يشكل موسم قطاف الزيتون لدى مزارعي منطقتي حاصبيا والعرقوب مناسبة سنوية لجمع الأبناء والأحفاد تحت شجرة الزيتون لقطاف المحصول مهما كانت كميته. وهذا العام، كما العامين الماضيين، لم يتجاوز الموسم الـ30 بالمئة مقارنة مع السنوات الماضية، ورغم ذلك ينتظر الجميع هذا الموسم ليكون مناسبة للالتقاء ولتأمين مونة العائلة من زيت وزيتون نقي وخال من المواد الكيماوية، فيما يتم بيع ما يفيض عن الحاجة المنزلية، في حين وصل سعر صفيحة الزيت هذا العام نتيجة ضعف الموسم الى نحو مئتي الف ليرة.
كذلك يشكل الزيتون مصدر رزق للكثير من العائلات التي تستخدم لقطاف الزيتون، إذ يتراوح أجر العامل بين 30 و50 الف ليرة وذلك كل حسب خبرته، كما اته للنازحين السوريين حصتهم في جني المحصول ما يشكل لهم مصدر رزق في وقت هم بحاجة الى فرصة عمل في ظل تراجع المساعدات التي كانت تأتيهم من الجهات المانحة.
جمال عبد العال من حلتا، يعمل وزوجته في قطاف الزيتون بالأجرة، اشار الى انه يؤجل قطاف ما لديه من زيتون»لأن العمل لدى من لديه حقول كبيرة يشمل فرصة لنا لتأمين مدخول للعائلة في هذا الموسم، فيما نقوم بقطف ما لدينا من زيتون في وقت لاحق».
اما أبو أحمد ذياب من كفرشوبا، فيعتبر ان موسم الزيتون بمثابة عطلة للعائلة «إذ يأخذ أولادي اجازتهم في هذا الموسم ليساعدوني في جني المحصول وتكون فرصة للتلاقي ولمّ الشمل تحت هذه الشجرة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ونحن لا نترك حقلا من حقول السليخ إلا ونزرعها بهذه الشجرة المباركة»، معتبرا ان «الزيتون كله بركة حتى خلال السنوات العجاف ولا يحتاج الى الكثير من العناية«.
أما أبو ريدان من الماري، فشكا من ضعف الموسم وصعوبة تصريف الإنتاج وتصديره الى الخارج«. وقال «للأسف لا أحد يسمع صرخة المزارع والفقير في هذه المنطقة التي يعتمد غالبية أبناؤها على الزراعة«.
ويشير النازح السوري أبو محمد من بيت جن السورية الى ان «هذا الموسم هو فرصة لنا لتأمين مصروف العائلة مع قلة فرص العمل وتراجع المساعدات من الجهات المانحة، خاصة واننا مقبلون على فصل شتاء قارس والمصاريف تزداد لتأمين التدفئة، يعني هذه حالنا، تركنا ارضنا وزيتوننا لنشتغل في أرض غيرنا بالأجرة، وانشاءالله نعود قريبا الى ديارنا«.
ويلفت المهندس الزراعي غيث معلوف الى ان سبب تراجع المحصول لهذا العام يعود «للتقلبات المناخية في فصل الشتاء بين برد وحر وتراجع في نسبة المتساقطات، ما أدى الى كثرة الفطريات أيضا التي ادت الى تراجع الموسم بهذا القدر»، مؤكدا ان «الناس في هذه المنطقة إعتادوا العناية بالزيتون مهما كانت كلفته، لكنهم بحاجة الى الكثير من الإرشاد الزراعي والتوعية على كيفية العناية بهذه الشجرة وتجنيبها الكثير من الأمراض التي قد تصيبها، والأهم من ذلك كله هو ايجاد اسواق خارجية لتصريف الإنتاج».