IMLebanon

أول مؤتمر لمصرف لبنان عن الشركات الناشئة:فرص للشباب لتنشيط قطاع المعرفة والتكنولوجيا

ConferenceBanqueLiban
باسكال صوما

يبدو لافتاً للانتباه في ظلّ الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تعيشها مختلف القطاعات، أن تنطلق أمس أعمال «مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال 2014»، بحضور جمع رواد الأعمال ومستثمرين من عشرات البلدان حول العالم.
والمؤتمر الذي كان بمثابة منصّة أمل للاستثمار والتقدّم، لا سيما لفئة الشباب حيث فاقت نسبة البطالة في صفوفهم 34 في المئة، هو أول مؤتمر دولي في لبنان ينظمه «مصرف لبنان» حول الشركات الناشئة. وضم المؤتمر أكثر من 50 متحدثا من أكثر من 20 دولة، إضافةً إلى عارضين من شركات ومصارف وجامعات مهتمة بالمشاريع الصغيرة والشركات الناشئة، إذ عرض المتحدثون مخططات النجاح ووجهات نظرهم من أجل إنجاح الشركات الناشئة بالتركيز على التوجيهات المستجدة والابتكارات الثورية، واستراتيجيات وفرص وتحديات الاستثمار.
القطاعات الناشئة
وفي الافتتاح في «فوروم دو بيروت»، رأى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان «التعاون القائم بين القطاعات الناشئة والقطاعات الاقتصادية التقليدية الأخرى في لبنان، سيساهم حتما في تعزيز الجودة والفعالية والقدرة التنافسية». وأشار إلى أن «المعرفة هي أغلى سلعة في عالم اليوم، باعتبار أن القيمة السوقية لشركات هذا القطاع تجاوزت قيمة الشركات التي تتعامل بالسلع التقليدية أو تمارس أنشطة تقليدية»، لافتاً الانتباه إلى أن ّ»لبنان يستطيع الافادة من قطاع المعرفة، بفضل رأسماله البشري الكفوء، فيزيد بالتالي ثروته ويحسّن إجمالي الناتج المحلي من أجل خلق فرص عمل وفتح آفاق جديدة لمن لديه القدرات الفكرية».
وذكر بأن «لمصرف لبنان تعميما يشجّع المصارف اللبنانية على الاستثمار في شركات هذا القطاع»، موضحاً أن «مصرف لبنان يسعى إلى إرساء تعاون بين القطاع المالي وقطاع المعرفة الحديث النشأة، فهو ملتزم بتقديم ضمانات للمصارف التي تستثمر في الشركات الناشئة أو في الصناديق المتخصصة بالاستثمار فيها».
ولفت الانتباه إلى أنه «حتى هذا التاريخ، قام العديد من المصارف بتخصيص الأموال اللازمة لهذا النوع من الاستثمار. ونحن ندعو جميع المصارف العاملة في لبنان إلى أخذ مبادرة مماثلة».
وأضاف: «يحرص مصرف لبنان أيضا على تقديم الدعم اللازم لإنشاء شركات مسرّعة للأعمال لتطوير هذا القطاع، وهو لذلك يضمن بنسبة 100 في المئة هذا النوع من الاستثمار في أنشطة مماثلة. ويسعى جاهدا إلى إفادة هذا القطاع من المعرفة والخبرات العالمية».
ولفت الانتباه إلى أنه «في الوقت المناسب، سيبتكر مصرف لبنان الحوافز المالية التي تؤمن السيولة اللازمة لإنجاح عمليات طرح الأسهم العام الأولي واستعمالها من قبل مصارف الاستثمار والشركات المالية اللبنانية».
تحقيق النمو
من جهته، رأى رئيس «جمعية المصارف» فرانسوا باسيل أن «الشركات الناشئة تلعب دوراً كبيراً في النمو الاقتصادي، لا سيما أن المعرفة والتكنولوجيا والتطور مفاهيم دخلت في ثقافتنا كلبنانيين، حتى باتت جزءاً من الشخصية اللبنانية». ورأى أن «المستثمر اللبناني يمتلك مزايا عديدة كالقدرة على التواصل والإقناع، إضافةً إلى المعرفة والقدرة على الابتكار». وشدد على أهمية «دعم هذا النوع من المشاريع الحيوية الجديدة لفئة الشباب، لا سيما النساء».
مجالات عمل
ورأى رئيس «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان» محمد شقير أنّ «المستقبل هو للقطاع الخاص أساسا كونه قادرا على ابتكار المشاريع المتوسطة والصغيرة التي من شأنها فتح المجال لفرص العمل». وأوضح أنّ «هناك مجالات عديدة في لبنان للاستفادة منها والاستثمار فيها، إنما علينا التخطيط وتركيز اهتمامنا على الشباب». ثمّ استدرك بالدعوة لانتخاب جديد للجمهورية، «لأنّ نجاح هذه المشاريع رهن بالاستقرار السياسي والأمني وبالتالي الاقتصادي والتأخير في الانتخاب يضرّ بكل القطاعات».
ورأى سفير بريطانيا في لبنان توم فليتشر أن «لبنان الطاقات والاستثمار هو لبنان الحقيقي، مهما كثرت صور الحروب والإرهاب، إذ سيبقى الأمل والمواهب الشبابية المميزة واقفاً في وجه أي شيء». ونوّه «بالقدرات اللبنانية والطاقات الشبابية»، مشدداً «على أهمية دعم المشاريع التي من شأنها أن تخلق فرص العمل وتحرك العجلة الاقتصادية وتحقق النموّ المرجوّ».