Site icon IMLebanon

اتجاهات الأسواق بورصة بيروت راوحت مكانها في سوق انتقائية

StockBeirut2
إيلي قهوجي

تجديد مجلس النواب لنفسه سنتين وسبعة أشهر أول من أمس لم يكن من شأنه ادخال عنصر جديد على المشهد السياسي الداخلي الذي ظل عرضة للمزايدات والمناكفات المعهودة بين مكوناته والتي ألفتها الاسواق المالية اللبنانية التي كانت تخشى عدم اقرار هذا التمديد الذي قد يدخل البلاد في متاهات اخرى. إلا أن بقاء عامل عدم اليقين أمنيا وسياسيا أوقع بورصة بيروت في دائرة الحذر كما عادت تعكسه مقاربة المتعاملين فيها للصكوك المدرجة على لوائحها بمزيد من التردد وما انتجه من انتقائية متزايدة على نحو حال دون التقاء العروض والطلبات التي تناولت عددا لا يستهان به منها إلا في ما ندر من الحالات التي تمثلت بداية بأسهم سوليدير لتليها قبيل الظهر اسهم بنك بيبلوس العادية وبعده أسهم بنك لبنان والمهجر المدرجة وذلك الى حين الاقفال. فمن جهة، مضت أسهم سوليدير في التقلب على جاري العادة بين أعلى على 11,45 دولارا وأدنى على 11,34 دولارا، الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ11,38 دولارا في مقابل 11,41 اول من أمس (ناقص 0,26 في المئة) والفئة “ب” بـ11,24 دولارا في مقابل 11,25 في الفترة عينها (ناقص 0,08 في المئة). ومن جهة أخرى، استقرت أسعار اسهم بنك لبنان والمهجر المدرجة على 8,75 دولارات وارتفعت أسهم بنك بيبلوس العادية من 1,60 دولار الى 1,61 (زائد 0,62 في المئة).
وتبعا لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع طفيف مقداره 0,24 نقطة ونسبته 0,02 في المئة على 1176,46 نقطة، في سوق بالغة الانتقائية تبودلت بها 90706 صكوك قيمتها 940673 دولارا في مقابل تداول 38494 صكا قيمتها 626394 دولارا اول من أمس.

تصريحات دراغي هبطت بالاورو وصعدت بالاسهم
في الخارج، كان الحدث الابرز الذي طبع تطور أسواق القطع العالمية ما أدلى به رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي عقب اجتماع هيئة السياسة النقدية التابعة لمصرفه والذي تقرر فيه ابقاء معدل الفائدة الاساس لديه قريبا جدا من صفر في المئة على 0,05 في المئة، إذ أبدى استعداده لاطلاق خطته التحفيزية للاقتصاد الموعودة والتي أقرت في أيلول الماضي ومقدارها 1000 مليار أورو موزعة على أربع سنوات دعماً له عندما تتوافر المعطيات التي تبررها إن من حيث معدل النمو المستهدف أم من حيث معدل التضخم الذي ينبغي الا يقل عن 1,4 في المئة. مع العلم أن الناتج المحلي الاجمالي في هذه المنطقة لم يرتفع في أيلول الى أكثر من 0,4 في المئة مع معدلات تضخم سلبية يخشى أن توقعه في انكماش الاسعار اذا لم يبلغ معدل النمو في 2014 0,9 في المئة وفي 2015 1,6 في المئة. وسرعان ما تفاعل المستثمرون مع هذه الالتزامات التي قطعها دراغي على نفسه بقدر ما ستفضي اليه من ضخ للسيولة كما في 2012، الأمر الذي ضغط على الاورو دافعاً به الى ما دون الـ1,24 دولار على رغم ارتفاع الطلبات الصناعية في المانيا بنسبة 0,8 في المئة في أيلول بعد هبوطها بنسبة 4,2 في المئة في آب أوروبياً وتراجع معدل الانتاجية الاميركية من 2,9 في المئة في الفصل الثاني الى 2,00 في المئة في الفصل الثالث في تقديرات أولية. وبدا من التداول، أن الدولار لقي أمس دعماً من تراجع عدد طالبي إعانات البطالة في الولايات المتحدة 10000 الاسبوع الماضي الى 278 ألفاً غداة استحداث القطاع الخاص الاميركي 230 ألف فرصة عمل الشهر الماضي وعشية صدور أرقام البطالة في الولايات المتحدة اليوم والتي حجبت تباطئ نمو انتاجية الاميركية وأبقت الأورو في الضعف الى أن أقفل في نيويورك بـ1,2375 دولار في مقابل 1,2485 أول من أمس، في تطور أبقى الذهب ضعيفاً أيضاً لتقفل الأونصة منه بـ1142,65 دولاراً في مقابل 1144,00 في الفترة عينها.
وتحولت الأسهم الاوروبية الى الارتفاع بعدما قال ماريو دراغي إن مجلس حاكمية المصرف المركزي الأوروبي قرر بالاجماع أمس التزام اتخاذ تدابير إضافية غير تقليدية لدعم الاقتصاد في منطقته اذا اقتضت الضرورة، في إشارة منه الى أن خطته للتيسير الكمي باتت جاهزة اذا تأكد من أنه بات معرضاً للوقوع في انكماش الاسعار. وادى ذلك الى تنامي الاقبال على الأسهم على نحو جعل بورصات منطقة الأورو تقفل بارتفاع راوح بين 0,66 في المئة في فرانكفورت و0,13 في المئة في بروكسيل. في غضون ذلك، لاقت تصريحات دراغي صدى استحسان في الاسواق المالية الاميركية بحيث طغت على نتائج أعمال شركات عدة ضعيفة في الفصل الثالث بدليل استمرار الاقبال على الشراء بوتيرة جعلت مؤشر داو جونز الصناعي وناسداك يقفلان بارتفاع 68,94 نقطة على 17554,47 نقطة و17,75 نقطة على 4638,47 نقطة توالياً.