أبدى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أسفه لواقع لبنان المؤلم والمتراجع بشكل مخيف والذي لا مبرّر له سوى عجز المسؤولين السياسيين وافتقارهم إلى الولاء للبنان والتنكر لواجب خدمة الخير العام، والتسابق إلى المصالح والمغانم الشخصية والفئوية والمذهبية، كما أبدى خشيته من التورط في شؤون منافية لمصلحة لبنان ومنذرة بتغيير معالمه.
الراعي، وفي مؤتمر صحافي في ختام جولته الأسترالية، قال: “لقد آلمنا بالأكثر تمكن النواب اللبنانيين من إحكام الفراغ في سدة الرئاسة الأولى على مدى ثمانية أشهر من اذار الماضي، حتى الوصول إلى حافة الفراغ في المجلس النيابي، فأسرعوا كالتلاميذ الشاطرين بعدد فاق كل توقع، إلى حماية مقاعدهم النيابية، فمددوا بأنفسهم مدة ولايتهم بإجماع الحاضرين والغائبين، مخالفين ارادة الشعب والدستور مرة ثانية من أجل حماية مصالحهم”.
وأضاف: “فرّطوا بمصلحة الدولة العليا من خلال بتر رأسها والقضاء على الميثاق الوطني الذي يوجب أن يتمثل المسيحيون في رئاسة الدولة، فحرموا المسيحيين من تمثيلهم، وتفرد الشركاء المسلمون برئاسة المؤسستين الأخريين”، سائلاً: “أهذا هو المدخل إلى تغييرات أخرى لاحقة، على مستوى الكيان اللبناني، من خلال نقض متلاحق للدستور والميثاق الوطني والصيغة اللبنانية؟ أهكذا تستعد الكتل السياسية والنواب للاحتفال بالمئوية الأولى بإعلان لبنان الكبير والمستقل بعد ست سنوات؟ فإذا كان من بين النواب من لا يرضى عن هذا المسار بحكم صوت الضمير الوطني، فليظهر ذلك بالإستقالة من هذا المجلس الذي ستدينه محكمة التاريخ والضمير. وقد بدأت”.
وعن تخوفه من المثالثة، قال البطريرك الراعي: “أنا لم أكن أصدق أنّه سيأتي 25 آذار وتمرّ الأمور من دون انتخاب رئيس… واليوم يتحدثون عن مؤتمر تأسيسي وعن مثالثة وأصبح لدي خشية تماما لأنّه لم يعد لدي اي ثقة بالمجلس النيابي على الإطلاق. لأنّ ما حصل غير مقبول. ولكن نحن سنقف مع المجتمع المدني ومع كل أصدقاء لبنان ومع المجتمع الدولي وأصحاب القرار، لأنّ لبنان لا يخص النواب الكرام إنما يخص التاريخ”.
وردّ على سؤال بمن سيطالب بعد اليوم بانتخاب الرئيس، أجاب: “الدول الكبرى والدول المعنية لأنّه على ما يبدو القرار يأتي من الخارج، حتى قرار التمديد. أنا سأتحدث مع غير النواب لأنّ كل القرارات تأتي من الخارج سنتحدث مع من يأمرهم”. وأضاف: “أهمّ شيء عندنا أن نحافظ على كياننا مع المجتمع المدني. وسنحافظ على لبنان بأسناننا لكي نخرجه من أفواه الذئاب”.