بينما يدور الحديث فى عالم المال عن زيادة الرواتب فى ظل ارتفاع الاسعار ، انقلبت الصورة فى بريطانيا خلال الفترة البسيطة الماضية، فقد أظهر استطلاع للرأى ارتفاع عدد العمال الحاصلين على رواتب منخفضة الى خمسة ملايين شخص ،مما يمثل مشكلة للحكومة لأنه يعنى انخفاض العائد من الضرائب.
ويشير استطلاع الرأى الذى أجرته مؤسسة «ريزولوشين فاونداشين»أن إجمالى عدد العمال الحاصلين على رواتب منخفضة ارتفع من 250 ألفا إلى نحو خمسة ملايين , وان كلا منهم يتقاضى 7.69 جنيه استرلينى فى الساعة،وأنهم فى مرتبة أقل بالنسبة لنظرائهم فى ألمانيا وأستراليا.
وأضاف الاستطلاع أن عشرات الآلاف من الأشخاص تظاهروا فى لندن وجلاسجو وبلفاست الأسبوع الماضى بسبب الرواتب والتقشف، وإن هناك مشكلة خطيرة تتعلق بتراجع نسبة الرواتب خلال السنوات الخمس الماضية.
وأشار التقرير الى ان شخصيات اقتصادية كبيرة حذرت من هذه الأرقام ووصفتها بالمثيرة للقلق،وأنه يجب على لجنة تدنى الأجور النظر فى كيفية معالجة هذه المشكلة، حتى لا تلقى بآثارها السلبية على الوظائف.
وقالت وزيرة مالية حكومة الظل كاثرين جيميسون إن الأرقام التى نشرها حزب العمال تظهر أن أوضاع البريطانيين تردت أكثر فى ظل حكومة المحافظين الحالية، ناهيك عن أن بريطانيا أسوأ حالاً من كثير من الدول الأوروبية.
وأوضحت أن الحياة باتت أصعب بالنسبة للعائلات العادية مع استمرار ارتفاع الأسعار بصورة تفوق الزيادة فى الأجور والرواتب.
وهاجمت جيميسون رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ورئيس مجلس اللوردات جراء الفشل الذى شهدته بريطانيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن أفراد الطبقة العاملة يدفعون ثمناً باهظاً لهذا الفشل.
وأظهر تحليل للأجور والرواتب فى بريطانيا أن اليونان شهدت أكبر نسبة انخفاض، مسجلة تراجعاً بنسبة 11.3 فى المائة، فى حين سجلت بلغاريا أعلى نسبة ارتفاع فى الأجور والرواتب بلغت 13.2 فى المائة.
وكشفت جيميسون عن أن السياسات الاقتصادية الفاشلة فى بريطانيا أدت إلى أزمة تكاليف معيشية كبيرة فى بريطانيا، كما أدت إلى ارتفاع فى حجم الاقتراض عن المحدد بمقدار 245 مليار جنيه.
فى نفس الوقت نشرت صحيفة «الجارديان» تحقيقا كبيرا حول رواتب اكثر من 400 وظيفة فى المملكة المتحدة تحت عنوان «اعرف وظيفتك من راتبك, ووضعت فى المقدمة المديرين التنفيذيين للشركات ،بينما جاء فى المرتبة التالية مهندسو الالكترونيات ومديرو الحسابات , فى حين كانت المراتب الأخيرة من نصيب المهنيين والعمال.