أكد وزير الاتصالات بطرس حرب أن آلية الإجماع التي أقرها مجلس الوزراء لاتخاذ قراراته ووضع الملفات الخلافية جانباً أدت إلى تعطيل قدرة المجلس على بت القضايا الخلافية، وبالتالي فإن هذا الإجماع يخضع مجلس الوزراء إلى نزوات بعض الوزراء أو لمواقف بعض الوزراء التي قد تتحول من مواقف سياسية على صلة بالمصلحة العامة إلى مواقف لا تكون مرتبطة في بعض الأحيان، لا بالمصلحة العامة ولا بمصلحة البلد.
واشار حرب لـ”السياسة”، الى إن استمرار الخلاف بشأن الخلوي أدى إلى تعطيل اتخاذ القرار للمرة الرابعة، على أساس حصول اجتماع بعد أسبوعين لحل الخلافات القائمة التي تعطل قدرة الحكومة على بت القضايا الخلافية.
وكشف أن هناك اتصالات تجري في موضوع العسكريين المخطوفين من الأفضل عدم التداول بها، سيما وأن الموضوع دقيق ويحتاج إلى حكمة وسرية في المعالجة، والحمد لله أن هذه الاتصالات تجنبنا تعريض حياة العسكريين للتهديدات بالقتل وهذا يفسح المجال لاستمرار المفاوضات ومحاولة البحث عن مخارج وإنقاذ العسكريين الذين هم أولادنا.
وأشار حرب إلى أن حلفاء دمشق، “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” يعتبرون أن هناك ضرورة لإعادة إحياء القنوات السياسية مع النظام السوري لحل مشكلاتنا الأمنية، لافتاً إلى أن موقف “14 آذار” المبدئي أن لبنان لم يقطع علاقاته الديبلوماسية مع سوريا، وبالتالي فإن هناك قنوات ما زالت تعمل وليس بالضرورة أن يكون عملها محصوراً بالشق السياسي، فهناك قضايا أمنية ومخابراتية تجري معالجتها من قبل المعنيين، ومن هنا فإن موقفنا بأن تبقى العلاقات بين البلدين قائمة على المستوى الأمني والتقني وليس على المستوى السياسي.
وأشار إلى أن لا جديد في الملف الرئاسي، بالرغم من تزايد الحديث عن حصول انفراجات على هذا الصعيد، معتبراً أن استمرار النائب ميشال عون على موقفه المتعنت والرافض لتأمين نصاب جلسة الانتخابات، سيُبقي الأمور في حال مراوحة.
وأضاف إن النائب عون لا يمكن أن يفرض نفسه علينا مرشحاً توافقياً وهو ليس كذلك، مشيراً إلى أن المساعي جارية للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، ليس بالضرورة أن يكون توافقياً، لأن العملية تصبح تعييناً وليس انتخاباً إذا انحصر الموضوع بانتخاب رئيس توافقي.
وأكد حرب أن أي كلام عن عودة الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” إيجابي، لكن ما يجري على الأرض يتناقض مع الدعوة للحوار، سيما وأنه لم يتبع الكلام عن الاستعداد للحوار أي آلية واضحة أو طرح جدي للبدء بهذا الحوار، كذلك الأمر فإن إعلان “حزب الله” عن ترشيح النائب عون للرئاسة لا يعكس أن هناك رغبة جدية للحوار من جانب هذا الفريق، في وقت أعلن تيار “المستقبل” أنه لا يمكنه السير بعون رئيساً، وبالتالي فإن هذه الأمور لا تسهل الحوار، لا بل تعقده أكثر، مع تأكيدي على أن تيار “المستقبل” مستعد للحوار انطلاقاً من المبادئ التي يؤمن بها، في مقابل عدم قيام “حزب الله” باتخاذ ما يلزم لتسهيل مثل هكذا حوار، متمنياً أن يكون تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكانه بما خص الاستحقاق الرئاسي.