كشفت مصادر نيابية لصحيفة «الحياة»، ان العماد ميشال عون يعتبر من أكثر المتشددين ضد التمديد للبرلمان، لكنه يرفض في الوقت نفسه أن يأخذ على عاتقه تبعات الدعوة إلى إجراء الانتخابات وهذا ما صارح به عدداً من السفراء الأجانب الذين سألوه عما إذا كانت الظروف السياسية والأمنية تسمح بإتمامها في موعدها.
وقالت إن عون لم يعطِ جواباً واضحاً لدى استقباله هؤلاء السفراء عندما سئل عن رأيه في قول الوزير المشنوق إن الظروف السياسية والأمنية لا تسمح بإجراء الانتخابات النيابية، إضافة إلى سؤاله عن رأيه في التمديد للبرلمان في حال انتخبه هذا البرلمان، عندما تسمح الظروف، رئيساً للجمهورية.
واعتبرت المصادر أن الرئيس بري قطع الأمل بإقناع عون بالعودة عن قراره عدم التصويت ضد التمديد للبرلمان، وقالت إن موقف عون ينبع من رغبته في الدخول في مزايدة في الشارع المسيحي يمكن أن تخدمه في تسجيل نقاط إضافية ضد خصومه المسيحيين في حال ارتأوا أن هناك ضرورة للتمديد لمنع إحداث فراغ يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى، ويفتح الباب أمام إعادة طرح قضية الدعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي يخصص لإعادة إنتاج صيغة سياسية للنظام اللبناني.
ولم تبدِ هذه المصادر ارتياحها إلى المواقف المتقلبة للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي مع أنه كان أكد بعد اجتماعه مع زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري في روما أنه يتحدث وإياه بلغة واحدة…
ولفتت إلى أن التوافق بينهما انطلق من أن الأولوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس جديد، وقالت إن الراعي لم يعترض في الاجتماع على أي ترتيب يمكن أن يقطع الطريق على حصول فراغ في السلطة التشريعية.
وسألت المصادر نفسها: كيف يصرف ما قاله الراعي عن اجتماعه مع الحريري في الوقت الذي يساوي بين النواب الذين يحضرون إلى ساحة النجمة بناء لدعوت بري لانتخاب رئيس جديد، وبين الآخرين ممن يقاطعون هذه الجلسات؟
واعتبرت أنه آن الأوان للتخلي عن المزايدات الشعبوية في التعاطي مع التمديد للبرلمان، واعتبرت أن بعض الأطراف المسيحيين وقعوا ضحية هذه المزايدات وأوقعوا أنفسهم في حال من الإرباك، ولم يستطيعوا حتى الآن إعادة تنظيم صفوفهم تمهيداً لاتخاذ قرار واقعي من التمديد.
ورأت أن التمديد للبرلمان يبقي على فرصة انتخاب الرئيس قائمة، وإن كانت الظروف الراهنة ليست ناضجة لذلك، وبالتالي يبقى تعليق انتخابه أفضل من إقحام البلد في فراغ يصعب على الآخرين أن يتداركوه ما لم يوافقوا على التمديد.
وقالت المصادر عينها إن ما ينطبق على موقف عون من التمديد يسري على حزب «الكتائب» الذي تخلف ممثله عن حضور اجتماع قوى 14 آذار الذي عقد أخيراً، وخصص لتوحيد الموقف المؤيد للتمديد، مع أنه كان وعد بحضوره… في ضوء الاتصال الذي أجراه رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة برئيس الحزب الرئيس أمين الجميل قبل أن يغادر إلى باريس للمشاركة في ندوة ينظمها مجلس الشيوخ الفرنسي.
وأضافت أن الجميل لم يبدل موقفه، لكنه وعد بإيفاد ممثل عن «الكتائب» لحضور الاجتماع ونقل وجهة نظره على أن يتخذ الحزب قراره النهائي في اجتماع للمكتب السياسي يعقده اليوم بذريعة أنه في حاجة إلى إجراء مشاورات بين قيادات الحزب لاتخاذ الموقف الذي يراه مناسباً.