صرّح الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم السبت، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتحمل وحدها مسؤولية النمو العالمي، داعياً “مجموعة العشرين” إلى التحرك من أجل النمو.
وقال أوباما في خطاب على هامش “مجموعة العشرين” في بريزبين السبت والأحد “في السنوات الأخيرة أمنت الولايات المتحدة عملاً لأشخاص أكثر من كل الإقتصادات المتطورة مجتمعة، لكن لا يمكننا أن نتوقع أن تتحمل الولايات المتحدة وحدها عبء الإقتصاد العالمي”.
وأضاف أن “مجموعة العشرين في بريزبين يقع على عاتقها التحريك وتحفيز الطلب ومزيد من الإستثمار في البنى التحتية وخلق وظائف للناس في كل بلداننا”.
وأعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن خشيتها من “عقد ضائع” بالنسبة للإقتصاد الأوروبي ودعت قادة المنطقة الى اتخاذ “خطوات حازمة” لوقف تراجع النشاط في القارة التي تبدي مؤشرات جديدة للتباطؤ.
وقال وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو “لا يمكن للعالم أن يحتمل عقداً ضائعاً في أوروبا (…) لا بد من قيام السلطات الوطنية والمؤسسات الأوروبية الأخرى بخطوات حازمة للحد من مخاطر إنزلاق المنطقة إلى تراجع أكبر”.
وسجّل إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة اليورو تقدما بنسبة 0.2 في المئة في الفصل الثالث من السنة في نمو أفضل بقليل من التوقعات، وفق تقديرات أولية للمكتب الأوروبي للإحصاءات (يوروستات).
وإن كان نمو إجمالي الناتج الداخلي يبقى ضعيفاً إلا أنه يفوق توقعات المحلّلين الذين راهنوا على 0.1 في المئة رداً على أسئلة وكالة “داو جونز نيوزواير”.
كما رفعت “يوروستات” أرقامها للنمو في الفصلين الأول والثاني من السنة إلى 0.3 في المئة و0.1 في المئة على التوالي بالمقارنة مع 0.2 في المئة و0 في المئة سابقاً.
وقال الرئيس الأميركي أن الإعلان المشترك للولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع عن أهداف جديدة حول إنبعاث غازات الدفيئة، يثبت أنه يمكن التوصل إلى اتفاق عالمي في شأن المناخ.
وقال أوباما في خطاب في “جامعة كيونزلاند” في بريزبين، أعلن خلاله مساهمة واشنطن بثلاثة بلايين دولار في صندوق الأمم المتحدة حول المناخ إنه “إذا كانت الصين والولايات المتحدة قادرتين على التفاهم في هذا الشأن، فإن العالم يستطيع التوصل إلى اتفاق”.
وأكد الرئيس الأميركي أن “الصين قطعت تعهدات وهذه مرحلة تاريخية”، مشيراً إلى وعد أكبر دولة في إنبعاثات الغازات المسبّبة للدفيئة بتحديد موعد “حوالي العام 2030” لبدء وقف إرتفاع إنبعاث هذه الغازات. وقال أوباما “إن ليس هناك بلد بمنأى عن آثار التغيّر المناخي”، داعياً “كل دولة لتحمّل مسؤولياتها”.
وخلال هذا الإعلان الأربعاء لأوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ، تعهدّت الولايات المتحدة خفض إنبعاثات الغاز بنسبة تتراوح بين 26 و28 في المائة عمّا كانت عليه في العام 2005، بحلول العام 2025.
وفي إطار الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق حول المناخ، ذكر مصدر ديبلوماسي فرنسي أن فرنسا تدعو إلى إلتزام “طموح” لمجموعة العشرين بشأن المناخ بعد الموافقة على إدراج فقرة حول هذه المسألة في البيان الختامي للقمة.
وقال هذا المصدر “سيكون هناك نص ما حول المناخ في البيان الختامي وهذا لم يكن وارداً من قبل”، مضيفاً أن “نتيجة المناقشات ستعرف غداً لكن نصاً طموحاً سيكون أفضل”.
وستستضيف باريس في نهاية العام 2015، مؤتمراً عالمياً حول المناخ بهدف التوصل إلى اتفاق لخفض إرتفاع حرارة الأرض درجتين، وتحاول إنتزاع مكاسب في قمة بريزبين في هذا الإطار.
وحاولت الرئاسة الأسترالية للقمة، إستبعاد الموضوع من جدول الأعمال لكنّها تراجعت بعد ذلك ووافقت على إدراج فقرة في البيان الختامي.
وأعلنت دول عدة مساهمات في هذا الصندوق من بينها فرنسا التي قرّرت تقديم بليون دولار. لكن بلداناً أخرى من بينها بريطانيا واليابان وأستراليا وكندا لم تعلن عن أرقام بعد