توضح مصادر مطلّعة في تيار “المستقبل” أنّ أيّ حوار مع “حزب الله” هو تحت سقف انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن ثم الاتفاق او مناقشة بقية القضايا، وتؤكد لصحيفة “الجمهورية” أنّ تيار “المستقبل” لم يتراجع عن أيّ مطلب في سبيل إنضاج الحوار، والدليل على ذلك ما نصّ عليه البند السابع والأخير في المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، والذي للأسف عُتّم عليه قصداً، بُغية القول لاحقاً عبر الاعلام إنّ “المستقبل” تراجع عن مواقفه أو ثوابته.
والبند يقول إن “لا بديل عن تحييد المسألة اللبنانية عن المسألة السورية، وتعطيل خطوط الاشتباك الأمني والعسكري بينهما، سواء من خلال ضبط الحدود ذهاباً وإياباً في وجه كل الجهات المعنية بالتورط بلا استثناء، او من خلال وضع اليد بإحكام على ملف النازحين، وهي مهمات تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً، وإرادة حكيمة في مقاربة الأزمة القائمة، وشجاعة في اجراء مراجعة نقدية لتجربة السنوات الاخيرة، وقراءة الأخطاء على حقيقتها ومواجهتها بما تستحق من قرارات”.
هذا الأمر يشير وفق المصادر إلى أنّ “الحريري مصرّ على أن لا حلّ قبل خروج “حزب الله” من المستنقع السوري والعودة الى لبنان لمواجهة التحديات المتوقعة بالشراكة مع جميع اللبنانيين”.
وتعتبر أنّ موقف نصرالله الايجابي من “المستقبل” والرئيس الحريري بعد أحداث طرابلس واستعداده للحوار «ليس إلّا اشارة ايرانية مواكبةً لمفاوضاتها النووية مع دول (5+1)، والتي ستنتهي في 24 الجاري، فإن سلكت المفاوضات الطريق الايجابي، قد يتقدّم الحوار داخلياً عبر الانتقال للبحث جدّياً في الاستحقاق الرئاسي، من خلال طرح الأسماء التوافقيّة. أما في حال فشلها، فستعود الأمور محليّاً الى نقطة الصفر.
وتؤكد المصادر أنّ أجواء الرئيس نبيه برّي التفاؤلية التي لا تشير المعطيات المتوافرة لدينا عن واقعيّتها، «تأتي في السياق نفسه، وتتناغم مع موقف «حزب الله».
في كلّ الأحوال، تقول مصادر قياديّة في «المستقبل» إنّ مبادرة الحريري لم تكن موجّهة الى فريق سياسيّ محدّد، بل كانت مطروحة أمام جميع الفرقاء المحليين.
يبقى انتظار يوم 24 تشرين الثاني، لمعرفة أفق الحوار الذي يحاول البعض التسويق له، على رغم أنه لم يحدّد لغاية اليوم موعده، ومكانه، والشخصيات المشاركة فيه، أو أقلّه مستوى التمثيل!
ثمّة مَن يقول إنّ كلّ المعطيات المتوافرة حتى اليوم، تشير الى أنّ اللبنانيين سيشهدون في اليوم التالي لانتهاء المفاوضات النووية الايرانية تغيّراً في مجريات الأحداث، وتبدّلاً في المشهد الاقليمي… تابعوا مجريات ووقائع المحكمة الدولية!