اكد عدد من المسؤولين الاميركيين ان هناك صعوبة في تعقب البغدادي والقادة الآخرين وقتلهم، ذلك لأنهم باتوا يشفرون مكالماتهم الهاتفية، ويتخذون خطوات لتجنب ضبطهم عبر وسائل المراقبة الأميركية، خاصة في ظل غياب وجود عملاء استخبارات على الأرض داخل معقل التنظيم الرئيسي في سوريا، وفي ظل وجود عدد محدود من طائرات المراقبة الجوية، لذا أصبحت تلك الاتصالات الوسيلة الوحيدة النافعة لمتابعة “داعش”.
وبحسب موقع ديلي بيست الإلكتروني، يستخدم التنظيم أيضاً خدمة متوفرة في السوق تؤدي الى حذف الرسائل الإلكترونية فوراً، وبشكل نهائي، مما يستحيل تقريباً قراءتها، فضلاً عن تفسيرها، وهناك تطبيق يعرف ان التنظيم يستخدمه، يسمى “فاير شات”FireChat، يسمح لمستخدميه تبادل الرسائل دون الاتصال بالإنترنت.
وقال مسؤولون في الاستخبارات وأقسام مكافحة الإرهاب الأميركية ان “داعش عدّلَ في أنماط اتصالاته، لعلمه بأنه يخضع للمراقبة الدائمة، وان مقاتليه اتخذوا احتياطات إضافية، كما ان هناك قيوداً صارمة على الاتصالات، وخاصة فيما يتعلق بزعماء التنظيم.
وأوضح احد الاشخاص الذي اطلع على أساليب مكافحة التجسس التي يتبعها التنظيم المتطرف أن الاخير يلتزم بمستوى انضباط كبير، فهو يفرض تكتيكات معينة على المقاتلين الذين لا يستخدمون الهواتف المتحركة، كما لجأ قياديي التنظيم الى حاملي رسائل لنقل بعض التعليمات والمعلومات، وذلك بهدف تفادي الاتصالات الرقمية.
ومن جهته، أقر وزير الدفاع الأميركي شاك هاغل، في شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، بأن “داعش أصبح قادراً على تفادي الـ”جواسيس” الأميركية، وخاصة في الوقت الحالي، حيث تقصف الطائرات مقاتلي التنظيم، وقد أجبرت المقاتلين الى تغيير تكتيكاتهم، والمناورة عن طريق تقسيم القوات إلى مجموعات أصغر، وإخفاء المعدات الكبيرة، وتعديل وسائل اتصالاتهم.
كما لفت مسؤول أميركي سابق الى ان انعدام وجود قوات برية على الأرض يشكل عاملا آخر يضاعف من صعوبات العثور على مقاتلي “داعش”.