سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية ثالث صعود أسبوعي على التوالي بعد أن أظهرت بيانات أن معدل البطالة في الولايات المتحدة هبط إلى 5.8% أدنى مستوى له منذ ستة أعوام الأمر الذي يؤكد مرونة الاقتصاد في مواجهة ضعف الطلب العالمي.
وزاد مؤشر داو جونز الصناعي عند الإغلاق أول من أمس الجمعة 19.46 نقطة أو 0.11% إلى 17573.93 نقطة. وقفز مؤشر ستاندر أند بورز-500 بنحو 0.68 نقطة أو 0.03% إلى 2031.89 نقطة لكن في المقابل هوى مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم قطاع التكنولوجيا 5.94 نقاط أو 0.13% إلى 4632.53 نقطة.
ولكن الأسهم تراجعت تحت ضغط استمرار الشكوك بشأن توقيت وحجم إجراءات التحفيز المحتملة من المركزي الأوروبي في المستقبل ومؤشرات من بنوك منطقة اليورو على أن آفاق نمو القروض ما زالت ضعيفة.
وبنهاية التعامل في بورصات أوروبا اغلق مؤشر يوروستوكس لأسهم البنوك منخفضاً 1.4% وانخفضت أسهم البنوك اليونانية ما بين 9 و10% ونزل سهم كريدي أجريكول الفرنسي 3%. وجاء هذا التراجع بعد ان قالت مجموعة اليورو إنها تدرس منح اليونان وسادة مالية جديدة ضمن خطوط ائتمان محددة للحيلولة دون حدوث اضطرابات مالية فيها خلال العام المقبل.
وقال جيرون ديسيلبلوم رئيس المجموعة عقب مشاورات أجريت في بروكسل إن مجموعة اليورو خصصت لهذا البند «معونات مالية كبيرة». وذكر ديسيلبلوم أن هذا الحد من القروض ربما يكون وسادة مالية من نوع ما تتيح مظلة إنقاذ لليورو ضمن آلية استقرار العملة الأوروبية.
وأضاف رئيس المجموعة أن قراراً بهذا الشأن سيصدر بحلول ديسمبر المقبل. وتلقت أثينا حتى الآن حزم مساعدات قدمتها الجهات الدولية المانحة وصل إلى نحو 240 مليار يورو. واوضح ديسيلبلوم أن خطوط الائتمان يمكن أن تتضمن أيضاً شروطاً صارمة، لا يمكن منحها إلا بضمان تطبيق تلك الشروط.
بداية الأسبوع
وبدأت الأسواق الأوروبية الأسبوع بضعف ملحوظ رغم النتائج الجيدة لبعض الشركات. وانخفض يوروفرست 0.1% في حين فقد كاك 40 الفرنسي وداكس الألماني 0.2% لكل منهما. وفي آسيا تراجع مؤشر إم إس سي آي لأسواق الأسهم في منطقة آسيا – الباسفيك رغم صدور بيانات اقتصادية أظهرت زيادة صافي مشتريات المستثمرين الذين يتخذون من الولايات المتحدة مقراً لهم من الأسهم الكورية الجنوبية خلال السنوات الست الماضية إلى 35.83 تريليون وون أي نحو 33.28 مليار دولار.
تداولات الثلاثاء
وشهدت جلسة الثلاثاء تراجع الأسهم الأوروبية لتواصل خسائر الجلسة السابقة مع هبوط الأسهم المرتبطة بقطاع الموارد في ظل نزول أسعار الحديد الخام إلى أدنى مستوياتها في 5 سنوات لكن في الجانب الآخر دفع مؤشر نيكاي الأسواق الآسيوية نحو تسجيل تحسن طفيف بعد ان أغلق عند أعلى مستوى في 7 سنوات وارتفعت أسعار الذهب من أدنى مستوى في 4 سنوات.
وجاء ارتفاع الأسهم اليابانية بعد إعلان بنك اليابان المركزي اعتزامه تطبيق مزيد من إجراءات تيسير السياسة النقدية. وواصلت مؤشرات الأسهم الأميركية اداءها الجيد بعد أن سجل مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز مستويات قياسية في بداية الأسبوع.
جلسة الأربعاء
وعلى ذات المنوال الذي بدأت به تداولات الأسبوع ارتفعت الأسهم اليابانية في جلسة الأربعاء لأعلى مستوى في سبع سنوات، أمس، إذ ارتفعت أسهم شركة فاست ريتيلينج ذات الثقل بفضل قوة مبيعاتها الشهرية، بينما تلقت شركات التصدير دعماً من صعود الدولار أمام الين، بعد أن أظهرت نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي تحقيق الجمهوريين مكاسب كبيرة. وأغلق مؤشر نيكاي مرتفعاً 0.44% إلى 16937.32 نقطة مسجلاً أعلى مستوى إغلاق منذ أكتوبر 2007.
وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.23% إلى 1371.76 نقطة، بينما صعد مؤشر جيه.بي.إكس-نيكاي 400 بمعدل 0.1% إلى 12523.76 نقطة. واتبعت الأسهم الأوروبية نهج نظيرتها الأوروبية لتعوض معظم خسائر جلستي الاثنين والثلاثاء إذ ساعدت مجموعة من نتائج الشركات الإيجابية في رفع المعنويات. وارتفعت أسهم لوندين بتروليوم 4.5% بعد أن أعلنت الشركة السويدية المنتجة للنفط والغاز عن أرباح فاقت التوقعات في الربع الثالث من العام.
وصعدت أسهم ماركس وسبنسر البريطانية لتجارة التجزئة 7% بعد إعلانها عن أرباح فاقت التوقعات.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.8% إلى 1337.16 نقطة بعدما خسر 1% في الجلسة السابقة. وارتفعت الأسهم الأميركية ليسجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي مستويات قياسية بقيادة اسهم شركات الطاقة والمرافق في ظل انتعاش الآمال لدى المستثمرين في سياسات جديدة داعمة للشركات وقطاع الطاقة. وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 100.69 نقطة أو 0.58% إلى 17484.53 نقطة. وارتفع ستاندرد آند بورز 500 بواقع 11.39 نقطة أو 0.57% إلى 2023.49 نقطة. وصعد ناسداك المجمع 2.92 نقطة أو 0.06% إلى 4620.72 نقطة.
أداء متباين
وشهدت جلسة الخميس تبايناً في الأداء حيث سجل مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز-500 مستويات قياسية وزاد 69.87 نقطة أو 0.4% إلى 17554.4 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 7.63 نقاط أو 0.38% إلى 2031.2 نقطة. وقفز مؤشر ناسداك المجمع الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا 17.75 نقطة أو 0.38% إلى 4638.47 نقطة.
بيانات ضعيفة
أدت بيانات اقتصادية ضعيفة على مدى الأشهر القليلة الماضية إلى تراجع أسواق الأسهم الأوروبية من المستويات المرتفعة التي وصلت إليها في وقت سابق من العام وهو ما شكل ضغطاً على البنك المركزي الأوروبي ليكشف عن إجراءات جديدة لدعم النمو.
وقال ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي إن مجلس محافظي البنك أبدى بالإجماع التزامه باتخاذ إجراءات إضافية غير تقليدية إذا اقتضت الضرورة. وقال دراجي إن المركزي الأوروبي يهدف إلى زيادة حجم ميزانيته العمومية إلى مستويات عام 2012 مكرراً حديثاً أزعج بعض صناع السياسة. وقال ريتشارد بيري المحلل لدى هانتيك ماركتس «إنه لا يزال يلمح إلى أن التيسير الكمي على الطاولة».