حذّر الدكتور ياسر العصيفير، من جملة اختراقات الكترونية قد تهاجم أجهزة الشبكات والحاسب الآلي في الشركات الكبرى في المملكة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن هذه الهجمات تنظمها مجموعات مخترقين محترفين للغاية، يسعون للحصول على معلومات دقيقة عن هذه الشركات وأنشطتها ومشاريعها، للاستفادة منها فيما بعد.
وأكد العصيفير ل”الرياض” وهو متخصص في أمن الانترنت والتعليم الالكتروني أن الشركات السعودية دون غيرها، مستهدفة وبنسبة كبيرة من الهاكرز، وقال “المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، ولديها شركات كبيرة وعملاقة، تقوم بمشاريع كبرى لها تأثيرها الاقتصادي وربما السياسي، ليس في المملكة فحسب وإنما في الاقتصاد العالمي أيضا”.
وقال العصيفير، وهو مخترع أول جهاز لوحي تحت مسمى “FanOS1” بتقنية وبراءة اختراع سعودية، إن الهاكرز العالميين استطاعوا الوصول إلى بعض البرامج الالكترونية الخاصة بهم، والتي تمكنهم من السطو الالكتروني على أجهزة الحاسب الآلي لأي شركات أو وزارات في دولة ما ومن غير علمهم، من أي مكان في العالم، عبر شبكة الانترنت”، مشيراً إلى أن “هؤلاء نجحوا بالفعل في التغلب على بعض البرامج العالمية المشهورة والمعروفة في مواجهة الفيروسات والاختراقات الالكترونية، مما يتطلب من مسؤولي الشركات الكبرى في المملكة وغيرها من الوزارات، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر من أي عمليات اختراق تستهدف مواقعهم الالكترونية وأجهزة الحاسب الآلي الخاصة بها، وأن تكون لديها خطط رئيسية وأخرى بديلة لصد الاختراقات المحتملة”.
وألمح الدكتور العصيفير إلى أن برامج مكافحة الاختراق العالمية باتت هدفاً لدى الهاكرز، لإيجاد ثغرات فيها، لذا يفترض أن تكون لدى الشركات الاقتصادية في المملكة برامج بديلة مساعدة”، لافتا إلى أن “المجتمع السعودي يضم بعض المهندسين والمتخصصين في أنظمة الحاسب الآلي وتصميم البرامج، الذين بإمكانهم إيجاد برامج تواجه عمليات الاختراق والسطو الالكتروني، ولكنهم في حاجة إلى الدعم والمؤازرة من تلك الشركات” وقال “من خلال عملي المتواصل في عدد من دول العالم بجانب المملكة، استطعنا من صد العديد من هذه المحاولات، وبناء أنظمة أكثر أمانا لحماية البيانات المهمة، لأن الحرب القادمة هي حرب إلكترونية”.
وأكد العصيفير “أن هناك مخترعين سعوديين على درجة عالية من الخبرة والكفاءة في تصميم برامج الكترونية، ضد الاختراقات والفيروسات، ولا بد من إفساح المجال لهم والاعتماد عليهم محلياً”.
وكشف الدكتور ياسر، الذي سبق أن قدم نموذجين لبراءة اختراع من جامعة كاردف بريطانيا، لجهاز أمني يستطيع إيقاف الاخترقات غير المكتشفة بشكل ذكي وقبل الاختراق، أنه يجهز حالياً لمشروع الكتروني ضخم، يمهد الطريق لتأسيس التعليم الالكتروني في المملكة والمنطقة، مع تقليل نسبة الاعتماد على الكتاب المدرسي بشكله التقليدي القديم وقال “حالياً أواصل عملي في هذا المشروع بالتنسيق مع عدد من المسؤولين ورجال الأعمال المتحمسين للفكرة، وقريباً ستكون هناك نتائج جيدة، تعزز التعليم الالكتروني في المدارس السعودية”.