جوزف فرح
لبنان يعتمد على قطاعه الخاص لكي يستمر في الوقوف على رجليه رغم تداعيات الازمات الاقليمية وعدم الاستقرار السياسي والامني فيه، وتراجع المؤشرات الاقتصادية وتضاؤل فرص العمل، لبنان يستمد مناعته الاقتصادية والاجتماعية من هؤلاء الرجال الذين سطروا مجده في المحافل الدولية، هؤلاء رجال الاعمال الذين لقبهم البعض «حيتان المال» هم ذاتهم الذين يؤمنون فرص العمل وهم ذاتهم الذين يغزون الاسواق العالمية بإنتاجهم ومنتوجاتهم اللبنانية، هم ذاتهم الذين يتبوأون المراكز الدولية، فها هو رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار يتولى اعلى المناصب الاقتصادية رئاسة غرفة التجارة الدولية بالاضافة الى رئاسته اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية في الدول العربية اكثر من مرة، وها هو رئيس اتحاد «الغرف اللبنانية محمد شقير يتبوأ رئاسة اتحاد الغرف في منطقة الشرق الاوسط، وها هو رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس يحاول انشاء رابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، واخيرا وليس اخرا ها هو جاك صراف يترأس للمرة الثانية اتحاد رجال الاعمال المتوسطي اذ تم انتخابه بالتزكية.
شقير اكد «اننا لا نسعى فقط الى اثبات وجودنا على الخارطة التجارية العالمية، انما لنؤدي دورا قياديا ومؤثرا في الحياة التجارية العالمية وهذا بالفعل ما حققه الصديق العزيز جاك صراف».
صراف الذي دمعت عيناه خلال احتفال التكريم الذي اقامه له شقير في حضور الوزيرين حسين الحاج حسن والان حكيم، اعتبر «ان التكريم هو للاقتصاد اللبناني وللبنان وللقطاع الخاص واعادة انتخابي هي لان رجل الاعمال اللبناني يميز وقادر على النجاح في هذه المرحلة الحساسة.
صراف تحدث لـ «الديار» عن هذا الموضوع فقال:
هذا المنصب الذي فزت به بالتزكية جاء بعد مرور رؤساء من مراكش وتركيا ولبنان ومصر وتونس، وبسبب الحالة التي يمر بها العالم الغربي والبحر الابيض المتوسط وحتى بالنسبة للاقتصاد الاوروبي تم اختيار اللبناني جاك صراف، والعديد من رجال الاعمال اللبنانيين الذين هم في موقع متميز اينما كانوا، مطالبين دوما ان يكونوا رجال حل المشاكل والمهام الصعبة. لنتذكر عدنان القصار الذي ترأس غرفة التجارة الدولية، واتحاد الغرف العربية الذي كان يجدوله دوما، لنتذكر محمد شقير الذي يترأس حاليا اتحاد الغرف لمنطقة الشرق الاوسط وهذا يعني التأكيد العربي والدولي على أهمية ونوعية رجل الاعمال اللبناني.
في المقابل نراه متقهقهراً على ارضة وعملاقاً على ارض الغير بسبب عدم الاستقرار والامان والانظمة المنصبة على ارضه، وبالتالي نحن نرى جيلا مختلفا من رجال الاعمال اللبنانين بسبب التشتت والضياع وعدم الاستقرار الذي يمنعهم من النجاح في الداخل والتألق في الخارج.
وعن اسباب انتخابه رئيسا للاتحاد للمرة الثانية قال صراف «لم اكن انتظر ذلك، ولم اطالب بهذا المنصب، بل تلقيت اتصالا يفيدني بانني مرشح ولا يوجد منافس لك ونريدك في هذا الوقت العصيب وهذا الاتصال وردني من الرئيسة السابقة للاتحاد وهي من الجنسية التونسية، وقد قبلت هذا المنصب في هذا الوقت الذي يترأس فيه محمد شقير «الاسكامي» حيث يمكننا انقاذ المؤسسات اللبنانية التي ستدخل في السنة المقبلة الى مجالات اخرى وقد وضعنا انا ومحمد شقير خطة للتعاون وقد ارسلت كتابا الى كل الرؤساء والاعضاء الموجودين في اتحاد رجال الاعمال المتوسطي يتضمن خطة العمل التي سأعتمدها في حال الموافقة عليها خلال الاجتماع الذي سيعقد في 27 الجاري في مدينة برشلونة الاسبانية وسأركز على عدم الجمود وتبادل البريد بل ساركز على عقد الاجتماعات ومنها اجتماع مع اتحاد رجال الاعمال الايطاليين الذي هو شريك فاعل وقوي في اتحادات رجال الاعمال في البحر المتوسط، ثم سنذهب الى «الميديف» لتطبق «الشراكة» الحقيقية التي نأمل ان تصل الى نتائج ايجابية، ثم سنعرج على اتحاد رجال الاعمال الالمان والبرتغال.
اضافة الى ذلك في كل الاجتماعات التي سنعقدها ستكون هناك طاولة تسمى «طاولة لبنان» وطاولة تونس وغيرهما لتأمين التواصل وقد اتفقت مع الرئيس محمد شقير على تخصيص طابق بكامله في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة لبيروت وجبل لبنان من اجل تفعيل العمل وبالتالي يكون هذا المقر ضابط الارتباط للاعمال واللقاءات رغم ان المقر الرئيسي للاتحاد وهو في تونس».
ان المهمة الاساسية للاتحاد ستكون مع الاتحاد الاوروبي في بروكسيل حيث وقع لبنان اتفاق «الشراكة» من اجل ان يستفيد اكثر خصوصا ان بلدان شمال البحر المتوسط كالمغرب وتونس استفادت اكثر بكثير من لبنان من مبالغ ودعم ومشاريع ومساعدات. لماذا؟ لان القطاع العام في لبنان «مغيب حاله».
«وقد تم توقيع «الشراكة الاوروبية» على حساب القطاع الخاص ولمصلحة القطاع العام الذي لم يستفد منها. لبنان يطالب دائما بمطالب سياسية بينما نحن وقعنا اتفاق شراكة اقتصادية. ودورنا كاتحاد ان نبقى على تواصل مع سلطة القرار في بروكسيل».
تفعيل دور الاتحاد
وعن كيفية تفعيل دور الاتحاد وتغليب الهم الاقتصادي على الهم السياسي قال صراف «نحن كاتحاد رجال الاعمال الموسطي الشريك المقابل لنا هو اتحاد رجال الاعمال الاوروبي: اتحادنا يضم 15 دولة بينما اتحاد اوروبا يضم 34 دولة وهو من القطاع الخاص وستلتقي هذه الدول لمناقشة هموم ومشاكل رجال الاعمال من القطاع الخاص وتطوير اعمالهم وعندما وقعنا الاتفاقية كان على اساس ان نكون على المستوى ذاته بين مختلف رجال الاعمال، ولكن هل مؤسساتنا مثل المؤسسات الاوروبية، هل قوانيننا مثل القوانين الاوروبية، هل محاكمنا مثل المحاكم الاوروبية هل انظمتنا مثل الانظمة الاوروبية؟ وهنا اتوجه الى مجلسنا النيابي لاقول لا تهدروا الاموال على حساب اقتصادنا والا ستصلون الى ايام سوداء عليكم وعلى مجتمعنا. نحن نتجاهل الواقع ونفرض المزيد من الضرائب من اجل تغطية الهدر الحاصل مما يؤدي الى هروب المؤسسات من بلدنا».
العنوان الاساسي لعملنا هو خلق مجالات لتأمين فرص العمل في مؤسساتنا، مثلا الشركات الفرنسية غزت مراكش ان كان بانتاج السيارات او بانتاج الفواكه والخضر، لان الهم الاساسي لدى هؤلاء خلق بيئة انتاجية، بينما مجتمعنا غائب كليا عن هذا الموضوع او لنقل انه ليس لديه القدرة لاستيعاب هذا الموضوع».
وردا على سؤال حول معاناة الدول العربية المنتسبة الى الاتحاد قال صراف: «كل دولنا تعاني في مصر فلسطين، سوريا، ليبيا، موريتانيا، تونس حتى في لبنان من جراء الاوضاع السياسية، هل نقف كرجال اعمال مكتوفي الايدي؟ لذلك نحن نقر بأهمية رجل الاعمال اللبناني المتألق في الخارج».
«نحن لا نريد تغيير انظمة في دول العالم، نحن نريد تمتين العلاقة بين القطاع الخاص على البحر المتوسط واوروبا. نحن لا نتعاطى مع السياسيين، علاقتنا هي في بروكسيل التي من الواجب ان تهتم بتوحيد الانظمة للوصول الي الاهداف المرجوة».
«نحن كرجال اعمال عندما وافقنا على الغاء الرسوم الجمركية من اجل فتح الاسواق ضمن تأمين مواصفات ومعايير دولية، ماذا حصل؟ كيف ساعدتم لبنان على تأمين هذه المواصفات».
استفادة لبنان
وردا على سؤال حول عدم استفادة لبنان من «الشراكة» الاوروبية ماديا او مشاريع او تمويل او مساعدات قال صراف : «هذا صحيح، والتحرك باتجاه ذلك سيكون شاملا حيث يجتمع كل اعضاء تجمع البحر المتوسط وبالتنسيق مع حكوماتنا يقدم كل عضو ورقة حول احتياجاته ان على صعيد الدولة او على صعيد القطاع الخاص الى الاتحاد الاوروبية في بروكسيل».
وردا على سؤال حول استفادة لبنان من وجود رجال اعمال مثلكم ومثل محمد شقير على رأس هذه المؤسسات قال صراف: «عندما يكون هؤلاء على رأس المؤسسة الدولية يصبح لبنان مميزا بنوعية رجاله وليس بحروبه وعدم استقراره وغيرها، ودور هؤلاء رائد في هذا المجال باعتراف المجتع الدولي، وحدودهم تتخطى لبنان. وما يحاول هؤلاء باعتلائهم هذه المناصب ان يستفيد منها لبنان واللبنانيون والمؤسسات اللبنانية».
«اللبناني لا يمكنه ان ينجح فقط على ارضه، بل حدوده العالم، وبالتالي بامكانه جلب الاستثمارات وبامكانه تطوير المؤسسات اللبنانية، اكبر مشكلة نعانيها في لبنان والبحر المتوسط واوروبا خلق وظائف عمل وتشجيع على الاستثمار.
عانينا من هذه التجربة في لبنان عندما هاجرت المؤسسات الدولية لبنان باتجاه مصر ودبي. وعندما وقعت الاحداث في مصر اغلقت المؤسسات وذهبت الى دبي. نحن ماذا نفعل لاعادة المؤسسات؟ الضرائب تزيد، عدم الاستقرار موجود، وكذلك القوانين والانظمة المهترئة».
كانت الضرائب علينا 10% زادوها الى 15 طيب كيف هيك؟
كان توزيع الارباح 5 زادوها الى 10 طيب كيف هيك؟
هلق الـ15 يريدون زيادتها الى 17 طيب كيف هيك؟
وتسألون لماذا تراجعت حركة الاستثمارات وعدد الشركات الدولية العاملة في لبنان؟ بيروت اليوم من اغلى الدول في العالم والاعلى كلفة طيب كيف بدو يعيش هذا المجتمع. ونحن مقبلون على سنوات ستكون الاصعب اذا لم يعالج السياسيون هذه الامور، وهم حدثوا مقاعدهم النيابية ولم يحدثوا القوانين والانظمة.