فجّر أحد كبار الجنرالات في اللواء الشمالي للجيش الإسرائيلي مفاجأة كبيرة، وذلك عندما كشف أن قواته تجري تدريبات مكثفة على الحرب القادمة مع لبنان، مؤكدًا أن مثل هذه الحرب باتت حتمية، بدعوى أن تطورات الوضع في سوريا والمكانة القوية الثابتة لإيران في المنطقة، والاقتراب من توقيع تفاهمات غربية إيرانية، ستضع إسرائيل أمام وضع جديد يصبح فيه كل بيت إسرائيلي مهددا.
وفي معلومات لصحيفة “الشرق الأوسط”، ان هذه التدريبات تتم في أكثر من منطقة، بينها في أراضي الجولان السوري المحتل، وفي منطقة تساءليم في النقب، حيث تم بناء قرية شبيهة بالقرى اللبنانية في كل واحدة منهما، وكذلك في عدد من القرى العربية في إسرائيل، التي يعيش فيها فلسطينيو 48، وفي الشهرين الماضيين تمت تدريبات مماثلة في قريتي كفر مندا، وعيلبون. وفي نموذج القريتين اللبنانيتين تم بناء أنفاق لمواجهة احتمال أن يكون “حزب الله” قد أقام سلسلة أنفاق شبيهة بأنفاق قطاع غزة، التي تعتبرها إسرائيل “فتاكة”.
في سياق متصل، نقل ألكس فيشمن، المحرر العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” على لسان جنرال كبير يعمل في اللواء الشمالي، رفض كشف اسمه، قوله انه مع مرور شهرين على عملية “الجرف الصامد” تدرك قيادة المنطقة الشمالية، كما في الجيش كله، أنه يجب إعداد الجمهور لحقيقة أن الحرب القادمة ستقع على الجبهة الشمالية، وأنها لن تكون مشابهة لتلك التي وقعت في صيف 2014، والسبب هو أن “حزب الله” يمتلك عددا من الصواريخ يزيد بعشرة أضعاف عما كان في غزة قبل الحرب الأخيرة، وأن هذه الصواريخ نوعية أكثر، فضلا عن أن مقاتلي الحزب يكتسبون خبرة قتالية عالية من حربهم في سوريا، كما أن الحرب مع غزة شحنتهم بالقوة والغطرسة، على حد تعبيره.
كما قال ضابط رفيع في قيادة اللواء الشمالي، خلال لقاء إرشادي مع مراسلين عسكريين لبعض الصحف الإسرائيلية الكبرى: “إذا كنا قد سمعنا الصراخ خلال الجرف الصامد بسبب إغلاق مطار بن غوريون ليومين جراء الصواريخ من غزة، فمن الواضح أنه خلال الحرب القادمة مع “حزب الله” سيتمإغلاق مطار بن غوريون وميناء حيفا منذ اليوم الأول للحرب”.