مؤخرا احتفلت شركة الإعلام الاجتماعى تويتر بمرور عام على طرح أسهمها فى البورصة، وعلى الرغم من الإطراء الذى حصلت عليه منذ تأسيسها، يختلط الأمر على المستثمرين ولا يمكن التكهن بمستقبلها. البعض متفاءل بها ويعقد انها العملاق الجديد للإعلان الرقمى، فى نفس مكانة جوجل وفيسبوك. فى حين يرى آخرون آفاق خيبة أمل. وعلى الجانب الآخر، المدير التنفيذى للشركة ديك كوستولو وعد عملاءه بـ « أكبر شبكة اجتماعية فى العالم « .
منذ تأسيسها فى عام 2006 استحوذت تويتر على اهتمام الجميع، من الملكة إليزابيث إلى أصغر مدون فى أصغر مدينة. تأثيرها لم يقتصر على الدور السياسى فى إشعال ثورات، بما فيها الربيع العربى، فكانت أيضا التى نقلت خبر الغارة الأمريكية على مخبأ أسامة بن لادن .
ويقول خبراء بنك ويلز فارجو الاستثمارى إن تويتر حصلت على أكبر دعاية مجانية حصلت عليها أى شركة فى تاريخ الرأسمالية .
ويقدر عدد مستخدمى تويتر بنحو 25 مليون مغرد شهريا . 20٪ منهم من أصحاب الهواتف الذكية فى الولايات المتحدة .
سجلت الشركة إيرادات فصلية مؤخرا بنحو 361 مليون دولار بزيادة نسبتها 100٪ على نفس الفترة من العام الماضى . ولكن جهود شركة التواصل الاجتماعى لتحسين مشاركة المستخدمين ومعدلات النمو تأخذ وقتا أطول من المتوقع، مما أدى إلى موجة من خفض سعر السهم لاسيما بعد إعلان نتائج أعمال الشركة إذ تراجع سهم تويتر بنحو 10٪.
يذكر أن خدمة الرسائل الفورية، التى تسمح بكتابة تغريدات حتى مائة وأربعين حرفاً للرسالة الواحدة، خفضت نظرتها للجدول الزمنى لكل مستخدم بواقع سبعة فى المائة فى الربع الثالث. لكن أسهم تويتر تراجعت 10٪ إلى أدنى مستوى فى أربعة أشهر، بينما كانت قد انخفضت بالفعل نحو 24٪ هذا العام.
قاعدة مستخدمى تويتر نمت أيضا بمعدل أبطأ، بنسبة 23٪ بعد أن كان معدل النمو فى 2013، نحو 50٪ مما أثار مخاوف من أن الشبكة الاجتماعية تخسر أرض خدمات الهاتف المحمول الجديدة لصالح منافسين مثل واتس أب وإينستاجرام فضلا عن آخرين أكبر مثل الفيسبوك.
ترغب شركات العلامات التجارية فى الوصول إلى المستهلكين برسالة مباشرة بحسب اهتماماتهم وموقعهم وفى التوقيت المناسب وكل هذا توفره لهم تويتر.
وقد نجحت تويتر فى مضاعفة إيراداتها 4 مرات منذ عام 2012 إلى 1.4 مليار دولار هذا العام كما هو متوقع . ومثل كثير من شركات التكنولوجيا، ارتفعت القيمة السوقية للشركة . ففى عام 2009 كانت قيمتها مليار دولار لكنها الآن تتجاوز 25 مليارا.
ورغم انتشار شعبية موقع تويتر للتواصل الاجتماعى فإن هذا النجاح لم يترجم بعد إلى أرباح حيث سجلت خسائر فصلية بواقع 175.5 مليون دولار فى الربع الثالث هذا العام، مقارنة بخسائر 64.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى .
كان بيز ستون، وهو من المؤسسين الأوائل لتويتر قد قال فى تعليق له على خسائر الشركة قبل عامين: «نحن ما زلنا فى المراحل المبكرة لزيادة إيرادات تويتر. خدمة تويتر هى كالطفل الذى بدأ للتو بتعلم المشي، وأمامه الآن مستقبل طويل وإمكانيات كثيرة.»ومع ذلك لم يتغير الوضع كثيرا، من حيث تحقيق أرباح، حتى الآن .
فى البداية كان مستخدمو الشبكة يستقبلون «التغريدات» كرسائل نصية على هواتفهم المحمولة، وهو ما منح تويتر ميزة تنافسية أمام الشركات الأخرى التى تحتاج إلى تعقيدات التنقل من الحواسيب المكتبية إلى الأجهزة المحمولة . واليوم 75٪ من عائدات الإعلانات على تويتر يأتى بالفعل من الهواتف المحمولة .
حتى الآن، أهمية تويتر الثقافية تفوق أهميتها التجارية. فلا تزال غير مربحة وفقا لمبادئ المحاسبة العامة، وليس من المتوقع أن تتغير حتى عام 2017 على أقل تقدير.
عندما تم طرح أسهم تويتر للاكتتاب العام العام الماضى، بدا انها تستطيع منافسة فيسبوك ومن ثم جوجل عمالقة الانترنت. لكن يبدو الآن أن تويتر لن تصل الى هذا المستوى. مؤخرا تباطأ نمو مستخدميها، وخلال فترة تقل عما حدث لفيسبوك. وفيسبوك اليوم لديها 1.4 مليار مستخدم نشط شهريا، بما يزيد على تويتر بأربع مرات. الأمر الذى يثير مخاوف من تكرار سيناريو سابق لشبكة »ماى سبيس« الاجتماعية التى تأسست عام 2003 وكانت ذات شعبية فائقة وصلت إلى ذروتها عام 2008 بمعدل 75.9 مليون زيارة متفردة شهريا بالولايات المتحدة قبل أن يأفل نجمها وتختفى من الساحة بحلول عام 2011 .
ويمكن توصيف التحديات التى تواجه الشركة فى: التعقيد، والمنافسة، والثقافة. فتويتر أجرت فى العام الماضى تعديلات لتيسير عملية التسجيل والعثور على مستخدمين آخرين لمتابعتهم، ولكن من أجل زيادة انتشارها تحتاج إلى إعادة تصميم الموقع مرة أخرى.
يعتمد نجاح الإعلان الرقمى على جمع البيانات بدقة، وهو ما تتفوق فيه فيسبوك على تويتر لانها تتيح للمعلنين الوصول إلى المستخدمين بناء على اهتماماتهم مع ما توفره من بيانات تفصيلية تجمعها فيسبوك، بما فى ذلك سنة الميلاد، وما شابه ذلك.
منذ تأسيسها تضررت الشركة كثيرا من الصراعات الداخلية. كوستولو أصبح المدير التنفيذى الثالث لتويتر عندما كان عمر الشركة أربع سنوات فقط . وعلى مدى الأشهر الستة الماضية العديد من قيادات الشركة التنفيذيين مثل المدير التنفيذى للعمليات، والمدير المالى حيث كانت هناك رؤى متنافسة لمستقبل الشركة بين هؤلاء .
تعتزم تويتر مواصلة التوسع، سواء من خلال زيادة قاعدة المستخدمين الخاصة بها أو تقديم الإعلانات لمستخدمى التطبيقات الأخرى للهواتف المحمولة حيث يدرك كوستولو مدى الحاجة إلى الاحتراس من الشركات الأصغر مثل الواتس آب (المملوكة الآن من قبل فيسبوك) وسناب شات، التى تستحوذ على اهتمام المستهلكين الشباب.
///////
تويتر.. الشبكة المفضلة للإرهابيين:
دعا روبرت هانيجان، مدير مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية – إحدى وكالات الاستخبارات البريطانية ــ لوضع «اتفاق جديد» مع شركات الإنترنت، قائلا إن عليها المساعدة فى حماية المواطنين الملتزمين بالقانون موضحا ان مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك وتويتر تمثل الشبكات المفضلة للقيادة والسيطرة من جانب تنظيم «الدولة الإسلامية» والمنظمات الإرهابية الأخرى .
وأضاف هانيجان إن معظم الشركات الأمريكية التى تدير مواقع التواصل الاجتماعى «تنكر الدور الذى تلعبه فى تسهيل الإرهاب». وطالب الشركات بالتعاون بصورة أكثر حماسا مع أجهزة الاستخبارات لمراقبة حركة المرور الإلكترونية. وكتب هانيجان فى صحيفة فايننشال تايمز البريطانية «لا يحتاج الراغبون فى الانضمام للجهاديين هذه الأيام للبحث فى مواقع إلكترونية محصنة بكلمات سر.. يمكنهم تتبع الشباب الآخرين الذين يكتبون حول مغامرتهم فى سوريا، كما يفعلون فى أى مكان آخر».
تويتر يتعاون مع ساوند كلاود لإطلاق عصر التغريدات الموسيقية
- قرر موقع التواصل الاجتماعى تويتر تسهيل استماع مستخدميه إلى الأغاني، حيث يمكن للأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية أو الكمبيوتر اللوحى تشغيل أغنية أو تسجيل صوتى مدمج مع إحدى التدوينات الصغيرة (تغريدة) التى يستقبلها عبر موقع تويتر باستخدام تطبيق يسمى «تويتر أوديو كارد».
ويحتاج استخدام هذه الخاصية الجديدة إلى الاشتراك «كشريك» فى موقع التسجيلات الموسيقية الألمانى ساوند كلاود الذى سيتيح كل أرشيفه الموسيقى للبث عبر تدوينات تويتر.
كان موقع تويتر قد أطلق فى السابق تطبيقا لتشغيل الموسيقى بهدف استقطاب المزيد من المستخدمين الذين يعشقون سماع الموسيقى لكن التطبيق فشل فى إقناع المستخدمين وأوقفه الموقع فى إبريل 2013 . وظهرت تكهنات عن احتمال استحواذ تويتر على موقع ساوند كلاود. ولكن موقع التدوينات الصغيرة نفى هذه التكهنات. رغم نجاحها الباهر حتى الآن، فإن تويتر قد لا ترقى إلى طموحات المستثمرين من حملة أسهمها .