Site icon IMLebanon

الأزمة في سوريا طويلة ومعقدة… “السفير”: هيئة العلماء طلبت من “النصرة” و”داعش” تحييد لبنان

ذكرت صحيفة “السفير” أن عددا من مشايخ هيئة علماء المسلمين نقلوا تطمينات الى عائلة العسكري علي البزال بأن ابنهم سيكون بخير وذلك قبل أن تصدر “النصرة” بيانها بساعات التي أكدت فيه “أنها تجاوبت مع تمنيات الهيئة في عدم قتل البزال”.

تدرك “هيئة العلماء” أن لبنان لا يمكن أن يحتمل أحداثا كالتي تحصل في العراق أو في سوريا، نظرا للتعدد الطائفي والمذهبي المتمثل بـ 18 طائفة، يتوزعون على مساحة جغرافية صغيرة غير قادرة على استيعاب أية عناصر غريبة عن البيئة اللبنانية، وبالتالي فان مقومات إقامة أي إمارة في أي منطقة غير متوفرة.

وأعلنت مصادر واسعة الاطلاع في “هيئة علماء المسلمين” لـ”السفير”: إن كثيرا من المشايخ باتوا على قناعة بأن ما يحصل من فعل وردات فعل في المناطق السنية، لا سيما الشعبية والفقيرة منها، على خلفية محاولات “النصرة” و”داعش” إيجاد مجموعات لهما في تلك البيئات، لم يعد يصب في مصلحة الطائفة التي بدأت الطوائف الأخرى في لبنان تنظر إليها بعين الريبة أو الاتهام، وذلك نتيجة السكوت عن تنامي الخطاب التحريضي في الفترة الماضية مذهبيا وضد الجيش، ما دفع ببعض المتهورين الى تشكيل مجموعات مسلحة راودتها “أحلام الامارة”، قبل أن ينجح الجيش في ضرب البنى العسكرية لهذه المجموعات واستئصال بعضها من الضنية مرورا بطرابلس وصولا الى بحنين في المنية.

وتكشف هذه المصادر أن الشيخ سالم الرافعي، وخلال وجوده مؤخرا في تركيا مع عدد من المشايخ، طلب عبر وسطاء من قيادتيّ “النصرة” و”داعش” تحييد لبنان عن الصراع وعدم التدخل به لا من قريب ولا من بعيد، لأن ذلك يساهم في تعقيد الأمور، ويدفع الشباب السني المتحمس الى التهور، سواء ضد الجيش أو ضد تنظيمات أخرى، وهذا ما لا يريده أحد، ولا يمكن للبيئة السنية في لبنان أن تغطيه أو أن تتحمل تداعياته.

وترى المصادر نفسها أن هذا الطلب مردّه الى اقتناع أكثرية المشايخ مؤخرا بأن الأزمة في سوريا طويلة ومعقدة وليس من مصلحة أحد في لبنان الدخول فيها، بما في ذلك طبعا “حزب الله”، وإن كانت “النصرة” و”داعش” يريدان الرد على الحزب فليتصارعا معه حيث هو في سوريا، وليبتعدا عن لبنان لأن دخولهما إليه بشكل مباشر أو عبر وسطاء سيضاعف من الأزمات ضمن الطائفة السنية وسيؤثر على علاقتها مع الطوائف الأخرى، وسيستدرج قسما من الشباب السني الى مواجهة مع الجيش، “وهذا ما يريده حزب الله اليوم” (بحسب المشايخ).

وتؤكد مصادر الهيئة أن اللبنانيين عموما يقفون الى جانب الجيش، وهو لن يتوانى عن الضرب بيد من حديد على غرار ما فعله مؤخرا في طرابلس. وأن أي خطوة من “النصرة” أو “داعش” في غير محلها تجاه هؤلاء الشباب ستجعل مصيرهم إما القتل أو الاعتقال، في الوقت الذي لم تعد تتسع فيه السجون لمزيد من الشبان بعد التوقيفات الأخيرة، وفي ظل عدم الايفاء بكل الوعود التي أطلقت حول معالجة أوضاع الموقوفين السابقين ومنهم من يمضي في السجن سنته السابعة من دون محاكمة.

ويشير أحد مشايخ الهيئة لـ”السفير” الى أن الطلب الأساسي لـ”النصرة” و”داعش” هو انسحاب “حزب الله” من سوريا لكي يبتعدا نهائيا عن لبنان. وبالرغم من استمرار الحزب في معاركه هناك، فان ثمة مؤشرات إيجابية تجاه طلب “هيئة العلماء”، وأبرزها التخلي عن بعض المجموعات في طرابلس.

ويرجح أن تكون تصريحات الجولاني الأخيرة هي من أجل تشكيل مزيد من الضغط على الحكومة اللبنانية لاتمام صفقة مقايضة العسكريين، مؤكدا أنه بعد إتمام هذه الصفقة والافراج عن المختطفين، فان “النصرة” و”داعش” سيبتعدان تلقائيا عن لبنان، لافتا الى أن التنظيمين يتعاطيان مع هذا الملف بايجابية.