استكمال الجيش اللبناني انتشاره ودهمه شمالاً، وفي طرابلس تحديداً، واتخاذه الاجراءات الاستباقية المتوجبة بقاعاً وجنوباً وفي مناطق أخرى لاحكام قبضته أمنياً على البلاد، بالتزامن مع المساعي التي يبذلها وسطاء مع الجماعات الارهابية في جرود عرسال لاطلاق العسكرييين اللبنانيين الذين تحتجزهم منذ ثلاثة اشهر – كل ذلك خلف مزيداً من الارتياح في الاسواق المالية اللبنانية عشية عطلة نهاية الاسبوع. الا ان استمرار تحسب البعض للمزايدات التي قد تسبق جلسة مجلس النواب الاربعاء المقبل لتمديد ولاية المجلس مجدداً، ولما ستفضي اليه المساعي الناشطة للافراج عن العسكريين اللبنانيين حال دون تفاعل بورصة بيروت امس مع مشاعر الارتياح هذه في ضوء تطور حركة العرض والطلب التي تناولت عدداً من الصكوك المدرجة على لوائحها والتي جاء تداولها انتقائياً بقيادة اسهم “بنك عوده” المدرجة في اطار استكمال الصفقة الخاصة التي تمت اول من امس على 135000 سهم دفعة واحدة منها بسعر 6,35 دولارات للسهم الواحد بالتراضي، إنما على دفعات امس وفقاً لقاعدة العرض والطلب التقليدية وبأسعار رواحت بين 6,25 و6,40 دولارات قبل ان تقفل بـ6,38 دولارات (زائد 0,47 في المئة) في قطاع المصارف. وشهد هذا القطاع أيضاً استقراراً لاسعار اسهم “بنك لبنان والمهجر” التفضيلية – 2011 على 10,20 دولارات، وارتفاعاً لاسعار شهدات ايداع “بنك عوده” من 6,17 دولارات الى 6,49 (زائد 6,49 في المئة)، وتراجعا لأسعار اسهم بنك بيبلوس التفضيلية 2008 من 101,00 دولار الى 100,80 (ناقص 0,19 في المئة).
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبت اسهم “سوليدير” بين أعلى 11,44 دولارا وادنى على 11,26 دولارا الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ11,39 دولارا في مقابل 11,41 أول من امس (ناقص 0,17 في المئة) والفئة “ب” بـ11,39 دولارا في مقابل 11,41 في الفترة عينها (ناقص 0,17 في المئة).
وتبعا لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بمزيد من الارتفاع مقداره 4,55 نقاط ونسبته 0,39 في المئة على 1180,48 نقطة، في سوق نشيطة وانتقائية تبودل فيها 250943 صكا قيمتها 2,044,931 دولارا، في مقابل تداول 165843 صكا قيمتها 1,210,674 دولارا أول من أمس.
التيسير المفاجئ للسياسة النقدية اليابانية أضعفت الاورو ودعمت البورصات
في الخارج، اشتدت الضغوط على الاورو في اسواق القطع العالمية دافعة اياه نزولا نحو عتبة الـ1,25 دولار، للمرة الاولى منذ نهاية آب 2012، نتيجة الدفع الذي اعطته مقررات الاحتياط الفيديرالي للعملة الاميركية الاربعاء الماضي من حيث انهاء خطته التحفيزية للاقتصاد الذي تعافى من الانتكاسات التي اصابته بعد 2008. الى ذلك، كان للبيانات الاقتصادية التي صدرت امس في الولايات المتحدة انعكاسها الداعم للدولار، وخصوصا ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في شيكاغو من 60,5 نقطة في ايلول الى 66,2 في تشرين الاول، وهو الاعلى منذ سنة من جهة، وارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين الاميركيين الذي تعده جامعة ميتشيغن من 84٫6 نقطة الى 86٫9 في الفترة عينها من جهة اخرى، واللذين حجبا تراجع انفاق المستهلكين الاميركيين بنسبة 0٫2 في المئة في ايلول عنه في آب على رغم زيادة مداخيلهم الفردية بنسبة 0٫2 في المئة في الفترة عينها. وكان الاورو عانى قبل ذلك ارتفاع اسعار الاستهلاك، التي تعكس تطور التضخم في منطقته، بنسبة 0٫4 في المئة في تشرين الأول في مقابل 0٫3 في المئة في ايلول بوتيرة سنوية، اي دون المعدل المستهدف لدى المركزي الاوروبي بكثير (2٫00 في المئة)، واستقرار معدل البطالة على 11٫5 في المئة من جهة، وهبوط مبيعات المفرق في المانيا بنسبة 3٫2 في المئة في ايلول بعد ارتفاعها بنسبة 1٫5 في المئة في آب، وقت شكل قرار “بنك اليابان” زيادة خطته التحفيزية للاقتصاد الياباني نحو 30 مليار دولار الى 75 مليارا دعما للورقة الخضراء مما جعل الاورو يقفل في نيويورك بـ 1٫2530 دولار في مقابل 1٫2610 اول من امس واونصة الذهب بـ1171٫75 دولار في مقابل 1199٫00 في الفترة عينها.
وارتفعت اسواق الاسهم على جانبي الاطلسي امس، مقتنعة اثر المكاسب الكبيرة لبورصة طوكيو بعدما فاجأ “بنك اليابان” اسواق المال العالمية بمزيد من التيسير الكمي للاقتصاد وتمديد متوسط فترات احتفاظه بالسندات الحكومية اليابانية الى نحو 10 سنين. وأدى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الاورو بارتفاع راوح بين 3٫07 في المئة في ميلانو و1٫17 في المئة في بروكسيل، وبين 194٫90 نطقة على 17390٫32نقطة لمؤشر داو جونز الصناعي و64٫60 نقطة على 4630٫74 نقطة لمؤشر ناسداك اميركيا.