أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ “الوضع الأمني المقبل على لبنان أعظم من كل حرائق المنطقة”، معتبراً أنّه “كان يستحيل على لبنان إجراء الانتخابات النيابية”.
المشنوق، وفي حديث إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، أوضح أنّ “لبنان لا يستطيع أن يتحمل إجراء انتخابات نيابية في هذه الظروف لأسباب عدة، ولا يمكن للبنان أن يجريها في ظل هذا الانقسام العمودي والكبير والخطير تجاه ما يحدث في سوريا وفي المنطقة، وفي ظل الظروف الأمنية الراهنة”، مضيفاً: “هناك مخاطر أمنية كبرى قادمة أكثر وأكثر على المنطقة ولبنان، ربما من الآن وحتى سنة، والدليل ما حدث في الموصل في العراق”.
وعما هو آت أعظم بالنسبة إلى لبنان، قال: “نعم، نعم وأنا مسؤول عن كلامي، وأنا أعلنت ذلك وهذه ليست مفاجأة، ما هو قادم هو أعظم، ففي كل مكان تجري فيه الحرائق الآن، في العالم العربي ليس هناك من انتخابات على قاعدة تأمين الحاجات، فلماذا اللف والدوران حول الموضوع؟ كل الانتخابات في العالم العربي كانت وستبقى ربما لفترة طويلة تجري على قاعدة العصبية القبلية”.
ولفت المشنوق إلى أنّ “المسألة في لبنان ليست حدودية فقط، بل ترتبط بمدى تأثير الصراع في العراق على الجمهور اللبناني وتفكيره وعقله”، مشيراً إلى أنّ “لبنان وسوريا والعراق في هذا المعنى بلاد منفتحة على بعضها بنسبة مقدرتها على افتعال المشاكل، وليس على اجتراح الحلول”.
وعن وصف الوضع الأمني بالصعب، قال: “هناك مبالغة كبيرة عند من يقول كلاماً بهذه الأوصاف، الوضع الأمني في لبنان رغم كل المشاكل المحيطة به، ورغم وجود أكثر من ثلث شعبه من السوريين النازحين، لا يزال ممكن وصفه بأنّه مضبوط”.
وعن تنازل النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن ترشحهما للرئاسة، قال المشنوق: “أعتقد أنّ كلاهما لن يكونا رئيساً لا الآن ولا بعده، وهما يعلمان ذلك جيداً، فهذه مرحلة مضت”، مضيفاً: “لا أتوقع انتخاب رئيس جمهورية في المدى القريب ولا المتوسط، فهناك نقاط خلاف استراتيجية لا يمكن تجاوزها الآن، أولها مسألة التدخل العسكري في سوريا”.
وعما إذا كان “حزب الله” يحمي لبنان من “داعش”، أجاب: “كلا، من يحمي لبنان من “داعش” الجيش اللبناني والقوى الأمنية”، مشدّداً على أنّ “قرار خروج “حزب الله” من سوريا إقليمي”.
ورداً على سؤال عما إذا كان سيحاور “حزب الله”، قال المشنوق: “لا يمكن ضمان الاستقرار السياسي والحفاظ عليه واستمراره من دون الحوار مع “حزب الله”، ولا يمكن الوصول إلى انتخاب رئيس جمهورية، إلا على قاعدة الحوار مع “حزب الله”، فلا أحد يمكن أن يلغي الآخر بغض النظر عن مدى الخصومة أو المواجهة بين الأطراف”.
وعن ملف العسكريين المخطوفين، أوضح أنّ “واجب الحكومة هو الحفاظ على حياتهم والتفاوض للوصول الى حل سلمي للموضوع”.