذا توقّف عن التغريد ام لا”. جنبلاط أبدى استعداده لتوجيه تغريدات للجميع، واستهل الأمر برسالة إلى الرئيس ميقاتي، وفيها:”حان الوقت لاعادة إعمار طرابلس بعد معاناتها وايجاد فرص عمل، وذلك ليس باصلاح الاضرار أو “دهن” الواجهات، بل يجب العمل على ملفات عدة كالمرفأ والمصفاية وسكة الحديد والسوق الحرة والمعرض من اجل خلق فرص عمل جديدة”.
بالنسبة إلى جنبلاط، “تويتر موقع تواصل اجتماعي مفيد كوسيلة للتواصل المباشر من جهة، اما سلبيته فتكمن خصوصاً عند الجيل الجديد، لتأثيره على غياب اللقاءات الانسانية حيث بات كل واحد يحمل آلة ويتحدث عبرها مع الآخر من دون وجود أي علاقة مباشرة”.
الكاتب: محمد نمر ـ النهار