أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنّ “ثنائية عون ـ جعجع لم تطح برئاسة الجمهورية في العام 1988، بل الإحتلال السوري في لبنان”، وقال: “عون خاض حرب التحرير ولم اكن مقتنعاً 1% بما كان يقوم به، ولكن في تلك الظروف لم يكن بامكاننا ان نفعل الا ما فعلناه”، مضيفاً: “ليس عون من طرح القانون الارثوذكسي، بل نحن من طرحناه، وهو عارضه في بادىء الامر”.
جعجع، وفي مقابلة مع الإعلامي مرسال غانم ضمن برنامج “كلام الناس” على شاشة الـ” LBCI”، سأل: “نحن ترشحنا الى الانتخابات الرئاسية وحضرنا كل جلسات الانتخاب ولم نقاطع ايّ جلسة، فماذا نفعل أكثر”؟ لافتاً إلى “أنّنا بين التمديد للمجلس النيابي والانتخابات كنا مع الانتخابات، وبين المجهول والتمديد نحن مع التمديد”.
وتابع: “لم ولن نقبل تخويننا بسبب السير بـ”الطائف”، لكن من يُسأل عن موقفه هو من لم يقم بأي شيء. لا احد يغريني بأي شيء، ولم يغريني كلام الرئيس نبيه بري حول التمديد”، مشدّداً على أنّ “السعودية لا علاقة لها بكل مسألة التمديد، وموقف “حزب الله” بقي غير معلن حتى آخر لحظة”، وأردف: “لطالما السعودية دعمت لبنان، وآخر هذا الدعم كان 4 مليار دولار للجيش. والامير سعود الفيصل لم يطلب مني شيئاً حول التمديد كما اشيع”.
وأشار جعجع إلى أنّ “السعودية لم تكن مهتمة بالتمديد، بل كان هم الرئيس سعد الحريري”، لافتاً إلى أنّ “حجم “تيار المردة” لا يمكن ان يغطي التمديد”، وقال: “الحريري لم يأخذ مني التمديد، بل من أخذ ذلك هو الخوف من الدخول الى المجهول. لقد طلب مني الحريري التمديد مراراً، وكان الجواب بالرفض الى ان اصبح بوجهنا الفراغ”.
وإعتبر أنّ “الانتخابات التي اجرتها وزارة الخارجية والمغتربين في الكويت واستراليا “مهزلة”، مشيراً الى أنّه “كان بالامكان القيام بالانتخابات النيابية، ولم تقنعنا الاسباب الامنية التي تحدث عنها وزير الداخلية نهاد المشنوق”، وأضاف: “أخاف من الفراغ قبل المؤتمر التأسيسي”، سائلاً: “حين لا تعود هناك سلطة شرعية في البلد، الى اين سيقودنا ذلك؟ أليس الى المؤتمر التأسيسي”؟
وشدّد جعجع على أنّ “داعش” استراتيجياً كذبة كبيرة، وهي انتشرت لانّها لم تجد من يقاتلها في المراحل الاولى، والآن نرى ماذا يحصل في كوباني وكيف تهزم بها”، مؤكداً أنّ “النظام السوري سيسقط، ولم يعد موجوداً، وهو ساقط اصلاً”.
وقال: “لا نريد ان يعتاد الاخرون تمرير قرارات هامة من دون مشاركة مسيحية”، لافتاً إلى أنّ “الوصول الى الفوضى لا يعني الوصول الى مؤتمر تأسيسي”، وأضاف: “اذا البعض يعتبر انّه حان وقت تغيير “اتفاق الطائف”، فليطرح اتفاقاً جديداً يجتمع عليه اللبنانيين. والمؤتمر التأسيسي يحتاج الى ورقة عمل ومشروع جديد”.
وأشار جعجع إلى أنّ “اتفاق الطائف” ليس مثالياً، ولكنّه الافضل بين ايدينا”، موضحاً أنّ “حزب الله” له اولويات في مكان آخر، وليس في لبنان”، وقال: “حزب الله” ارسل شبابه ليموتوا خارج لبنان، وهناك فريقان يعرقلان دوماً الامور هما “حزب الله” وتكتل “الاصلاح والتغيير”، مضيفاً: “حزب الله” يشكل اختراقاً للطائف بحد ذاته. إنّهم يريدون تدمير “اتفاق الطائف” من دون تأمين البديل، وهذا ما لا نقبل به”.
وتابع: “لو كان “التيار الوطني الحر” يرى انّ الحل هو بانتخاب رئيس من الشعب، لكان طرحه قبل اشهر وسنوات، وليس بعد انتهاء المهل الدستورية”، متسائلاً: “متى طرحت مسألة انتخاب الرئيس من الشعب؟ اليس بعد ان اكد الحريري انّه لن يسير بانتخاب عون”؟
إلى ذلك، لفت جعجع إلى أنّ “نسيج “القوات اللبنانية” هو نسيج المجتمع الملتزم مسيحياً، ويحترم الكنيسة والإيمان المسيحي”، وأوضح أنّ “بكركي في لبنان مثل الفاتيكان في العالم تتعاطى في الامور من بعيد”، مضيفاً: “موقع بكركي يهمنا الى اقصى الحدود، ويهمنا ان يبقى تاريخياً في الموقع نفسه بالاحترام والكبر ذاته. وعلى بكركي ان تبقى فوق الامور السياسية الصغيرة”.
ورداً على سؤال في إطار التمديد للمجلس النيابي، أجاب: “حزب “الكتائب” لم يخذلنا ولم يعدنا بشيء أصلاً، ونواب “الكتائب” لن يستقيلوا”، مشيراً إلى أنّ “تيار المستقبل” أعلن منذ أشهر عن موقفه المؤيد للتمديد، لكنّ “التيار الوطني الحر” مثلاً جلس بالحكومة ولم يقم بايّ شيء لاجراء الانتخابات النيابية”، وسأل جعجع: “هل وجه ايّ وزير كتاباً لرئيس الحكومة او وزير الداخلية بشان اجراء الانتخابات؟ الآن “يتشاطرون” بتقديم طعون”؟
وأوضح “أنّنا امضينا سنة نحن وحلفاؤنا نطالب بقانون انتخاب جديد”، وقال: “إنّنا متفقون مع حلفائنا على تصور معين للبنان، وانطلاقاً من ذلك “تيار المستقبل” هو “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” هي القوات، ولا يجب خلط الامور”، مضيفاً: “القوات” لا تتصرف ولا بأيّ لحظة لترضي ايّ طرف، والانسان يجب ان يقول قناعاته من دون ان يخاف”.
وتابع جعجع: “الطعن بالتمديد من قبل “التيار الوطني الحر” هو خطوة فولكلورية. لقد كان يجب على “التيار الوطني الحر” ان يقوم بخطوة في مجلس الوزراء قبل الطعن”، وأردف: “سنذهب لبحث قانون الانتخابات وفق القانون المختلط الذي اتفقنا عليه مع “المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، فالقانون المختلط لديه الاكثرية النيابية التي تسمح بتمريره”.
ولفت إلى “أنّنا نذهب الى الانتخابات اذا اقر المجلس الدستوري الطعن”، وقال: “لنذهب انا وعون الى مجلس النواب، واذا فاز عون اذهب لتهنئته”، مضيفاً: “إذا كان السيّد حسن نصرالله جدياً باعلان ترشيح عون، فعلينا التوجه الى مجلس النواب في الجلسة المقبلة وانتخاب رئيس”.
وتابع جعجع: “عون اتى رئيساً في ايلول 1988، فلماذا نجربه من جديد؟ ان كان سحب ترشيحي يؤدي لحصول انتخابات رئاسية، ساقوم بذلك الآن، لكنّ الواقع ليس كذلك”، مشيراً إلى أنّ “اللعبة السياسية لها قواعدها، واذا رفض عون الذهاب للرئاسة، فيجب ان نتفاهم على مرشح ثالث”.
وأوضح أنّ “المهمة التاريخية بالنسبة إلي هي ايصال مشروعي السياسي، وبالي ليس بعون بل بمشروعي السياسي”، لافتاً إلى أنّه “يجب الضغط على عون للنزول لمجلس النواب، وثمة حل بالتفاهم بيننا على مرشح ثالث”.
وأردف جعجع: “حتى ولو سحبت ترشيحي، لن تحل مشكلة الرئاسة لانّ عون لا يريد احداً سواه رئيساً. وفي حال تمكن الوزير بطرس حرب والرئيس أمين الجميّل من الحصول على اصوات من خارج 14 آذار، فأنا اسحب ترشيحي”.
وشدّد على أنّ “المشكلة الفعلية هي لدى الطرف الذي يقاطع الانتخابات، ولا نعرف الاشارات التي تحدث عنها بري لحصول الانتخابات الرئاسية”، وقال: “انا جادّ حتى النهاية ببرنامجي الرئاسي، والمسألة ليست قطع الطريق على عون او غيره”.
واوضح جعجع أنّه “اذا سحب عون ترشيحه وقال بأنّ النائب سليمان فرنجية هو المرشح يكون “للبحث صلة”، لافتاً إلى “أنّنا قلنا مراراً لعون تعال نفكر بمرشح ندعمه سوياً، إلا أنّ عون مصرّ على عرقلة الانتخابات الرئاسية حتى اشعار آخر”، وقال: “ننتظر “رحمة ربنا” لانتخاب رئيس، والمسائل الاقليمية تحتاج لوقت طويل، بينما نستطيع بسهولة انتخاب رئيس إذا نزل التيار للجلسة”، مضيفاً: “14 آذار باقية كما هي حتى بعد التمديد، وليس صحيحاً انّني طرحت مع الحريري السير بالوزير جبران باسيل بدل عون”.
وفي سياق آخر، أوضح أنّ “الأمر وصل ببعض الصحافيين الى تزوير وثائق حول مسألة طلاقي من النائب ستريدا جعجع”، وقال من جهة أخرى، “إنّني لا اتصور انّ هناك من يختلف على أهمية تأمين الامن الغذائي، وما قام به وزير الصحة وائل ابو فاعور يصلح كي يفكر به الجميع”، وسأل: “ألم يكن حريّ اخذ اكثر من عينة او اعادة الفحوصات المخبرية في ملف الغذاء”؟
من جهة أخرى، تطرق جعجع إلى الحوار الذي دعا إليه الحريري مع “حزب الله” واحتمال مشاركته فيه “إذا كانت قضية رئاسة الجمهورية والإنسحاب من سوريا محسومة لدى حزب الله فلا جدوى من الحوار معه”. لكنه رحّب بأي تفاهم بين طرفين.
إلى ذلك كرر وجوب “إبقاء السنة في لبنان في وضعهم المعتدل”، مستدركا بالقول “لذلك كي تبقى طرابلس وغيرها معتدلة لا يجب أن نتحداها كل يوم وإذا كنا فعلا ضنينين على أن يبقى السنة في لبنان معتدلين يجب على “حزب الله” الإنسحاب في سوريا”.
وردا على من يدعو للتنسيق مع الجيش السوري لمحاربة الارهاب قال جعجع: “انا مع ذلك لكن على شرط البدء بالارهاب الاكبر وهو الرئيس السوري بشار الاسد وجماعته اي من يرمي قنابل نووية على شعبه”، معتبرا ان “الارهاب الاكبر هو من يقصف المدن بالمدفعية والبراميل المتفجرة وغيرها ولم ننس ارهابه ايضا في لبنان”. كما اعتبر جعجع ان “داعش انتشرت كل هذا الانتشار لانها لم تجد من يواجهها في الفترة الاولى والان نرى ماذا يحصل في كوباني وكيف تحولت لارض قتل لها، ونحن قلنا منذ البداية انه لم يتم وضع حد للقتل الذي يجري في سوريا اننا سنصل الى هنا”، مشددا على ان “النظام السوري سيسقط وهو اصلا نظام ساقط”.
جعجع راى ان النظام قائم بفضل ميليشيات ايرانية وعراقية وافغانية ولبنانية وان انسحب هذه الميليشيات سقط النظام عمليا، مضيفا: “لا اعتقد ان سوريا ذاهبة الى التقسيم الا كنوع من الحكم الذاتي للاكراد فيها”.
اخيرا عبر جعجع عن عدم ندمه لان القوات لم تشارك في الحكومة الحالية “ولا اعتقد ان هذه السلطة التنفيذية كما يجب ان تكون”، مشيرا الى انه “ان بقي عون على موقفه يمكن ان نبقى بلا رئيس لـ10 سنوات”. واكد ان “رهاننا النهائي على الجيش ولكن لنفترض للحظة لا سمح الله ان الدولة “ذابت” طبعاً سنكون بالمرصاد لمن يهدد لبنان”.