اكدت مصادر فلسطينية لصحيفة «الراي» الكويتية وجود تساؤلات جدّية متقاطعة مع اعترافات موقوفين ومعلومات وتقديرات لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية حول إمكان ان يكون الشيخ احمد الاسير الفار من وجه العدالة والمتواري عن الانظار منذ اكثر من عام ونيّف قد لجأ الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان منذ معركته الشهيرة مع الجيش اللبناني في عبرا في حزيران 2013 وأقام فيه بشكل سري ومتخف.
وأشارت المصادر الى انه رغم هذا الاعتقاد، فان القوى الفلسطينية لم تتبلغ رسمياً من الأجهزة الأمنية اللبنانية ان الاسير موجود في المخيم، ولكنها طلبت خلال الاجتماع الاخير الذي عُقد بين مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور واللجنة الأمنية الفلسطينية برئاسة قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب منْع أنصار الاسير من حرية الحركة والتنقل وتضييق الخناق عليهم لقطع الطريق على اي عمل أمني تخريبي قد يقومون به ويوقع الفتنة بين المخيمات وجوارها اللبناني.
وأوضحت المصادر الفلسطينية ان هذا يحتمل أمريْن، إما معرفة الأجهزة الامنية اللبنانية مكان الاسير وعدم إثارته لانها لا تريد فتح ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان في ظل ظروف سياسية وأمنية معقدة ارتباطاً بالازمة اللبنانية الداخلية وعدم قدرة الحكومة على اتخاذ قرار حاسم، وإما ان تلك الاجهزة لم تحسم حقيقة معرفتها بمكان وجود الاسير مع استمرار المراقبة والمتابعة الامنية ولا سيما بعدما تأكد ان الفنان المعتزل فضل شاكر موجود في عين الحلوة ورصدته كاميرات مراقبة بشكل واضح قبل اشهر قليلة، ناهيك عن حديث غير مؤكد عن ان نجل الاسير قد ظهر ذات مرة عند الطرف الجنوبي للمخيم. اضف الى ذلك، ان الاسير بدأ يغرّد بكثرة معلقاً على الاحداث الامنية والسياسية التي تحصل ما يشير الى ان وضعه الامني شبه مريح ثم توقف عن ذلك ما يعني ان شيئاً ما طرأ على وضعه في المكان الذي يوجد فيه.
واكدت المصادر، ان عودة التساؤلات عن مكان لجوء الاسير في كلا الحالتين، يعود الى جملة معطيات، اولها انكشاف مخطط أمني كان ينوي القيام به أنصاره في ذكرى عاشوراء، وثانيها ما اعترف به بعض الموقوفين الارهابيين وآخرهم احمد ميقاتي من التواصل مع الاسير الموجود في مخيم عين الحلوة وفق اعترافاته، وثالثها رصد اتصالات ونشاط متجدد لأنصاره سواء في مدينة صيدا ومنطقتها او المخيمات التي لجأ اليها بعضهم ولا سيما بعد المداهمات المكثفة لأحياء صيدا القديمة، ورابعاً انتفاء الاعتقاد السابق بان الأسير قد يكون لجأ الى القلمون بعد تواريه عن الأنظار، اذ سقطت الغالبية العظمى من قراها بيد الجيش السوري و«حزب الله» اللذيْن سيطرا على المنطقة بالكامل، كما تلاشت فرص ان يكون توارى في طرابلس وخصوصاً مع سيطرة الجيش اخيراً على المدينة وفرار مسؤولي المجموعات المسلحة التي كان يعتقد انهم قادرون على تأمين الملاذ الآمن له في ظل المعادلة السياسية التي كانت قائمة.
من جهة ثانية، عادت الاضواء لتسلط على المخيم من البوابة الامنية، بعدما شهد «ليلة ساخنة» من التوتير، اذ انفجرت قنبلتان، الاولى في حي الصحون قبالة مفرق سوق الخضار قرب نفق «القيادة العامة» التي يتزعمها احمد جبريل وهو مهجور ومقفل، والثانية في حي حطين قرب مسجد صلاح الدين التابع لـ «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» (الاحباش) وادت الى تضرر حافلة الفلسطيني عرسان شبايطة التي كانت متوقفة في المكان، فيما القى مجهولون قنبلة يدوية ثالثة عند مفرق سوق الخضر وسط المخيم بعد وقت قصير ولكنها لم تنفجر.