يبدو أنّ العلاقة بين النظام السوري وقناة “الميادين” التي يرأسها غسان بن جدو، المدعوم إيرانياً، تسير نحو الجفاء والقطيعة، بعد القرار المفاجئ الذي اتخذته الإدارة السياسية في نظام الأسد، بمنع مراسل القناة في محافظة حمص من العمل على الأراضي السورية. ولا يعد هذا الإجراء الأول من نوعه، فقد سبق وأن سحبت الميادين طاقمها من سورية إثر منعها من البث المباشر.
يأتي هذا القرار المفاجئ بعد التقرير الميداني الذي أعده مراسل “الميادين” طارق علي من داخل حقل شاعر الذي سيطر عليه تنظيم “داعش”، وسقوط عشرات القتلى من ضباط وجود النظام.
هذا وأشارت بعض المصادر إلى أنّ الإدارة السياسية في جيش نظام الأسد لا تعطي تصاريح الدخول إلى المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات ومعارك إلا بعد السيطرة عليها بعدة أيام، تحت ذريعة الحرص على سلامة الصحافيين.
وفي حين لم تصدر قناة غسّان بن جدو أيّ توضيح أو ردّ حول منع مراسلها من العمل في سوريا، أكدت صفحات موالية للأسد الخبر، مثل شبكة أخبار عكرمة التي اعتبرت القرار تعسفيّاً، حيث كتبت الصفحة التالي: “جريمة مراسل “الميادين” أنّه غطى انتصار الجيش على عصابات “داعش” في حقل شاعر.. وذنبه أنّه دخل وحده وعلى مسؤوليته مخاطراً بروحه لنقل الحدث .. الزميل طارق قدم أكثر من 300 تقرير ميداني من خطوط الجبهة وتحت .. من وراء هذا القرار؟ .. ولماذا يريد أن يحرمنا من معرفة الحقائق؟ .. نلتمس إلغاء القرار لما فيه خير لبلدنا وقضيتنا”.
وكانت قناة “الميادين” قد اتخذت قبل عام تقريباً قراراً بتقليص تغطيتها الإخبارية في سوريا بعد قرار السلطات السورية وقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك إلا بإذن رسمي، استجابة لشكوى القنوات المحلية التي لم تتمكن من مجاراة قناة “الميادين” في سرعة نقل الخبر. واتخذت حينها القناة سلسلة إجراءات قالت إنّها أولية تتمثل بوقف برنامج “حديث دمشق” وسحب مراسلة “الميادين” الرئيسة ديما ناصيف من دمشق الى مقر القناة في بيروت ووقف نشاط كل المراسلين الميدانيين المنتشرين في مناطق النزاع.