أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ الانتخابات لشغل مقعد الرئاسة الشاغر منذ أيار الماضي لن تجرى قريبًا، كما استبعد اندلاع حرب أهلية جديدة رغم الصراعات السياسية، ولفت الى أنّه على مدى أكثر من ستة أشهر فشل البرلمان اللبناني في انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط، في إطار واحدة من تداعيات الحرب في سوريا التي شلت الكثير من مؤسسات الدولة وأثارت موجات من العنف المميت.
جعجع، وفي مقابلة صحافية، قال: “برأيي هذا أبعد بكثير من لبنان.. يمكن موضوع الرئاسة اللبنانية موضوع على طاولة البحث في مقايضات ومساومات على مستوى الشرق الاوسط ككل. لذلك وللأسف لا أرى انتخابات رئاسة على المدى المنظور ونحن في حالة انتظار”.
ورفض التكهن بتاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية، لافتًا الى أنّ ما يمنع حصول انتخابات رئاسية في لبنان هو مقاطعة كتلتي “حزب الله” و”التغيير والاصلاح” برئاسة العماد ميشال عون، مؤكّدًا أنّه بأي وقت من الأوقات ممكن أن تجرى الانتخابات رغم من أزمة المنطقة إذا غيّرت إحدى هاتين الكتلتين موقفها من التعطيل.
وعن التمديد، قال: “إذا وصلنا إلى 20 تشرين الثاني وليس هناك انتخابات نيابية ولا تمديد، وليس لدينا رئاسة جمهورية ولا مجلس نيابي. في اللحظة ذاتها التي يسقط فيها المجلس النيابي تسقط الحكومة وتصبح حكومة تصريف أعمال وبالتالي نكون قد وقعنا في الفراغ الكبير. فهل هذا ما يريده هذا الفريق الذي ينادي ليلا نهارا بأنّه ضدّ التمديد؟ وبالوقت نفسه لم يقم بأي خطوة للإعداد للإنتخابات النيابية”.
وأضاف: “أصبحت المسألة الآن أبعد وأعمق من مسألة تمديد أو عدم تمديد، أصبحت مسألة يجب الانتباه لها. إن محاولة البعض دفع البلاد دفعا إلى فراغ دستوري كامل قد يكون تحضيرا لنظام جديد وهذه عملية نحن كليا ضدها في هذا الظرف بالذات لانها لا ترتكز إلى شيء وسترمي لبنان بمجهول ما بعده مجهول”.
وإذ أبدى استعداده للتخلي عن ترشيحه مقابل تخلي عون عن ترشحه، قال جعجع: “في هذه المناسبة أدعو عون من جديد للتفاهم نحن واياه على مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية لأنه صراحة لا هو مقتنع بي ولا انا مقتنع به”.
جعجع كرر دعوته لـ”حزب الله” للانسحاب من سوريا، قائلا إنّ وجوده هناك غذى حالة عدم الاستقرار في لبنان، كذلك يضع أهل السنة في لبنان “تحت ضغط كبير”، ما يشير إلى خطر حدوث مزيد من الصراع الطائفي بسبب غضب السنة اللبنانيين من سياسته. ودعاه للعودة من سوريا ووضع قراره عند الدولة اللبنانية.