أوضح النائب مروان حمادة أنّه وبعد جلسة التمديد للرئيس إميل لحود في العام 2004، قرّر والوزيرين غازي العريضي وعبدالله فرحات تقديم إستقالتهم من الحكومة إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: “استقالتنا من الحكومة كان تعبيراً عن رفضنا للتمديد للحود. لم ينزعج الحريري من عدم تصويتنا للتمديد لأنّ قرارنا كان يتماشى مع ما كنّا اتفقنا عليه بعد عودته من دمشق في 26 آب”.
حمادة، وفي اليوم الرابع من إدلائه بالشهادة أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أشار الى انّ حضور جلسات مجلس الوزراء التي كان سيترأسها لحود بعد تمديد ولايته يعتبر موافقة على تمديد الولاية ويتعارض مع موقف فريقه. وأضاف: “كان هدف الرئيس لحود أن يسيطر على كل السلطات وأن نصبح مجرد تابعين له”.
وأشار الى أنّ الضغوط السورية كانت تهدف لتحويل النظام في لبنان بشكل فادح، فالمجلس النيابي والحكومة أصبحا دمى بيد النظام السوري، أمّا الرئيس الرئيس الحريري فحرص على امتصاص غضب السوريين بعد إقرار القرار 1559 في مجلس الأمن، وكان حريصًا على تهدئة مشاعرهم إزاء القرار. وأضاف: “الوزير فارس بويز تقدم باستقالته قبل يوم من تقديم استقالتنا”.
حمادة تابع قائلاً: “الاحتلال السوري أصبح يترجم من خلال فرض تعديلات دستورية مهمة على اللبنانيين، فالنظام السوري فرض شخصيات على الرئيس الحريري لضمهم إلى لوائحه الإنتخابية، بحيث أنّ غازي كنعان فرض 3 مرشحين على اللائحة في انتخابات عام 2000 وكان الرئيس الشهيد يسمّيهم بـ”الغواصات السورية”. فالسوريون اعتبروا أن تقسيم بيروت إلى 3 دوائر سيقسّم نفوذ الحريري لكن المفاجأة جاءت بفوزه في كافة دوائر بيروت”.
ولفت الى أنّ الرئيس الحريري كان يقوم بالتسويات لمصلحة لبنان وقد قبل بالمرشحين الثلاثة على لائحته لتفادي الصدام مع السوريين، مشيرًا الى أنّ النظام السوري كان يفرض على النائب وليد جنبلاط ضم أشخاص على لوائحه الإنتخابية في الجبل”. وأبدى حمادة أسفه لأنّ المعارضة حينها كانت تتّجه إلى مرحلة مهمة في مستقبل لبنان وهي انتخابات عام 2005.
حمادة أوضح أنّ جنبلاط رفض مرتين طلب إضافة مرشح إلى لوائحه في الشوف مرة لحافظ الأسد ومرة لبشار الأسد، وأنّ الرئيس الحريري كان يخبرهم أنّ استقرار الحكومة اللبنانية سيضمن سلامته الشخصية، كما كان يخطط لتأليف حكومة وحدة وطنية والسماح بالتحضير لانتخابات الـ2005، وأضاف أنّ السوريين جعلوا الحريري يشعر أنّهم سيتركونه في السلطة بعد قبوله بالتمديد.
وردًا على سؤال، أكّد أنّ “لقاء قرنة شهوان” كان ركيزة في المعارضة دعمه البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير وتضمن قادة مسيحيين فقط. وأنّ أعضاء قرنة شهوان طالبوا مراراً بانسحاب القوات السورية من لبنان وكانت روحيته تتطابق مع نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول من العام 2000. إنّ هدف اللقاء كان توسيع مجال المعارضة في لبنان لتشمل طوائف وأحزاب أخرى. واستطرد قائلا إنّ البطريرك صفير كان من أهم الشخصيات التي اعترضت على أداء النظام السوري في لبنان. وأضاف أنّه تغيّر اسم “قرنة شهوان” إلى “لقاء البريستول” نسبة إلى مكان إنعقاده في فندق “البريستول” وإنضم أعضاء جدد إليه.
وختم حمادة بأنّ وثيقة البريستول انتقدت محاولات تحويل لبنان من نظام ديمقراطي إلى نظام رئاسي، وأنّ فندق “البريستول” أصبح رمزاً لحقبة كاملة من معركة المعارضة حتى اغتيال رفيق الحريري الذي كان المحرك الأساسي لعملية إعمار لبنان.