Site icon IMLebanon

الخسائر تلاحق صغار المستثمرين في النفط الصخري الأمريكي

BrentOil
دفع تراجع أسعار النفط بعض الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة التي ازدهرت كجزء من قطاع النفط الصخري الأمريكي إلى حد الانهيار، على الرغم من المحاولات الجاهدة لبعض مديري صناديق الاستثمار لشراء أسهم بقطاع الطاقة .
كشفت دراسة أجرتها شركة “بيرد أكويتي ريسيرش” أن قلق المستثمرين إزاء بطء النمو في أوروبا والقوة التي حظي بها الدولار عززت تراجع أسعار النفط الخام الخفيف بنسبة 25 % منذ يونيو/حزيران الماضي، إلى ما يقارب 82 دولاراً للبرميل لتقترب من معدل تكلفة إنتاج النفط الخام التي تقدر ب73 دولاراً للبرميل بالحقول البرية الأمريكية .
وقد أدى ذلك الانخفاض إلى تهاوي مؤشر “إس .آي .جي” للاستكشافات والإنتاج النفطي بنسبة 2 .21% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وذكر “مايك برنار” المحلل الذي يعمل لدى شركة “هودجز كاب فاندز” أن السوق يبيع لهذه الشركات كلها، رغم نقطة تحول أن سعر 75 دولاراً للبرميل لن يؤثر في كل الشركات بالدرجة نفسها” .
وتشهد صناعة النفط الصخري نقطة تحول مفاجئة، بحيث تبدو كأنها أصبحت ضحية لنجاحها . وقد كانت الأسعار المرتفعة للنفط خلال العقد الماضي، السبب وراء انتشار عمليات تكسير الصخر النفطي، وهي الطريقة التي أثارت الكثير من الجدل وتستخدم الضغط العالي لاستخراج النفط والغاز من أعماق الصخور .
وأصبحت الولايات المتحدة بفضل عملية طحن الصخر النفطي واحدة من أكبر منتجي النفط، ما أدى إلى نشر القلق من وجود فائض في النفط الخام . فوفقاً لإدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة، فإن الإنتاج في طريقه للوصول إلى 1 .1 مليون برميل يومياً في العام ،2014 مضيفاً إليها 963 ألف برميل في العام 2015 .

تنامي الديون
وهبط سعر السهم المشترك للشركات ذات رؤوس الأموال المنخفضة المنتجة للصخر النفطي إلى دون دولار واحد، نتيجة لارتفاع مستويات الديون . ويقول المحللون الآن أن أسعار النفط الحالية قريبة جداً من المستوى الذي لا تغطي معه تكاليف استخراجه، وقد تقوم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة التي تعمل بالطاقة بالقبول طواعية بتخفيض أكثر للأسعار بسبب تحملها تكاليف مرتفعة وقلة السيولة النقدية بميزانياتها، كما يمكن أن تصبح أهدافاً يكون الاستحواذ عليها سهلاً، إذا ما بقيت أسعار النفط دون 75 دولاراً للبرميل لستة أشهر أو أكثر من ذلك .

انخفاض الأسهم
ووفقاً لتقديرات “غولدمان ساكس” انخفضت أسهم شركة “هالكون ريسورسز كورب” التي تبلغ قيمتها السوقية 2 .1 مليار التي تنتج النفط والغاز بولايتي تكساس ونورث داكوتا بنسبة 48% خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وقد تنخفض أسهم الشركة التي هبطت الى 1 .3 دولار للسهم في تداولات الأربعاء الماضي، إلى أقل من دولار واحد إذا ما ظلت أسعار النفط دون 75 دولاراً للبرميل، خصوصاً أن الأسعار المنخفضة ستنتج عنها فجوة تمويلية تبلغ 614 مليون دولار في سنتها المالية للعام 2015 .
وانخفضت أسهم شركة “غودريتش بتروليوم” التي تبلغ قيمتها السوقية 366 مليون دولار التي تعمل بشكل أساسي في “تسكالوسا شل مارين”، بولايتي لويزيانا وميسيسيبي إلى ما يقارب 60% خلال الثلاثة أشهر الماضية ،كنتيجة مباشرة لارتفاع تكاليف الحفر بالموقع .
وقال المحلل “ديفيد ديكلبام” من شركة “كي بانك كابيتال ماركتس”: “قيم هذه الأسهم تعادل مستوى85 دولاراً لسعر البرميل”، وهذا يعني أن الشركة تكون جاذبة فقط إذا ما ظلت أسعار السلع الرئيسية أعلى من ذلك الحد” .
وحتى في خضم هذا الانخفاض الواسع، ما زالت بعض الصناديق الاستثمارية تجد أن ذلك مربح لها .

خيارات الاستحواذ
ذكر المحلل بيررد ب”هودجز” أن صندوقه الاستثماري عزز استثماراته بشركة “ماتادور ريسورسز” التي تبلغ قيمتها السوقية 2 .1 مليار التي تتركز أعمالها في “إيغل فورد” بولاية تكساس، المنتجة للنفط الصخري وحقل “وبيرميان باسين” . وتعد الشركة واحدة من أفضل الشركات المدارة بشكل جيد في القطاع التي أعلنت في الرابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأولو أنها أكملت مؤخراً حفر بئر جديدة خلال 4 .7 أيام، ما سيمنحها الخيار للاستحواذ على عقود الإيجار أو على منافسيها في حال استمر انخفاض الأسعار على حد قول بيررد .
وقال “بيل كوستيلو” وهو مدير لمحفظة مشتركة بصندوق “ويستوود” للشركات الصغيرة: إن شركته عززت استثماراتها بشركات مثل “بونانزا كريك إنرجي” التي تبلغ قيمتها السوقية 8 .1 مليار دولار، و”سينيرجي ريسورسز كورب” التي تبلغ قيمتها السوقية 830 مليون دولار، ما أضفى القوة على ميزانيتها التي ستمكنها من الصمود أمام أسعار النفط التي تكون دون 75 دولاراً للبرميل ولمدة 9 شهور . وباعت الشركة استثماراتها ب”ركس إنرجي” التي تبلغ قيمتها السوقية 412 مليون دولار .
والآن فإن لدى “كوستيلو” مركزاً قوياً بصندوقه في قطاع الطاقة، إلا أنه غير مقتنع بأن الأسعار ستظل دون 85 دولاراً على المدى البعيد.
وأضاف: “إننا نعتقد أن هذا انخفاض مؤقت فحسب، وبمقدورنا الآن اختيار الشركات بسعر أقل ب30 إلى 40% مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر” .