وجه رئيس حزب “الكتائب” الرئيس أمين الجميّل، عشية عيد الإستقلال، تحية الى الرئيس الشهيد رنيه معوّض وعائلته للإستمرار بمسيرته، قائلاً: “نحن اول من بدأ مسيرة المقاومة في سبيل تحصيل الاستقلال في لبنان، وكل مرة قدمنا الشهداء استمرينا في مسيرتنا في الوطن”.
الجميّل، وفي حديث ضمن برنامج “كلام الناس” على قناة الـ”LBCI”، رأى أنّ “اقتراح النائب ميشال عون الأخير حول حصر الترشيح بينه وبين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للرئاسة هو إلغاء للديموقراطية”، وأضاف: “لا يمكن ان نفهم منطق الغاء حق الناس بالترشح للرئاسة، والنظام الديمقراطي يفتح المجال أمام الجميع بالترشح الى موقع رئاسة الجمهورية”.
وتابع: “لا يمكن اختزال كل اللبنانيين بشخصين، وارفض ان نفرض على اللبنانيين هكذا منطق. إنّنا نريد فك اسر مجلس النواب المحتجز تماماً مثل الرهائن في عرسال، والفريق الآخر يعطل النظام الديموقراطي ويعرقل كل شيء”، مشيراً إلى أنّه “لا يمكن استعمال البنود الدستورية لتعطيل الحياة الديموقراطية في البلد”.
وقال الجميّل: “ترشيحي للرئاسة قائم، وتداولت مع الرئيس سعد الحريري الواقع البرلماني وتباحثنا كيفية فك اسر المجلس النيابي”، مضيفاً: “نريد رئيساً يطمئن الناس، وهمّي ان نجمع اللبنانيين مع بعضهم البعض. والرئيس المقبل يجب ان يحصن الداخل ويحاور في الخارج”.
وتابع: “سنحاول الوصول الى حل لمشكلة رئاسة الجمهورية، وقوى 14 آذار بلغتني ارادتها بترشيحي للرئاسة”، لافتاً الى أنّ “موقفنا من التمديد كان مبدئياً، واصرّينا وبقينا عليه، ولم اعاتب الرئيس نبيه بري على دعمه التمديد للمجلس”.
وأوضح الجميّل أنّ “الكرة الرئاسية ليست بمرمى جعجع، بل بمرمى من يعطل النصاب”، مؤكداً أنّ “هناك إستحالة بوصول عون أو جعجع إلى الرئاسة”.
ورداً على سؤال، أجاب: “8 آذار غير “مشدرقين” فييّ، ويمكن 14 آذار مش قادرين يطلعوا مني”، معتبراً أنّه “لا يجوز ان نعوّل على الخارج، وعلينا الاتكال على انفسنا وحل امورنا سوياً”.
ورأى الجميّل أنّ “التمديد هو نتيجة مسار خاطئ”، لافتاً إلى أنّه “كان يجب ان يكون هناك من يعارض هذا المسار الخاطئ، لانّه ليس من الطبيعي ان يتفق الجميع على التمديد”.
وقال: “نحن جاهزون للانتخابات غداً اذا ابطل المجلس الدستوري قانون التمديد”، مشدّداً على أنّ “الرئيس التوافقي لا يعني رئيساً بلا لون او طعم”.
وعن امكانية ترشيح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة او قائد الجيش العماد قهوجي لرئاسة الجمهورية، قال الجميّل: “نحن ضدّ تعديل الدستور على قياس اشخاص”.
وأكد أنّه “لا يمكن لايّ بلد ان يستقر بوجود جيشين على ارضه”، معتبراً أنّه “من غير المنطق بقاء جيشين وسلاحين على ارض لبنان، ومن المستحيل نزع سلاح “حزب الله”.
وقال الجميّل: “موقفنا الحياد وعدم التورط بايّ عمل خارج حدود لبنان”، لافتاً الى أنّ “الحوار ضرورة في ايّ ظرف من الظروف، ولا خيار امامنا سوى الحوار”.
وحول موضوع سلامة الغذاء، قال إنّ “هناك مآخذ على وزير الصحة أبو فاعور لناحية طرح اسماء شركات ومؤسسات غذائية كبرى في البلد”، لافتاً الى أنّ “التشهير من قبل ابو فاعور هو بمثابة حكم الاعدام على المؤسسات”، وأضاف الجميّل: “يجب تنظيم محاضر وارسال انذارات الى المطاعم والمؤسسات قبل التشهير بها، وسلامة الغذاء امر مقدس لدى اللبنانيين”، مشيراً إلى أنّ “ضرراً كبيراً أصاب بعض المؤسسات في موضوع حملة سلامة الغذاء في لبنان”.
وعن القانون الانتخابي، شدد الجميّل على ان الكتائب من اكثر الكتل المنتجة على صعيد قوانين الانتخاب، وقال: “يهمنا القانون العادل، والقضاء لم يعد صالحاً كدائرة انتخابية واذا اردنا الوصول الى الشراكة الحقيقية فيجب اعادة النظر بتقسيم الاقضية لان تكوينها الحالي يتناقض مع التمثيل المنصف والحقيقي”.
وعن عقد جلسة نيابية لتفسير المادة 24 من الدستور كما طلب عون، قال: “فليشارك عون في جلسات انتخاب الرئيس”.
وبالانتقال الى الشأن السوري، اكد ان موضوع سوريا اكبر من لبنان، وقال: “نحن حذرنا من ذلك وتبين اننا على حق، ومازالنا على موقفنا”. ورأى ان القضية السورية معقدة جدا ومن الصعب ان تتوحد سوريا وتستقر في القريب العاجل بسبب الفرز الحاصل، ولفت الى ان الرئيس السوري بشار الاسد يواجه عقدة كبيرة وهي كيفية تمويل اعادة بناء سوريا في حين انه لا يتحاور مع احد في الجوار.
الجميّل اعتبر ان داعش لم تُخلق لاسباب دينية بل هي ردة فعل للمد الايراني، معتبراً ان تفكك الانظمة فتح المجال لانتشار الاصولية ولبنان يدفع ثمن هذا الوضع الجديد. وتابع: “يُظهر الشعب اللبناني في ظروف معينة ان لديه قدرة للالتفاف حول بعضه وابتكار الحلول عندما يكون البلد بخطر، وتحذيرات وزير الداخلية نهاد المشنوق يجب ان تحثنا على تفعيل الحوار الذي تحدث عنه الحريري وتحصين الساحة الداخلية وصب كل الجهد على الاستقرار”.
وفي موضوع النازحين السوريين، اشار الى ان على الاجهزة اللبنانية والسورية ان تنسق مع بعضها لحل هذا الملف اضافة الى موضوع الامن.
ووصف الرئيس الجميّل جريمة بتدعي بالكارثة لان هذه المنطقة تتميّز بالتعايش واذا لم يتم القاء القبض سريعا على الجناة اخشى ان تتطور هذه الحادثة وتأخذ ابعادا اخرى.