IMLebanon

روسيا «تفتح ذراعيها» للمنتجات اللبنانية في توقيت مناسب

RussiaLebanon
ايفا ابي حيدر

يحاول القطاع الخاص اللبناني، بدعم من الوزارات المعنية، انتهاز الفرصة الذهبية السانحة اليوم للدخول الى الاسواق الروسية عبر خلق علاقات اقتصادية معها تنطلق اليوم وتهدف الى توسيع انتشار المنتجات اللبنانية او إيجاد متنفّس لها، خصوصاً بعد توالي أزمات التصدير التي يعانيها لبنان أخيراً، والتي انعكست تراجعاً في صادراته وصل الى نحو 20 في المئة.
يبدأ اليوم الوفد اللبناني في روسيا لقاءاته مع المسؤولين الروس، كخطوة لافتة تهدف الى خلق تعاون صناعي وتجاري وزراعي مع السوق الروسي، خصوصاً بعد حظر روسيا استيراد قائمة واسعة من الأغذية لمدة عام من الدول التي فرضت عقوبات على موسكو بسبب أزمة أوكرانيا، وعلى رأسها الاتحاد الاوروبي.

تعتبر الصادرات اللبنانية إلى روسيا متواضعة جداً، بحيث قُدّرت عام 2013 بنحو 12 ألف دولار فقط، في مقابل 918 ألف دولار للصادرات الروسية إلى لبنان. وتشكّل روسيا اليوم متنّفساً للمنتجات اللبنانية، لا سيما في قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية لأنها أكبر الاسواق الاستهلاكية في العالم، إذ انها تضمّ 145 مليون مستهلك، وتستورد ما يزيد عن 50 في المئة من استهلاكها المحلي من الطعام والشراب، بحجم وصلَ إلى 40 مليار دولار في العام 2013.

يضمّ الوفد: وزير الاقتصاد آلان حكيم، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبيكين، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل، رئيس مجلس الاعمال اللبناني الروسي جاك الصراف، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، القائم بأعمال غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، الى جانب وفد من وزارات الاقتصاد والصناعة وحشد من رجال الاعمال اللبنانيين، والشركات المصدرة لمواد غذائية وزراعية.
يرافق الوفد اللبناني الى روسيا السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين، وينضمّ الى الوفد السفير اللبناني في موسكو.

يتخلل برنامج العمل في روسيا لقاء بين الوزراء والوفد اللبناني المرافق مع منسّق العلاقات اللبنانية في روسيا أبراموف بهدف البحث في كل المواضيع المتعلقة بالاتفاقات وسُبل تطويرها، علماً انّ آخر اتفاق وقّع مع روسيا كان عام 2011. كذلك يتخلل الزيارة عقد اجتماع مع وزير الصناعة الروسي، ونائب وزير الزراعة، مع احتمال اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي.

وبرنامج اللقاءات الذي يبدأ اليوم وينتهي غداً، يتضمّن اجتماعاً موسعاً لرجال الاعمال اللبنانيين والروس في حضور الوزراء اللبنانيين في اتحاد الغرف الروسية، حيث سيتمّ توقيع اتفاقات مع غرفة موسكو. كما يتخلل البرنامج لقاءات مع العديد من المقيمين مع روسيا، ولقاء مع الميتروبوليت صيقلي. أمّا يوم الثلثاء فحافل بلقاءات العمل ويختتم بسهرة لبنانية روسية ينظّمها اتحاد الغرف على أن يعود الوفد يوم الاربعاء المقبل.

في هذا الاطار، قال وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«الجمهورية» إنّ زيارة الوفد اللبناني الى روسيا تندرج في إطار خطة العمل التي وضعتها وزارة الاقتصاد والهيئات الاقتصادية منذ قرابة الشهر ونصف الشهر، بالتعاون مع وزارتي الصناعة والزراعة.

واتفقنا، ضمن خطة العمل التي وضعناها، على تشكيل خلية عمل في غرفة الصناعة والزراعة لتقوم بالتحضيرات اللازمة والاتصالات الضرورية لوضع أسماء كلّ التجار والمهتمّين في مشروع فتح أسواق جديدة مع روسيا.

واستكمالاً لهذا الموضوع، حدّدنا موعد السفر كوفد لبناني الى روسيا، خصوصاً أنه تمّ تعيين وزير للاقتصاد في روسيا الاسبوع الماضي، وتالياً سنلتقي به خلال سفرنا ونتواصل معه لوَضع آلية عمل بين روسيا ولبنان بهدف فتح اسواق جديدة، الى جانب دراسة إمكانات كلّ قطاع بشكل منفرد.

وأعلن حكيم انه حتى الان يبدو انّ روسيا تُبدي اهتماماً جدياً في قطاع المجوهرات في لبنان وقطاعي الخضار والفاكهة، ولقاؤنا مع الوفد الروسي في هذين اليومين يهدف الى فتح الطريق أمام مروحة واسعة من المنتجات اللبنانية التي يمكن تصديرها. أضاف: إنّ ذهابنا الى روسيا ليس فقط لجَسّ النبض، انما لتأسيس علاقات اقتصادية تجارية جديدة مع روسيا.

وردّاً على سؤال، قال حكيم: الميزان التجاري مع روسيا سلبيّ جداً، لكننا نهدف من خلال هذه الزيارة الى تحسين الميزان التجاري وتحسين كلّ ما يتعلّق بالتصدير.

وعمّا إذا كان من أمل لبدء التبادل التجاري مع روسيا قبل انتهاء موعد المقاطعة الروسية لأوروبا، أبدى حكيم تفاؤله من الزيارة الى روسيا، مؤكداً أنها ستكون منتجة ومفيدة، خصوصاً أنّ جودة السلع اللبنانية ونوعيتها، أكان المنتجات الصناعية أو الزراعية، ستعطينا دفعاً في العلاقة مع روسيا.

شقير

في هذا الاطار، أكّد رئيس اتحاد الغرف محمد شقير، انّ الزيارة تكتسب أهمية خاصة، لا سيما انها تفتح آفاقاً جديدة أمام الاقتصاد الوطني. وقال: «صحيح انه ليس لدينا صناعات كثيرة وإنتاج كبير، لكن لدينا صناعات ذات نوعية جيدة وعالية الجودة ومعروفة عالمياً».

وأكّد شقير: «ما نقوم به اليوم هو تكملة لِما بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وضع أسس قوية ومتينة لعلاقات صداقة بين لبنان وروسيا الاتحادية. ونحن نطمح من هذا اللقاء الى تفعيل العلاقات بين لبنان وروسيا وفتح الاسواق الروسية أمام المنتجات اللبنانية». وتوقّع شقير ان تحقّق الزيارة نجاحاً كبيراً، «انطلاقاً من الرغبة التي لَمسناها لدى المسؤولين الروس لمساعدة لبنان في هذا الاطار».

صرّاف

من جهته، كشف جاك صرّاف لـ»الجمهورية» انها وللمرة الاولى في تاريخ العلاقات اللبنانية – الروسية يسافر وفد بهذه الاهمية الى روسيا يترأسه وزيران، آلان حكيم وزير الاقتصاد وهو المسؤول الاول من الجهة اللبنانية لبحث الاتفاقات وتطوير العلاقات التجارية أكان التجارة الداخلية او الخارجية، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن.

وكنا نتمنّى ان يرافقنا وزير الزراعة اكرم شهيّب إنما يبدو انّ هناك توافقاً بأن يمثّل الحاج حسن الوزير أكرم شهيب على اعتبار انه وزير الزراعة السابق.

وعن الملفّات التي يحملها الوفد اللبناني الى روسيا، قال صراف: الملفات التي أعدّت للمناسبة تطرّقت الى مواضيع عدة، سبق وأرسلتها وزارة الاقتصاد اللبنانية الى نظيرتها الروسية، كذلك سبق لوزارة الصناعة اللبنانية أن أرسلت ملفّاتها الى نظيرتها الروسية، كما تمّ إرسال ملفات من قبل القطاع الخاص اللبناني.

والعنوان الرئيسي لهذه الملفات تبادل خبرات في مجال الصناعة، المدن الصناعية والمناطق الحرة، التبادل التجاري السلعي وتسهيل أمور الزراعة وإدخال التفاح والحمضيات، الى غيرها من المنتجات.

وأشار صرّاف الى انّه للمرة الاولى في تاريخ العلاقات يذهب وفد بهذه الأهمية وبهذا العدد من القطاع العام والخاص الى روسيا ويَلقى الاهتمام اللازم من القرار الروسي، وقد لمسنا انّ الدعم الروسي للبنان اليوم يطاول القطاعات كلها.