Site icon IMLebanon

الزيتون في البترون .. إنه زمن القطاف وشحّ الموسم

OlivesLeban
لمياء شديد

كيفما تجوّلت بين القرى والبلدات البترونية في هذه الأيام، المشهد واحد في بساتين الزيتون، إنه موسم القطاف. العمال في الشجر، مع كل مستلزمات القطاف وعدته، الا أن الموسم متفاوت بين منطـقة وأخرى، وما يجمع عليه المزارعون هو أن لا موسم كاملاً، بل نصف موسم أو لا موسم، ويعزون ذلك الى العوامل الطبيعية الاستثنائية في موسم الزهر والعقد.
توقّع المزارعون تراجعاً في الإنتاج، وجاءت النتيجة خلافاً للمواسم الماضية، التي سجلت وفرة في انتاج الزيتون والزيت، وتحولت الى أزمة جراء تكدس الزيت من سنة الى أخرى.
منذ سنوات وزراعة الزيتون تشكل الزراعة البديلة لزراعاـت أخـرى لم تعد منتجة ومثمرة، وباتت زراعة الزيتون تشكل الزراعة التي يمكن الاعتماد عليها بالنسبة للمزارعين، الا ان الضربات التي تأتي من مسببات متعددة جعلـت المواطـنين يتريثـون في التحوّل اليها. فمع كل موسـم أزمة جديدة، مرة مشـكلة تـكدس انتاج الزيت ومرة أخرى مشـكلة قلة انتاج وخسائر وتكاليف من دون نتيجة.
فالمزارع يوسف كرم لم يوفر شيئاً للعناية بموسمه من الزيتون لهذا العام «تشحيل شحّلنا، فلاحة فلحنا، أدوية رشّينا، أسمـدة حطّيـنا، تنـظيف أعشاب نظفنا، وكانت النتيجة لا حبة زيتون واحدة. لا أصدق أنني اشتريت زيتون للمونة هذا العام وعندي 35 شجرة زيتون لم تثمر حبة واحدة. لكن ما يثلج قلبي قليلاً هو أن لدينا كمية من الزيت المكدس من الموسم الماضي، يوفر علينا شراء الزيت لأن سعر التنكة الواحدة 250 ألف ليرة».
ويأسف المزارع نبيه حنا لأن «زراعة الزيتون لحقت غيرها من الزراعات، ولم يعُد بالإمكان الاعتماد عليها كمصدر رزق. كنا نعيش ونعيل العائلات من مواسم الزيت والزيتون. أما اليوم فلم يعد يأتينا من زراعة الزيتون الا الضربات والخسائر. في الاعوام الماضية تكبّدنا المدفوعات للعناية بالارض حتى تعطينا إنتاجاً جيداً ولم تبخل، فأعطتنا إنتاجاً وافراً، لكننا لم نستفد شيئاً لأن الزيت تكدس في الصفائح في غرف المونة ولم نبع تنكة واحدة. وغيرنا باع بأسعار متهاودة ووقعوا في الخسارة. وهذا العام انعدم الموسم وأنا كنت من مشجّعي زراعة الزيتون واستبدلت زراعة التبغ، لأنها لم تعد مربحة، بزراعة الزيتون، ولكن يبدو أن الأرض لم تعد تعطينا ما تعودنا ان نحصل عليه منها. ويبدو ايضاً أنه بات علينا أن نبحث عن مصادر عيش أخرى، وعلينا أن ننصح أبناءنا بالسفر الى الخارج، لأن لا اهتمام في دولتنا بأي قطاع، وعلى كل مواطن أن يرعى اموره وقضاياه».
ويشير جان اغناطيوس وهو صاحب معصرة زيتون الى أن «هناك مزارعين لم نلتق بهم هذا العام ولم يزوروا المعصرة، لأن لا موسم عندهم. فالانتاج تراوح هذا العام بين لا موسم وربع موسم. أما نسبة الزيت في الزيتون فهي قليلة بمعدل تنـكة واحـدة لكل 80 أو 100 كيلو من الزيتون، خلافاً للعادة، حيث كان كل 50 او 70 كيلو تعطي تنكة زيت أي 16 كيلو. وهذا العام لم يقطع الزيتون القيمة المطلوبة».
كما لفت اغناطيوس الى «الطلب المتزايد على الزيت هذا العام بسبب قلة الإنتاج، والسعر يتراوح عندنا بين 160 ألفاً و220 الف ليرة لبنانية».