ايلي قهوجي
لم يطرأ تغيير يذكر على الأجواء الضبابية السائدة في البلاد والتي تتفاعل معها الأسواق المالية، إن من حيث مصير الطعن في قانون تمديد ولاية مجلس النواب مجدداً أمام المجلس الدستوري الذي سينعقد اليوم لهذه الغاية، أم من حيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الجديد الذي دعي اليه مجلس النواب في العاشر من الشهر المقبل وللمرة الـ 16 غداة تعذر انعقاده أول من امس لعدم اكتمال نصابه القانوني. ولم يكن لاعلان رئيس مجلس النواب عن وجود مؤشرات ايجابية لديه تساعد على انتخاب رئيس للجمهورية بالتزامن مع ابداء أحد أبرز المرشحين لهذا المنصب استعداده لخوض هذه الانتخابات إذا حصل على تعهد مسبق من رؤساء الكتل النيابية لحصر المنافسة بمرشحين فقط يفوز أحدهما به… أي وقع على الأسواق حتى الآن، بدليل أن المتعاملين في بورصة بيروت آثروا أمس أيضاً التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربتهم الصكوك المالية المدرجة على لوائحها. وأدى ذلك الى استمرار التباعد بين العروض والطلبات التي تناولتها في كل ما يتعدى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات منها كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها لترتيب محافظه المالية وفقاً لقاعدة العرض والطلب، أو من خلال صفقات خاصة على كميات كبيرة نسبياً دفعة واحدة وبسعر يحدد بالتراضي بين الجهتين البائعة والشارية. وفي هذا المجال اندرج أمس تبادل 108000 سهم عادي من “بنك بيبلوس” بـ 1٫60 دولار للسهم الواحد في قطاع المصارف الذي شهد عمليات عادية على صكوك أخرى ارتفعت بموجبها شهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” من 9٫50 دولارات الى 9٫55 (زائد 0٫52 في المئة) وأسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية A من 101٫40 دولار الى 103٫00 (زائد 1٫57 في المئة) وأسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة من 8٫77 دولارات الى 8٫80 (زائد 0٫34 في المئة) علماً أن أسهم “بنك بيبلوس” العادية أقفلت بـ 1٫60 دولار في مقابل 1٫61 (ناقص 0٫62 في المئة).
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبت أسهم “سوليدير” بين أعلى على 11٫40 دولاراً وأدنى على 11٫20 دولاراً، الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ 11٫35 دولاراً في مقابل 11٫38 (ناقص 0٫26 في المئة) والفئة “ب” بـ 11٫28 دولاراً في مقابل 11٫29 (ناقص 0٫08 في المئة).
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف مقداره 0٫09 نقطة ونسبته 0٫01 في المئة على 1174٫59 نقطة، في سوق هادئة على ترقب تبودل فيها 208896 صكاً قيمتها 1٫236٫981 دولاراً، في مقابل تداول 99119 صكاً قيمتها 981٫288 دولاراً أول من أمس.
تردد الأورو صعوداً وتباين البورصات عالمياً
في الخارج، أظهر الأورو تردداً في الارتفاع وخصوصاً ازاء الدولار الذي لقي دعماً أمس من تراجع عدد طالبي اعانات البطالة في الولايات المتحدة 2000 الى 291 ألفاً الأسبوع الماضي وارتفاع المؤشر المركب Leading Indication الذي يعده مجلس المؤتمر لقياس المنحى الذي يتخذه الاقتصاد الاميركي خلال الأشهر الستة المقبلة من 0٫7 في المئة في أيلول الى 0٫9 في المئة في تشرين الأول وارتفاع المؤشر الذي يعده مصرف الاحتياط في فيلادلفيا لقياس تطور النشاط الصناعي في منطقته من 2٫07 في تشرين الأول الى 40٫08 في تشرين الثاني وارتفاع أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة بنسبة 0٫1 في المئة في تشرين الأول شأنه في أيلول بالتزامن مع زيادة مبيعات الشقق السكنية فيها بنسبة 1٫5 في المئة في تشرين الأول الى 5٫26 ملايين وحدة في مقابل 5٫18 ملايين وحدة في أيلول والتي حجبت كلها تراجع مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة من 55٫9 نقطة في تشرين الأول الى 54٫7 في تشرين الثاني. وكان سبق ذلك ان عانى الأورو تراجع ثقة المستهلكين في منطقته من ناقص 11٫1 في تشرين الأول الى ناقص 11٫6 في تشرين الثاني وتراجع مؤشر مديري المشتريات المركب فيها من 52٫1 نقطة الى 51٫4 في الفترة عينها، فأقفل في نيويورك بـ 1٫2540 دولار في مقابل 1٫2550 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ 1195٫40 دولاراً في مقابل 1182٫25 في الفترة عينها.
وتحولت الأسهم الأوروبية الى التراجع بعد صدور بيانات احصائية أضعف من المتوقع لتطور مؤشر مديري المشتريات المركب الخاص بقطاعي الصناعة والخدمات في منطقة الأورو في تشرين الثاني وحول تطور ثقة المستهلكين فيها مما شكل خيبة أمل كبيرة للمصرف المركزي الأوروبي وللمستثمرين كما عكسته من تواصل الركود فيها. وأدى ذلك الى اقفال بورصات هذه المنطقة بتراجع راوح بين 1٫62 في المئة في مدريد و0٫23 في المئة في أمستردام. ولم تسعف البيانات الاقتصادية المشجعة اجمالاً التي صدرت في الولايات المتحدة كثيراً الأسهم الأميركية لاستمرار المخاوف من النمو في منطقة الأورو والصين، الأمر الذي أدى الى اختصار مؤشري داو جونز وناسداك ارتفاعهما بـ 33٫27 نقطة على 17719٫00 نقطة و26٫16 نقطة على 4701٫87 نقطة توالياً.
