انشغل بعض المتعاملين في بورصة بيروت بالطعن الذي سيقدمه “تكتل التغيير والاصلاح”في قانون التمديد لمجلس النواب أمام المجلس الدستوري غداة نشره أول من أمس في الجريدة الرسمية ليصير نافذاً، بقدر ما أضفى هذا التطّوّر مزيداً من البلبلة على الأجواء السائدة في البلاد، وقت لا يزال مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين في عرسال يراوح مكانه مع ما ينطوي عليه هذا الامر من محاذير داخلية. وفي انتظار ما ستفضي اليه كل هذه الأمور وغيرها من نتائج في قابل الايام، آثر المتعاملون في سوق الصكوك المالية اللبنانية التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربتها امس ايضاً. مما ترجم تباعداً اكثر فأكثر بين العروض والطلبات التي تناولت هذه الصكوك بحيث لم يقيض الا لعدد محدود منها الالتقاء في اطار تأمين حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات منها كلما وجد من له مصلحة في شرائها بالاسعار المعروضة بها لتصحيح محافظه المالية العائدة اليها. وعلى جاري العادة، أفادت من هذه العمليات أسهم “سوليدير” الأكثر انتشاراً، الى غيرها من الصكوك المصرفية. فمن جهة، مضت أسهم هذه الشركة المنوط بها إعادة إعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت في التقلب بين أعلى على 11,40 دولاراً وأدنى على 11,25 دولاراً. الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ11,29 دولاراً في مقابل 11,35 أول من أمس (ناقص 0,52 في المئة) والفئة “ب” بـ11,30 دولاراً في مقابل 11,34 في الفترة عينها (ناقص 0,35 في المئة). من جهة أخرى، تبودل 1,555,217 شهادة إيداع عائدة الى “بنك عودة” عند الإقفال دفعة واحدة بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,00 دولارات للشهادة الواحدة في مقابل 6,50 دولارات أول من أمس (ناقص 7,70 في المئة) في قطاع المصارف الذي ارتفعت فيه اسعار اسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2009 الى 101,90 دولار من 101,00 (زائد 0,89 في المئة) واستقرت اسعار اسهم “بنك بيمو” التفضيلية – 2013 على 101,20 دولار.
وتبعاً لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع مقداره 0,21 نقطة ونسبته 0,07 في المئة على 1170,86 نقطة في سوق اكثر نشاطاً بفضل الصفقة الخاصة على شهادات ايداع “بنك عودة”، اذ تبودل فيها ما مجموعه 1,592,928 صكاً قيمتها 523798 دولارات أول من أمس.
في الخارج، لم يتمكن الاورو من تحسين مواقعه في اسواق القطع العالمية على رغم الضغوط التي مورست على الجنيه الاسترليني بعد توقع “بنك انكلترا” تراجع معدل التضخم في بريطانيا مما يحول دون رفع معدلات الفائدة فيها. كما تجاهل المستثمرون ارتفاع الانتاج الصناعي في منطقة الاورو بنسبة 0,6 في المئة في ايلول بعد تراجعه بنسة 1,4 في المئة في آب أثر تحفظ كبير اقتصاديي مجموعة “PMI ماركيت” عن هذا التحسن الذي وصفه بالظرفي بعدما تبين انه تراجع بنسبة 0,4 في المئة في الفصل الثالث وبنسبة 1,4 في المئة سنوياً. كما لم يكن لارتفاع مخزون السلع لدى تجار الجملة في الولايات المتحدة بنسبة 0,3 في المئة في ايلول بعد تراجعه بنسبة 0,6 في المئة في آب بوتيرة أعلى من زيادة مبيعاتهم من هذا المخزون بنسبة 0,2 في المئة في مقابل تراجع نسبته 0,8 في المئة في الفترة عينها، أي انعكاس ضاغط على الدولار الذي لم يلق أمس أي دعم من تأكيد رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي عزمه على اطلاق خطته التحفيزية للاقتصاد في منطقته في المدى المنظور مع ما يرتبه هذا القرار من ضخ للسيولة في هذه المنطقة بما يزيد الضغوط على الاورو الذي عاد وأقفل في نيويورك، بعد تقلبات نزولا في الاسواق الاوروبية نحو عتبة الـ1,2400 دولار، بـ1,2435 دولار في مقابل 1,2475 أول من أمس، في تطور ساعد المعادن الثمينة على التماسك لتقفل اونصة الذهب بـ1160,25 دولارا في مقابل 1165,00 في الفترة عينها.
وتحولت الاسهم الاوروبية الى التراجع امس بعد يومين من المكاسب تحت ضغط شركات المرافق العامة والمؤسسات المالية والمصرفية التي تضررت أرباحها من جراء عقوبات تنظيمية تناولت خمسة مصارف على مخالفات ارتكبتها في أسواق القطع وبلغت 3,4 مليارات دولار. وأدى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الاورو بانخفاض راوح بين 2,8 في المئة في ميلانو و1,15 في المئة في بروكسيل. وانعكس ذلك ايضا على أداء الاسهم الاميركية ولا سيما منها تلك العائدة الى مصارف “سيتي غروب” و”جي. بي. مورغان” الى “يو بي اس” و”اتش اس بي سي” و”رويال بنك أوف سكوتلاند” الناشطة اوروبيا واميركيا. كما كان للنتائج الفصلية لشركات اخرى تأثيرها في ضعف وول ستريت ولا سيما مجموعة “Macy’s” فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي بتراجع 2,70 نقطتان على 17612,20 نقطة ومؤشر ناسداك بارتفاع 14,58 نقطة على 4675,14 نقطة.