طوني رزق
إنها المديونية الكبيرة لليابان التي تجاوزت كل الخطوط الحمر، والتي ترافقت مع تدابير لرفع الضرائب ومع شلل في القطاع المصرفي. امّا النتيجة فالركود الاقتصادي السادس في خلال عشرين عاماً لتصبح عبرة لدول العالم المتحضّر خصوصاً.
عاودت اليابان في الفصل الثالث المنصرم من العام الحالي دخولها في الركود الاقتصادي، غير انّ الركود المذكور هو السادس في غضون عقدين من الزمن.
ويأتي ذلك كإنذار واضح للعالم الغربي والمتطور، وفي مقدمته الولايات المتحدة الاميركية واوروبا والدول المتطورة الاخرى. ويبدو انّ اليابان تجاوزت الخط الاحمر عندما لم تتّبع سياسات ضرائبية محفّزة للاقتصاد، وعندما لم تلزم القطاع المصرفي للاعتراف بالخسائر وإعادة بناء هيكلية الاموال الخاصة. فارتفاع الضرائب وشلل القطاع المصرفي دفعا الاقتصاد منذ العام 1997 الى الركود.
امّا الدين العام الياباني، وهو الاكبر في العالم، فقد ارتفع بين العام 1993 والعام 2013 بنسبة سنوية معدلة متوسطة 5,3 في المئة فارتفعت نسبة الدين العام الى الناتج القومي العام من 80 في المئة الى اكثر من 240 في المئة وهي نسبة تجاوزت كثيراً جداً النسَب المقابلة في 179 دولة أخرى بحسب دراسات صندوق النقد الدولي.
امّا قمة العشرين التي انعقدت في نهاية الاسبوع الماضي فقد وضعت يدها على الجرح عندما حددت العمل الذي يجب القيام به في مختلف دول العالم لعدم الوقوع بما وقعت فيه اليابان، ألا وهو الارادة السياسية.
ويوحي البعض أن تلجأ اليابان الى عدم دعم المزارعين بل دفعهم للمنافسة في ما بينهم، كما دعيت اليابان الى رفع عدد النساء العاملات واستقبال اليد العاملة الاجنبية. ويشار الى انّ اليابان تضررت كثيراً من رفع الضرائب على الاستهلاك بدلاً من اللجوء الى سياسات تحفيزية مُبكرة للاقتصاد، وهذا ما على الدول الغارقة في ديونها تجنّبه.
السوق اللبنانية
دعمت صفقة كبيرة على اسهم بنك بيبلوس العادية النشاط في بورصة بيروت الرسمية، أمس، ليبلغ حجم التداولات الاجمالية 413570 سهماً وقيمتها 1,67 مليون دولار. وسجّل تبادل خمسة اسهم من خلال 41 عملية بيع وشراء داخل الردهة.
وارتفع سعر سهم واحد، وتراجعت الأسهم الاربعة الاخرى. وسجّل تبادل 250856 سهماً لبنك بيبلوس الفئة العادية بسعر تراجع بنسبة 1,82 في المئة الى 1,61 دولار، كما تراجعت اسهم بنك بيمو فئة العام 2013 بنسبة 0,29 في المئة الى 1200,90 دولار.
وانخفضت أسهم شركة سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,35 في المئة الى 11,26 دولاراً والفئة (ب) بنسبة 0,44 في المئة الى 11,25 دولاراً، أمّا أسهم بنك عوده العادية فارتفعت اسعارها أمس بنسبة 2,25 في المئة الى 6,36 دولارات.
وفي ختام التداولات الرسمية ارتفعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0,28 في المئة الى 11,224 مليار دولار. وفي سوق القطع الاجنبي في بيروت استقرّت الاسعار الرسمية للدولار على مستوياتها السابقة، أي على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع، وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة مع استمرار التداول بالدولار عند أعلى مستوياته مقابل الليرة في السوق المصرفية، أي على 1514 ليرة.
أسواق الصرف العالمية
ارتفع اليورو أمس غداة هبوطه أمس الاوّل بعدما كان رئيس البنك الاوروبي ماريو دراغي تحدث عن سياسات جديدة لإعادة شراء السندات الحكومية لتحفيز النمو الاقتصادي. فزاد اليورو بنسبة 0,59 في المئة الى 1,2523 دولار، كذلك ارتفع سعر الجنيه الاسترليني بنسبة 0,11 في المئة الى 1,5658 دولار.
امّا الين فتابع انخفاضه بتأثير من تأخير السلطات اليابانية تنفيذ رفع الضرائب على المبيعات وسط التقارير الجديدة عن وقوع الاقتصاد الياباني بمرحلة جديدة من الركود الاقتصادي، كما أظهرته نتائج الفصل الثالث من العام الجاري.
وجرى تبادل الين عند مستوى 116,54 يناً على رغم تسجيل بعض التحسّن نتيجة تراجع الدولار الاميركي عموماً في مقابل العملات الرئيسية الاخرى. فقد زاد الدولار الاوسترالي بنسبة 0,16 في المئة الى 0,8722 دولار، كما تراجع الدولار بنسبة 0,15 في المئة الى 1,1291 دولار كندي، وبنسبة 0,58 في المئة الى 0,9593 فرنك سويسري.
الأسهم العالمية
ارتفعت الاسهم الاميركية عموماً أمس في بورصة وول ستريت مع انتعاش الاسهم الاوروبية بدعم وتحسّن مؤشر الثقة في المانيا، فزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0,07 في المئة الى 17647,75 نقطة، كما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,07 في المئة الى 2041,32 نقطة.
لكنّ مؤشر ناسداك كان منخفضاً بنسبة 0,37 في المئة الى 4671 نقطة. وفي أوروبا ارتفعت الاسهم، ليصعد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,50 في المئة الى 6705,15 نقطة، ومؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,72 في المئة الى 4256,72 نقطة، ومؤشر داكس الالماني بنسبة 1,15 في المئة الى 9413,10 نقطة.
وفي اليابان ارتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 2,18 في المئة، ليقفل على 17344,06 نقطة، لكنّ مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ تراجع بنسبة 1,13 في المئة الى 23529,17 نقطة.
الذهب
ارتفعت اسعار الذهب أمس بعد الظهر بنسبة 1,13 في المئة الى 1196,90 دولاراً للاونصة، كما ارتفعت اسعار الفضة بنسبة 1,05 في المئة الى 16,23 دولاراً للاونصة، واستعاد الذهب ارتفاعه مع تراجع الدولار في اسواق الصرف أمس. وتلقى الذهب دعماً ايضاً من اتجاه البنك المركزي الاوروبي نحو سياسات تحفيز الاقتصاد من خلال اعادة شراء السندات.
النفط
ارتفع سعر النفط الاميركي قليلاً أمس في نيويورك، أي بنسبة 0,03 في المئة الى 75,66 دولاراً للبرميل، لكنّ سعر مزيج برنت الخام في اوروبا تراجع بنسبة 0,32 في المئة الى 79,06 دولاراً للبرميل. ويتوقع ان تبقى أسعار النفط ضعيفة حتى اعلان منظمة اوبك قراراتها في اجتماعاتها التي سوف تعقد في 27 تشرين الثاني الجاري.