Site icon IMLebanon

قاطيشا: عون يخوض معركته الرئاسية على قاعدة “علي وعلى أعدائي يا رب”

wehbe-katisha-1

رأى مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، ان العماد عون لم يكشف سرا في كلامه عن «التكامل الوجودي» بينه وبين حزب الله، فهو بالأساس تكامل معه ومع المشروع الفارسي في لبنان والمنطقة العربية قبيل عودته من المنفى في العام 2005، بدليل ان المحكمة العسكرية التي كانت رازحة تحت هيمنة الوصاية السورية آنذاك، برأته بقدرة أسد وبجلسة واحدة مقتضبة من كل الملفات التي كان القضاء العضومي يهدده بها لمنعه من العودة الى الوطن، وهي البراءة – الصفقة التي عاد وكللها العماد بورقة المبايعة للولي الفقيه ونظام الاسد في العام 2006.

ولفت قاطيشا في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى أن العماد عون حاول التمايز عن حزب الله والتقارب من تيار المستقبل ظنا منه ان الرئيس الحريري سينطلي عليه قناع «الرئيس الوسطي» ويحمله بالتالي الى أمجاد الرئاسة الاولى، إلا أن عملية توزيع الادوار هذه بين الرابية وحارة حريك، لم تفلح لا في إقناع الرئيس الحريري بتوافقية عون فقرر العودة الى قواعده السياسية في حارة حريك والإعلان جهارة عن تكامل وجودي بينه وبين حزب الله.

واستطرادا لفت قاطيشا الى أن إعلان العماد عون عن التكامل الوجودي بينه وبين حزب الله، ومهاجمته كلا من الرئيس الحريري يؤكد أنه فقد آخر أمل لديه بتسويق نفسه رئيسا توافقيا، وأدرك أخيرا أن الكواكب والمجرات أقرب اليه من قصر بعبدا، ما يعني أن عون قرر أن يخوض معركة الرئاسة على قاعدة «لا رئيس للبنان» وعملا بالكلام الشمشوني «علي وعلى أعدائي يا رب».

وردا على سؤال أكد قاطيشا أن زيارة المعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسين خليل العماد عون في الرابية، لم تكن للوقوف على خاطر الأخير أو لرأب الصدع بينهما، خصوصا أن موقف عون من التمديد تم بالتوافق والتنسيق مع حزب الله، إنما كانت للرد على رد تيار المستقبل الذي اعتبر فيه أن الإشارات الإيجابية التي أطلقها السيد نصرالله باتجاه الرئيس الحريري بحاجة الى ترجمة عملية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، الرد الذي أزعج السيد نصرالله فأوفد خليل ومعه وفيق صفا للاعلان ومن على منبر الرابية بالذات بأن الحزب لن يتراجع عن ترشيح العماد عون للرئاسة.

وأشار قاطيشا الى أن ما فات العماد عون هو أن إيران تستطيع من خلال حزب الله كفصيل من الحرس الثوري على شواطئ المتوسط، أن تعطل العمل السياسي وتنسف اللعبة الديموقراطية في لبنان، إلا أنها لن تستطيع فرض شروطها على القوى السيادية فيه، وذلك لعجزها عن تجاوز دعم المملكة السعودية للبنان وحرصها على قيام الدولة السيدة الحرة والمستقلة، ما يعني أن كل ما يسمعه اللبنانيون سواء من السيد نصرالله أو من الشيخ نعيم قاسم هو مجرد صراخ ومواقف غير قابلة للترجمة على أرض الواقع، ويعني أيضا أن على العماد عون أن يعي أنه تحالف مع فريق يستطيع إهداءه مقاعد نيابية ووزارية ومناصب إدارية، لكنه أعجز من أن يوصله الى رئاسة الجمهورية، هذا إذا كان لديه بالأساس نوايا صادقة لإيصاله الى الرئاسة.