IMLebanon

«بلومبيرغ»: دول الخليج مهيأة أفضل من السابق لمواجهة تراجع أسعار النفط

OilPriceDollar
رزان عدنان
ذكرت نشرة بلومبيرغ الإخبارية على موقعها أمس أن التراجع الذي بلغ %28 في أسعار النفط خلال هذا العام لم يؤثر حتى الآن على ثقة المستثمرين بالسندات في أثرى دول منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت النشرة أن الدول الخليجية اليوم مهيئة بشكل أفضل لمواجهة تراجع أسعار النفط، مقارنة بما شهدته الأسعار خلال الأزمة المالية في 2008، مشيرة إلى أن متوسط سعر خام برنت بلغ 109 دولارات منذ يناير 2009، الأمر الذي مكّن أغنى الدول النفطية من تكديس الكاش، إذ عززت من جانبها المملكة العربية السعودية احتياطياتها من الصرف الأجنبي بنسبة %68، لتبلغ 739 مليار دولار منذ عام 2008، بينما نمت احتياطيات الكويت وقطر والإمارات بمعدلات أسرع وفق بيانات جمعتها النشرة.

يقول المحلل الائتماني في شركة إس جي سيمور في بانغالور بالهند ديبتي إس إم: «بإمكان دول التعاون الصمود بوجه أسعار الطاقة المنخفضة حالياً». وأضاف أنه في حين يعتمد تأثير ذلك على مدى استمرار تراجع الأسعار، فإن هذه الدول استطاعت أن تكدس احتياطيات وأصولاً قوية في صناديقها السيادية بشكل يحافظ على ربط عملاتها ومالياتها.

الاحتياطيات النقدية

يقول مدير التصنيفات السيادية في وكالة ستاندرد آند بورز تريفور كوليمان إن الفوائض المالية لدول التعاون ينبغي أن تساعدها لمدة عامين مقبلين على الأقل. وأضاف أن النظرة الائتمانية للوكالة بالنسبة للمملكة إيجابية ومستقرة بالنسبة لأبوظبي وقطر والكويت وعُمان والبحرين، بينما لا تملك الوكالة تصنيفاً سيادياً منفصلاً لدولة الإمارات.

إلى هذا، تضاعفت احتياطيات الصرف الأجنبي لقطر ثلاث مرات منذ عام 2008 لتبلغ 43 مليار دولار، بينما نمت في الكويت بنسبة %83 لتبلغ 30 مليار دولار، والإمارات بنسبة %146 لتبلغ 78 مليار دولار. يقول كوليمان «تملك هذه الاقتصادات فوائض مالية كبيرة، إلى جانب استثمارات محلية وفي الخارج» مشيراً إلى أن الأصول متوافرة لدى دول التعاون لدعم اقتصاداتها أثناء تراجع النشاط الاقتصادي.

من جهة أخرى، عبّر المنتجون الخليجيون عن قلقهم من تراجع أسعار النفط، إذ عقد مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للبترول في الكويت اجتماعاً استثنائياً في 16 نوفمبر لمناقشة تأثير تراجع الأسعار على إيرادات الحكومة.

أما وزير النفط الإيراني بيجان زنغانة، فقد زار الإمارات أمس للقاء نظيره ومناقشة سبل دعم الأسعار.

دور إيجابي

صّرح ولي العهد السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قمة مجموعة العشرين بأن المملكة ستستمر في لعب دور إيجابي ومتوازن لدعم الاستقرار في أسواق النفط.

أما المحلل في شركة منار لاستشارات الطاقة ومقرها دبي روبن ميلز، فذكر أن تراجع أسعار النفط قد يفضي بالحكومات الخليجية إلى قطع دعم الوقود لتعزيز ميزانياتها.

وتعد الإمارات العربية المتحدة من بين دول المنطقة التي تنظر في سياسات الدعم لديها، وفق هارالد فينغر الذي يترأس محادثات الفريق الاستشاري لصندوق النقد الدولي مع الحكومة الإماراتية.

وكان فينغر ذكر «ناقشنا موضوع الدعم، وهو أمر بدأت أبوظبي تمعن النظر فيه». وأضاف «إن تقليص الدعم واستبداله بتدابير تستهدف المحتاجين سيكون سياسة جيدة».