تقرير خالد مجاعص
من كان ليصدّق أنّ فريقين كبرشلونة الإسبانيّ و”مانشستر يونايتد” الإنكليزيّ، وفي أقلّ من شهر واحد، يتشاركان مصيراً يغلّفه السواد، الخوف والشكّ. فبرشلونة و”مانشستر يونايتد” مع تاريخيهما الرائعين، وثرواتهما ونجومهما وجماهيرهما، لم يعد بإمكانهما تحقيق انتصار واحد في شهر من بطولاتهم الوطنيّة.
فمن ناحية برشلونة، فقد أنفق نحو مليار دولار أميركيّ لبناء أقوى ترسانة ممكنة من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم كلويس سواريز، لاعب المئة مليون دولار، إضافة إلى راكاتيتش، وآخرين ليدفع بهم في أرض الملعب إلى جانب ليونيل ميسي ونيمار، لم تعد كافية لوقف اندفاع قطار “ريال مدريد” أو حتّى اللحاق به. فبرشلونة، للمرّة الأولى منذ سنوات عديدة، يسقط مرّتين على التوالي، ويخسر معها صدارة الـ”ليغا”، ويتراجع من المركز الأوّل إلى المركز الثالث.
والملفت، لا بل الغريب أنّ التشكيلة المثاليّة لشهر تشرين الأول التي اختارها الاتّحاد الإسبانيّ لكرة القدم، لا تضمّ سوى لاعب واحد من نادي برشلونة هو البرازيلي نيمار دا سيلفا، حيث شهدت التشكيلة للمرّة الأولى منذ سنوات غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي عنها مقابل وجود غريمه الأزليّ كريستيانو رونالدو، علماً أنّ ريال مدريد تمثّل في هذه التشكيلة بثلاثة لاعبين. وإذا كان وضع برشلونة يسوده القلق والسواد، فإنّ وضع “مانشستر يونايتد” في إنكلترا كارثي.
فنادي “مانشستر يونايتد” يمّر بأسوأ موسم له منذ ثلاثين عاماً، وقدوم المدرّب الخبير لويس فان غال لم يكن بالحلّ الصائب، لا بل تحوّل من جرعة إنقاذ إلى مشكلة أكبر. فالشياطين الحمر يقبعون مع نجومهم في المركز العاشر بالبطولة الإنكليزيّة مع 13 نقطة فقط، أي بنصف نقاط تشلسي متصدّر البطولة مع 26 نقطة. فـ”مانشستر يونايتد” لم يحصل سوى على 13 نقطة في عشر مباريات، و هذا لم يحصل للشياطين الحمر منذ عام 1986، وكان يومها قنبلة إقصاء المدرّب المشهور آنذاك رون أتكينسون، وتعيين المدرّب المغمور أليكس فيرغسون الذي تحوّل لاحقاً، ومع مرور السنوات إلى السير أليكس والأسطورة أليكس فيرغسون.
وأمام تلك المعطيات، أصبح بإمكاننا الجزم أنّ الكارثة قد وقعت في مانشستر، إذ أنّ مشروع اليونايتد في إنفاق مئات ملايين الدولارات لإعادة البسمة إلى جمهور قلعته الـ”أولد ترافورد” قد فشل فشلاً ذريعاً. فالشياطين الحمر الذين استعادوا هدّافهم الهولنديّ روبن فان بيرسي، وحافظوا على قائدهم وين رووني، والأهمّ حصلوا على توقيع ساحر ريال مدريد والمنتخب الأرجنتينيّ أنخيل دي ماريا، لم يتمكّنوا من التحوّل إلى قوّة ضاربة في البريميير ليغ، بل تحوّلوا إلى مجموعة من النجوم الذين لا حول ولا قوّة لهم سوى محاولة الصراع للبقاء على قيد الحياة في البطولة الإنكليزيّة.
وللمفارقة، فإنّ ما صنعه دافيد موييس المدرّب الذي اعتبر الأفضل في تاريخ الشياطين الحمر كان أفضل ممّا يفعله اليوم لويس فان غال، إذ أنّ مانشستر يونايتد حصل في الموسم الماضي على 17 نقطة في عشر مباريات أي بزيادة 4 نقاط عن رصيده بعشر مباريات هذا الموسم. ويبقى أنّ اليونايتد تلقّت شباكه إلى اليوم 14 هدفاً في عشر مباريات، وهذا ما لم يحصل في 41 عاماً. كلّ ذلك إن دلّ على شيء، فهو أنّ جمهور الأولد ترافورد لن يتأخّر في المطالبة برحيل فان غال في شكل فوريّ، وقد يكون حتّى قبل نهاية عام 2014 الأسوأ في تاريخ “مانشستر يونايتد”، وقد يكون الأسوأ في تاريخ برشلونة، اذا لم تكن هناك انتفاضة ليست في الحسبان على الأقلّ في القريب العاجل.