جمال محمد
أعلن نائب ممثّل منظمة «يونيسف» في اليمن جيريمي هوبكنز أن «فئة المهمّشين» تشكّل نحو 10 في المئة من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة. واعتبر هوبكنز أن «الوصول إلى الناس الأكثر ضعفاً وحرماناً، وتيسير حصولهم على الخدمات الاجتماعية الأساس مثل المياه والتعليم والرعاية الصحية وضمان تكافؤ الفرص لكل الأطفال، يعتبر من أولويات تفويض يونيسف».
والمهمّشون الذين يطلق عليهم اسم «الأخدام» هم مواطنون يمنيون يتميزون عن معظم سكان البلد بملامحهم الأفريقية وبشرتهم السوداء، ويعتبرون أدنى الطبقات الاجتماعية، ومعظمهم من أصول إثيوبية وصومالية ودول القرن الأفريقي ويتعرضون للتمييز وغياب الحقوق، ويعيشون أوضاعاً مأسوية وعزلة عن باقي المجتمع اليمني، ويعملون في مهن دونية كتنظيف الشوارع وغسل السيارات.
وفي تحرّك غير مسبوق، أطلقت «يونيسف» في اليمن بمعية عدد من الشركاء الحكوميين أخيراً حزمة من تدخلات الحماية الاجتماعية التي تستهدف مجتمعات المهمّشين في تعز. وشملت فعالية التدشين عرض لنتائج المسح الأول من نوعه حول المجتمعات المهمّشة الذي وصل إلى حوالى 10 آلاف أسرة في تسع مديريات من محافظة تعز، جنوب صنعاء. ونفّذ المسح «صندوق الرعاية الاجتماعية» بالتعاون مع معهد «التفاعل من أجل التنمية»، وهو معهد بحثي محلي.
وأوضحت «يونيسف» في بيان أن «المسح يشكل خط أساس حاسماً من أجل الإشراك الاجتماعي لهذه المجتمعات المهمّشة، ويوفر مرجعية لحزمة متكاملة من تدخلات الحماية الاجتماعية، التي تتضمن الشمول المالي المراعي للطفل في مجتمعات المهمّشين، وربط المنازل بالخدمات الاجتماعية الأساس، والحماية الاجتماعية لا سيّما التحويلات النقدية من صندوق الرعاية الاجتماعية».
وقدّمت نتائج هذا المسح مؤشرات ذات مغزى حول المياه والصرف الصحي والتعليم ومحو الأمية وحماية الطفل والعمل والدخل والتغذية والصحة والإعاقة والحماية الاجتماعية.
وكشف المسح أن تسعة في المئة فقط من السكان لديهم مياه عبر الأنابيب في مساكنهم، و39 في المـــئة فقـــط مــن الأطــفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و17 سنة ملتحقين بالتعليم حالياً مقارنةً بالمتوسط الوطني البالغ 69 في المئة، بينما يصل معدل الالتحاق الصافي بالصف الأول من التعليم الأساس إلى 10 في المئة مقارنةً بالمتوسط الوطني البالغ 33 في المئة.
ويعيش معظم المهمّشين في عشوائيات في الأحياء الفقيرة المعزولة، ويقيم عدد كبير منهم في العاصمة صنعاء ومحافظات عدن وتعز والحديدة.
ولفت البيان الى أن «يونيسف» قدّمت، كجزء من الاستجابة البرامجية، بالتعاون مع صندوق الرعاية الاجتماعية و»بنك الأمل للتمويل الأصغر» للمرة الأولى برنامج الشمول المالي، الذي من خلاله سيُفتح نحو 20 ألف حساب توفير للأمهات اللواتي لديهن أطفال بين أعمار 10 و17 سنة. وسيعقد «بنك الأمل» دورات تدريبية اجتماعية ومالية للآباء والأطفال، وسيعمل على تعزيز ثقافة التوفير من أجل تعليم الأطفال وصحتهم وتغذيتهم، بينما سيركّز صندوق الرعاية الاجتماعية على تمكين مجتمعات المهمّشين من المطالبة والوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساس والحماية. وستوزع الحقائب والزي المدرسي على الأطفال في المجتمعات المستهدفة، ورفد ذلك بجهود المناصرة مع المدارس لضمان التحاق أطفال المهمّشين، وإصدار شهادات ميلاد لكل الأطفال في المجتمعات المستهدفة.