كشف تسجيل جديد لمكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، ورئيسة وزراء بريطانية السابقة مارغريت تاتشر عن تنصل ريغان من مسؤوليته عن غزو جزيرة غرينادا في الثمانينات.
ويظهر التسجيل الذي نشرته جريدة “نيويورك بوست” الأميركية أن تاتشر كانت تشعر بغضب شديد تجاه ريغان بسبب غزو الجزيرة التي كانت مستعمرة بريطانية سابقا.
ويوضح التسجيل أن تاتشر أبدت لريغان “إنزعاجها الشديد” من الغزو، إلا أن ريغان أوضح أنه لم يعلم بأمر الغزو إلا في وقت متأخر للغاية حين أصبح من الصعب “التراجع عن الأمر” على حد تعبيره.
واعتذر ريغان عما بدا إحراجا لحكومة ثاتشر، إلا أنه رفض الإفصاح لها عن خطة الغزو لأسباب تتعلق بخوفه من تسرب أسرار عسكرية.
ويوضح التسجيل أن تاتشر رغم غضبها أبدت تفهما لمنطق الرئيس الأميركي وأعربت عن أملها أن تنتهي العملية العسكرية سريعا وأن يتمكن ريغان من “إعادة الديموقراطية” هناك، إلا أنها حذرته من أن الأمر لن يكون سهلا.
وسبب الغزو الأميركي لغرينادا إحراجا بالغا لحكومة تاتشر، خاصة وأن وزير الخارجية البريطاني أكد لبرلمان بلاده في اليوم السابق للغزو، الذي بدأ في الـ25 تشرين الاول، أنه لا علم له بأي تدخل عسكري أميركي في الجزيرة.
وكانت القوات الأميركية اجتاحت الجزيرة الصغيرة الواقعة في الكاريبي في تشرين الأول من عام 1983 ضمن عملية عسكرية عرفت باسم “الغضب الساطع”.
وهدفت إدارة ريغان من وراء ذلك الاجتياح إلى قمع الحكومة الاشتراكية التي تولت السلطة في الجزيرة، ووقف تسليح كل من كوبا والاتحاد السوفياتي لهذه الحكومة.