كشفت “الجمهورية” أنّ سياسة العبوات الناسفة التي شهدت منطقة وادي الرعيان نموذجاً منها، لم تفاجئ المراجع العسكرية المعنية. فما حصل كان في الحسبان، فالعبوة التي انفجرت بدورية عسكرية وأعقبَها تفكيك إثنتين كانتا في المنطقة عينها وهما معدّتان للتفجير بانتظار وحدات الدعم التي كانت تنتظرها الدورية المستهدفة، واجهتها القوّة العسكرية بالتحسّب لما سيلي التفجير الأوّل ونجَت وحداتها من مكمنٍ، فسقطت مفاعيله، ولا بدّ للمجموعات المسلحة من أن تفهم ما حصل.
وفي المعلومات أنّ المجموعات المسلحة التي تستعدّ لعمل عسكري ما على طول انتشارها قبالة الحدود اللبنانية، تسعى الى جسّ نبض الجيش اللبناني ومدى استعداده وجهوزيته للمواجهة تجاه أية عملية غادرة.
ورأت هذه المراجع في العملية في تلك المنطقة بالذات، تذكيراً بوجود المسلحين فيها ومعهم جنود الجيش اللبناني وعناصر قوى الأمن المخطوفين وهم ينتظرون تجاوباً لبنانياً مع جزء من مطالبهم التي يعتقدون انّها في متناول اليد من خلال استخدامهم المخطوفين دروعاً بشرية ووسيلة ضغط للحصول على مكاسب ما زالت بعيدة المنال بالنسبة الى السلطات اللبنانية المعنية.
وأكّدت لـ”الجمهورية” أنّ الجيش في أعلى جهوزيته لمواجهة أيّ عملية غادرة. فما شهدَته منطقة وادي الحصن في 2 آب الماضي لن يتكرر، والجيش يراقب ويرصد مواقع الخَلل التي يمكن أن يتسلل منها المسلحون، ولن تكون أيّ عملية سهلةً أو مجرّد “مشوار أو نزهة”.
وكانت وحدات الجيش واصلت عمليات الدهم في أكثر من منطقة من لبنان وتمكّنت من توقيف عدد من المسلحين السوريين المتهمين بالمشاركة في أعمال شغب. كذلك أوقفت مجموعة من المطلوبين في عكار وطرابلس ممّن تورّطوا في العمليات العسكرية في بحنين ومحيطها وأسواق طرابلس في الأيام الأخيرة.