شدد الوزير العدل اللواء أشرف ريفي على أن العدالة هي الهدف الأسمى التي نطمح إلى تحقيقه، لإنساننا ومجتمعاتنا.باعتبار أنها، تؤسس، لإقامة دولة القانون، وهي التي تحمي كرامة الإنسان، وتؤمّن أمنه وتصون حقوقه، مشيراً الى انه من دون العدالة، تنتفي دولة القانون والمؤسسات.
ريفي، وفي كلمة في مؤتمر فعاليات الدورة الثلاثين لمجلس وزراء العدل العرب بمشاركة عشرين دولة عربية، أشار الى أنه كمجتعات عربية بحاجة ماسة لتطوير مفهوم العدالة، وتعميمها على مواطنينا، كما نحن بحاجة لسنّ القوانين التي تحفظ أمن المواطن العربي، وحريته وكرامته وحقوقه.
وسأل: “أين نحن اليوم، من تطبيق القوانين الإنسانية الدولية؟ أين نحن اليوم، من النزاهة ومكافحة الفساد؟ أين نحن اليوم، من مكافحة الإرهاب؟ أين نحن اليوم، من مكافحة الجريمة الجنائية والجريمة المنظمة وبقية الجرائم، تقليدية كانت أم مستجدة؟”.
ولفت ريفي الى أن المنطقة العربية تعيشُ ظروفاً صعبة، وهذا ليس بخافٍ على أحد، مضيفًا “رغم كل الصعوبات والمحن والتحديات التي نعيشها، أرى أننا في مخاض ، وبنهاية الليل، يبزغُ الفجر ويليه النهار”. وتابع: “لم يعدْ خافياً على أحد، أن الإرهاب، قد تفشى في أغلب دولنا، وأصبح مشكلةً كبرى، تهدد الأمن والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي”.
واعتبر أن أي معالجة ناجحة للمشكلة يجب أن تنطلق من تحديد الأسباب ومعالجتها قبل النتائج. واسترسل: “كلنا يعلم أن اغتصاب فلسطين، البلد الحبيب، واحتلال أرضها، سبب موجة العنف الأولى في منطقتنا في عصرنا الحديث”.
وذكّر ريفي بـ”أننا عام 1998، وضعنا الاستراتيجية العربية لمحافحة الإرهاب، ولم يكن الغرب يومها، قد أعار هذا الموضوع، اهتماماً كبيراً. بعد أحداث 11 أيلول 2001، استفاق الغرب على هذا الأمر. لقد كنا، كعرب، سباقين في هذا المجال، لا بل كنا رواداً متبصّرين، خاصةً وأننا أكثر من يعاني من هذا الأمر، وكنا سباقين، في تجريم كل من يقاتل مع مجموعة إرهابية خارج وطنه. وكنا سباقين، في إقامة المؤسسات التي تعمل على حوار الحضارات، بدل تصارعها. وكنا سباقين، في دعم مراكز مكافحة الفساد”.
وأردف: “من موقعي الأمني السابق، ومن موقعي الحالي، كوزير للعدل في لبنان، عايشت تجربة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. المحكمة التي أُنشئت لمحاكمة المجرمين، قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار”.
وختم ريفي: “ها هي هذه المحكمة، تعطي دليلاً على صحة الرهان على العدالة، فمن دونها، أي من دون العدالة، نغرق في دماء الثأر والانتقام. وقد تغرق أولادنا والأجيال القادمة، في صراعات ثأرية، نعرف متى تبدأ ولا نعرف متى تنتهي”.