Site icon IMLebanon

الراعي يستمر في “فتح النار” وبري يلوّح بـ”مفاجأة”: هل ينقذ جعجع التمديد للبرلمان اللبناني؟

samir-geagea-2

 

 

رأت صحيفة “الراي” الكويتية أنه ما لم تحصل تطوّرات خارجة عن كل الحسابات الواقعية السائدة لدى القوى السياسية والنيابية اللبنانية، فان البرلمان متجه الى التمديد لولايته لمدة سنتين وسبعة أشهر في جلسته التي ستعقد بعد غد رغم كل الضجيج المتصاعد حول الاحتمالات المختلفة لهذه الخطوة.

ذلك ان الاثنين والثلثاء سيكونان الفرصة النهائية لبلورة ما يسمى «المخرج الميثاقي» للتمديد بتوفير تغطية مسيحية وازنة بالحدود الدنيا للتمديد بعدما بلغت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري وكذلك تيار «المستقبل» لإقناع كتلتي حزبيْ «القوات اللبنانية» و«الكتائب» ذروتها لحمْلهما على التصويت الإيجابي مع التمديد وليس الاكتفاء بحضور الجلسة النيابية فقط. ولاحت بوادر امكان إعادة «القوات اللبنانية» النظر في موقفها الأساسي الذي كانت تتجه من خلاله الى الحضور والامتناع عن التصويت، فيما لا يبدو وارداً لدى «الكتائب» ان تشارك في التصويت.

وقالت مصادر نيابية منخرطة في الاتصالات الحثيثة الجارية لـ”الراي” ان مخاوف جدية نشأت في الساعات الاخيرة جراء تلبُّد غيوم كثيفة أثارتها المواقف المفاجئة في حدّتها التي يطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال جولته الحالية في أستراليا ذاهباً عبرها الى ذروة استفزاز السياسيين والنواب الذين يسدد اليهم اتهامات عنيفة وصلت حدود قوله انهم يتلقون التعليمات من «أوطانهم في الخارج» كما في اعلان رفضه المتكرر اي مؤتمر تأسيسي.

وتقول المصادر ان بري كان قبل مواقف الراعي يعمل بقوّة على توفير مشاركة احدى الكتل المسيحية الكبيرة ولا سيما منها «تكتل التغيير والاصلاح» (العماد ميشال عون) و«القوات اللبنانية» في التصويت تأميناً للتغطية الميثاقية للتمديد رغم توافر اكثر من 30 صوتاً مسيحياً على الأقل لنواب مستقلين او ضمن كتل مختلطة. لكن التصعيد الناري في مواقف البطريرك رسم مناخاً طارئاً جعل بري يضاعف ضغوطه على الكتل المسيحية ليصل الى حدود تلويحه بخطوة مفاجئة قد يقدم عليها في جلسة الاربعاء ما لم تصوّت احدى الكتل المسيحية الكبيرة مع التمديد وفُهم ان هذه الخطوة قد تكون تأجيل طرْح بند التمديد حتى التاسع عشر من الشهر الجاري اي قبل 24 ساعة فقط من انتهاء ولاية مجلس النواب.

وأحدثَ هذا المناخ الجديد المحتدم، كما تقول المصادر النيابية نفسها، معطيات بالغة الجدية لكونها تضع البلاد فعلاً امام خطر نشوء فراغ في مجلس النواب يهدّد لبنان بحالة لا سابقة لها دستورياً مما يعني الاتجاه نحو فوضى شديدة الخطورة. ولكن المصادر توقّعت ان تفضي الساعات المقبلة عشية جلسة التمديد الى اختراق يحول من دون نشوء هذا الخطر بحيث ستكون «القوات اللبنانية» هي مَن سيمنعه بموافقتها المرجّحة على التصويت مع التمديد في نهاية المطاف.

واذ تنتظر القوى السياسية والكتل النيابية نتائج اجتماعات متلاحقة ستعقدها اليوم وغداً كتل «القوات» والكتائب و«التغيير والاصلاح» لإعلان المواقف النهائية من التمديد، كشفت المصادر نفسها ان اتصالات بعيدة عن الاضواء لم تتوقف في عطلة نهاية الاسبوع وشارك فيها أقطاب سياسيون من مختلف الاتجاهات تركّزت على حض «القوات اللبنانية» تحديداً على اتخاذ موقف ايجابي تحول عبره من دون سقوط البلاد في متاهة خطرة وخصوصاً ان بري بدا جدياً في عدم تجاوز المواقف النارية للراعي والتي جعلت رئيس البرلمان يتشبث اكثر فأكثر بوجوب تغطية اي كتلة مسيحية وازنة للتمديد وعدم تحميله مع الشركاء المسلمين الآخرين تبعة هذه الخطوة.

وقال مصدر قيادي بارز في حزب «الكتائب» لـ«الراي» ان اجتماع المكتب السياسي للحزب مساء اليوم سيقرر الخطوة الحاسمة من التمديد، ولكنه لفت الى ان القرار سيبقى سلبياً اي رفض التمديد، فيما سيقرر الحزب ما اذا كان نوابه سيحضرون الجلسة ويصوّتون ضد التمديد او يقاطعون الحضور. اما تكتل «التغيير والاصلاح» فان موقفه معروف وهو رفض المشاركة في جلسة التمديد حضوراً واقتراعاً.