IMLebanon

سليمان: إصرار عون على تمثيله للمسيحيين يعطّل الاستحقاق

Michel-sleiman-4

دعا الرئيس ميشال سليمان، الجميع الى “النزول الى البرلمان والإحتكام الى الديموقراطية في إنتخاب رئيس جديد”. وإستغرب “دعوة البعض الى إنتخاب ممثل للمسيحيين”، مشيراً الى أن “إختيار المسلم للمسيحي أفضل من اختيار المسيحي للمسيحي على مستوى التمثيل، فمن يختاره المسلمون هو أكثر تمثيلا لأنهم هم أكثر عددا في لبنان، وتاليا يجب إخراج عملية التمثيل من المعايير الطائفية والمذهبية”. وحمّل مسؤولية تعطيل الإستحقاق الى الذي لا يذهب الى الجلسات للانتخاب، والعماد ميشال عون مسؤول عن جزء من التعطيل لانه مصر على انه هو الذي يمثل المسيحيين وحده”، مذكراً بأن “كباراً من لبنان (الرئيس الشهيد رفيق الحريري) قالوا: لقد أوقفنا العد، وكثر هم الذين قالوا لن نتخلى عن المناصفة”.

وأعلن سليمان في حديث الى صحيفة “الرأي” الكويتية، أنه غير نادم على رفضه تمديد ولايته، مبررا عدم استجابته لمداخلات من الخارج والداخل لإقناعه بالعدول عن رفضه بأنه أراد “الابتعاد عن موقع المسؤولية كي أستطيع التصرف بحرية أكثر على المستوى الوطني والسياسي، وإحداث صدمة تنهي نغمة التمديد تلو التمديد وإعطاء الرئاسة قيمتها التي تتجاوز التمسك بالكرسي، اي الموقف الذي يليق بالموقع”. وكشف أن “الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فاتحني بالتمديد قبل عام ونصف العام من انتهاء ولايتي وهناك دول خليجية تمنت علي قبول الامر، لكنها أيقنت فيما بعد أن موقفي الرافض كان حاسماً، كما ان أحد سفراء الدول الكبرى جاءني قبل اسبوع من نهاية الولاية وقال لي من جديد: نريد ان تمدد، وبعدما أبلغت اليه رفضي اجاب: قد ما بدك منمدد اذا كنت موافقاً ولفترة قصيرة اذا بدك. فكان ردي الحاسم: لا اريد التمديد لانكم ستأتون الي فيما بعد لتقولوا لي عندنا أزمة لا يمكن الخروج منها إلا بالتمديد ايضا، لذا، ومن أول الطريق، لا اريد التمديد”.

وقال: “عيناي ليستا على القصر انما قلبي على الجيش، كون هذه المؤسسة هي صمام الأمان الاساسي. وأكد أن “المسلمين أرادوا واجهة لبنان مسيحية قبل المسيحيين، وثمة كبار قالوا: لقد أوقفنا العد، وكثر هم الذين قالوا لن نتخلى عن المناصفة، ولكن للأسف ان تصرفات الاطراف المسيحية هي التي تؤدي أحيانا الى التخلي عن الدور الريادي للمسيحيين مقابل محاصصة سياسية، لقد إخترعوا لنا قصة التمثيل المسيحي والتمثيل غير المسيحي”. وسأل: “أليس هناك من خرج من بين المسيحيين ليقول إن على المسيحيين تمثيل أنفسهم بمعزل عن شركائهم؟ من يقول إن المسيحي الذي ينتخبه المسلم ليس مسيحيا؟ هل إنتخبوه لإعتبارات تتعلق بهويته الشخصية أم لما يجسده من قيم حضارية؟ (…) هل يريد هؤلاء ان يمثل “داعش” السنة في لبنان؟ هل يقبلون بوجود 64 نائبا مسيحيا تختارهم الزواريب المسيحية مقابل 5 من “داعش” في البرلمان؟ هل هذا ما نريده وهل هذه هي رسالة البابا يوحنا بولس الثاني الى المسيحيين؟”.

وفي ملف الانتخابات الرئاسية قال سليمان: “على الجميع النزول الى البرلمان والإحتكام الى الديموقراطية في إنتخاب رئيس جديد. أما القول ان عليكم إنتخاب ممثل المسيحيين فهذا امر غريب، أقنعني اولاً انك انت ممثل المسيحيين. وأعتقد ثانياً ان إختيار المسلم للمسيحي هو افضل من اختيار المسيحي للمسيحي على مستوى التمثيل، فمن يختاره المسلمون هو أكثر تمثيلاً لأنهم هم أكثر عدداً في لبنان، وتاليا يجب إخراج عملية التمثيل من المعايير الطائفية والمذهبية والإحتكام فيها الى النسبية مع المحافظة على المناصفة، اي يفترض وضع قانون إنتخاب يبعد الطائفية. هذا هو الحل الوحيد لترجمة إلغاء الطائفية السياسية التي نص عليها إتفاق الطائف، اي إلغاء قاعدة الإختيار الطائفي مع الحفاظ على المناصفة الطائفية والحؤول دون مجيء مجلس نواب من “طائفيين” مسلمين ومسيحيين”، مشدداً على “وجوب حصول دينامية داخلية تفصل الملف الرئاسي عن الاشتباك الاقليمي”.

وردا على سؤال عمن يتحمل مسؤولية التعطيل، أجاب “الذي لا يذهب الى الجلسات للانتخاب”، معتبرا في هذا السياق ان “العماد ميشال عون مسؤول عن جزء من التعطيل لانه مصر على انه هو الذي يمثل المسيحيين وحده”. وأوضح “لا اوافق كثيرا على ان يتفق المسيحيون مع بعضهم البعض مسبقاً على اسم الرئيس، بل على ان ينزلوا الى مجلس النواب للانتخاب. الديموقراطية هي انتخاب إما مع او ضد، او امتناع”. ورأى أن “الرئيس العتيد يجب ان يكون لبنانيا بالكامل ويتحلى بمواصفات كل من يتولى المسؤولية، اما قضية ان تكون لديه كتلة نيابية وشعبية، ففي رأيي ان هذا ليس ضروريا. اذا كانت لديه شعبية فهذا لا يعني انه نجح، وهذا لا يمنع ان يأتي رئيس لديه شعبية، وطبعا يجب ان نعرف اين سيضع شعبيته. واذا وضعها بتصرف دولة خارجية يكون ذلك مؤذيا اكثر”.

وعن محطة 7 أيار 2008، قال: “ليس صحيحا ان الجيش وقف في 7 ايار على الحياد. الجيش إستبق وفاتو الناس ببعضهم وصاروا داخل البيوت. طبعا 7 ايار محطة بشعة جدا وهذا لا يعني ان الجيش كان على الحياد، ولكن حصل انفلات وكانت حفلة مدبرة في ليل وخرجوا وأصبحوا في البيوت وبات التصدي للأمر من سابع المستحيلات. ومع الوقت ولو طال الأمر لكانت حصلت اشتباكات مع الدولة. هم باتوا في المنازل والأحياء قبل ان يعرف الجيش ما الذي يحصل”، مشيراً الى أن “ما حصل في 7 ايار هو ضد العقد الاجتماعي”. وردا على سؤال حول “اعلان بعبدا”، قال: “نحن مع الاستقرار في لبنان ونقول انه لاكتماله يجب تطبيق اعلان بعبدا وان ينسحب حزب الله من سوريا”. وعن العلاقة مع “حزب الله” قال “انها كانت من الاساس جيدة ولكن من طرف واحد اي من طرفي. ولم أقابل بأي انسجام مع مواقفي”. وعما اذا كان يعتبر ان بقاء سلاح “حزب الله” على ما هو لم يعد صالحا؟ يقول: “حتى يكتمل تسليح الجيش اللبناني، ووفق الاستراتيجية الدفاعية التي قدمتها، دعوت الى ان نتوصل الى ترتيب للاستفادة من قدرات المقاومة، على ان ندرس مسألة الإمرة”. ويضيف: “عندما قلت هذا الكلام، لم اكن أعلم ان الدعم السعودي سيأتي وهو أتى من خلال هبة الثلاثة مليارات دولار ثم المليار الاضافية. ومع توقيع العقد بين فرنسا والسعودية تبدد كل الغبار الذي حاول البعض إثارته على الهبة، فقط لأنها ترتبط بميشال سليمان. والسعوديون صبرهم طويل، وأكيد انهم انزعجوا مما قيل وكتب لكن القرار الكبير الذي اتخذوه بتسليح الجيش في نهاية العهد الرئاسي هو للمصلحة العامة وغير مشروط وفيه فائدة لكل من يتصدون للإرهاب”.

وعن وجود بعض الملاحظات حول أداء الجيش لدى فئة لبنانية، أجاب: “من الذي وضع الجيش في هذه الإحراجات؟ هذا سببه عدم تطبيق إعلان بعبدا. وهذا الإعلان وجد في الاساس ليس ضد حزب الله بل ضد الذين كانوا يذهبون الى سوريا للقتال مع المعارضة وصدر أمر للجيش بتوقيفهم ومواجهتهم، وهو اصطدم معهم أكثر من مرة في عكار. وكان “ماشي الحال”. وبعدها كان انخراط حزب الله في الحرب السورية. ورغم اعتراضنا هل كنا لندخل بحرب أهلية لمنعه؟ أصبحنا نحاول في السياسة”.