كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير كتبه ديون نيسنبوم وجويل شيكتمان، أن وزارة الدفاع الأميركية سعت لمنح إيران إعفاءات من العقوبات المفروضة عليها، بما يتيح للجمهورية الإسلامية القيام باستثمارات في الاقتصاد الأفغاني.
في هذا السياق، أوردت الصحيفة أنه رغم انتفاء العلاقات الديبلوماسية بين واشنطن وطهران، ورغم منع الشركات الأميركية من التعاون مع إيران، إلا أن فريق عمل متخصصا في وزارة الدفاع (البنتاغون) كُلّف إشراك الجارة الغربية لأفغانستان في مشاريع أعمال رئيسية كانت تروّج لها الوزارة في هذا البلد.
وعليه، أمّن هذا الفريق خلال العامين المنصرمين إذناً خاصاً من الحكومة الأميركية، من أجل طلب المساعدة من إيران على تأسيس أول شركة للأدوية الصيدلانية في أفغانستان، وتطوير أربعة مناجم، استناداً إلى وثائق حكومية اطّلعت عليها «وول ستريت جورنال» من أشخاص على صلة مباشرة بالموضوع.
وترى الصحيفة في طلب وزارة الدفاع إعفاءات من نظام العقوبات الأميركي الصارم تعبيراً صارخاً عن البراغماتية، حيث أن تشجيع الاستثمار في واحد من أفقر بلدان العالم يمكن أن يتقدّم أحياناً على التطبيق المشدد للعقوبات ضد إيران.
وتشير الصحيفة إلى أن ما وصفته بـ»التعاون الهادئ غير الاعتيادي» مع إيران يعكس مثالاً صغيراً عن جهود إدارة الرئيس باراك أوباما الموقتة التي تسمح بإقامة علاقة أوثق مع خصم تقليدي لأميركا منذ فترة طويلة، من شأنها أن تجعل العمل معاً أسهل في أفغانستان والعراق وسوريا.
وبالنسبة لمنتقدي التعامل مع إيران، تعتقد الصحيفة أن تعاطي البنتاغون على هذا النحو بعث بإشارة خطيرة، في ظل المفاوضات الجارية بين إيران والقوى الست العالمية، الساعية إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وتتابع الصحيفة الأميركية أن مئات الشركات الإيرانية تقوم بأعمال في أفغانستان، فيما تحاول طهران بشكل حثيث الدخول إلى باكستان، في وقت تبحث توسيع نطاق التعاملات التجارية مع الصين والهند.
وتضيف أن صندوق النقد الدولي أوقف جمع البيانات عن الصادرات الإيرانية إلى أفغانستان منذ أكثر من 30 عاماً، في حين أن الصادرات من أفغانستان إلى إيران تشير إلى توسّع العلاقة على نحو لافت في السنوات الأخيرة.
وبحسب الصحيفة، فإن القادة الإيرانيين تعهدوا بمساعدة أفغانستان على إنعاش اقتصادها، حيث أبلغ الرئيس حسن روحاني نظيره الأفغاني عندما اتصل به مهنئاً بالفوز في الانتخابات الشهر الماضي، بأن توثيق العلاقات بين البلدين مهم جداً بالنسبة للأمن الإقليمي، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومة الإيرانية.