Site icon IMLebanon

لا التاريخ يُلغى بقرار.. ولا الرجالات يُغيّبها إنفجار (ريتا الطرق)

rene-moawad-1

 

كتبت ريتا الطرق:
الإتزان والإعتدال والرصانة كانت صفاته.. فكان رجل الإعتدال.
الحوار وجمع اللبنانيين كان هدفـه.. فكان من كبار المحاورين.
خطّه الوطني كان واضحًا.. وبالثوابت والمسلّمات كان متشبثًا.
وطنيته كانت فعل إيمان جسّدها في كلّ أعماله وتحرّكاته..
هو رئيس لبنان رينيه معوّض

تربّع على عرش رئاسة الجمهورية اللبنانية عام 1989، ليصبح بذلك أوّل رئيس للبنان بعد إتّفاق الطائف الذي دفع ثمنه استشهاداً..!
كان يُدرك حجم الخطر الذي يتربّص به، لكنه اعتبر أن الواجب الوطني والمقدّس يستحقّ كلّ المجازفات وأسمى التضحيات..!
لبنان كان أغلى من حيـاته، فقدّمها له.. إنّه شهيد لبنــــــان رينيه معوّض.

إستطاعت يدُ الغدر النيل منه بعد 17 يومًا من تسلّمه مقاليد السلطة، وهو الذي كان عهدٌ بكامله لن يكفيه لتحقيق ما يصبو إليه في وطنه الحبيب، في انفجـار وحشي سافر مفخـّخ بالحقد والكره والضغينة كقلوب أصحـابه، إستهدف موكبه وطُمست معـالمُه.

فخامة الرئيس
لا يمكن للبنانيين أن ينسوا ذلك الخطاب الشهير الذي هزّ مشاعر الكثيرين والذي أزعج الكثيرين، لاستشعارهم بالخطر القريب بأنّ لبنـان سيصبح في عهدكم سيّدًا، حـرًا ومستقلاً، وهم الذين لطالما أرادوه خاضعًا، وتابعًا.
دعَوتنا لنواجه معًا أمورنا ونوحّد قرارنا ومواقفنا.. فلم يُعجبوا بدعوتك!.

رفضت أن نقف طويلاً أمام أبواب السفارات للحصول على تأشيرة دخول الى بلد آمن.. إستاؤوا كثيرًا لأنّهم ما أرادوا أن نتقدّم في وطننا.. ومع الأسف لا يزالون..!
فخامة الرئيس
من عليائك تتحسّر على لبنان وما يصيبه، لأنّك لم تكن تريده كما هو الآن. طمعٌ، ومصالح شخصية ليس إلا، “كل مين فاتح عَ حسابو”.
وعدُنا لـ”فخامتك” أن يبقى الثاني والعشرون من تشرين الثاني يوم الإستقلال كما طلبت. وعدُنا لـ”روحك” أنّنا لن ننسى ذكراكَ ما حَيينا، ومسيرتك ونضالك واستشهادك ما دُمنا ودام لبنـان.
فخامة الرئيس
لم تقبل أن تمرّ في لبناننا مرور الكرام.. ولم تساوم على وطننا.. بل أحببته حتّى الشهادة.. 17 يومًا لا يمكن تلخيصها لا بكلمات ولا بصفحات..!
من جيلٍ تربّى على سيرتِك ومسيرتِك، كبُر على احترام ذِكراكَ وذِكرِكَ، أحبّ وطنه كما علّـمته، نقول لك: “لا التاريخ يُلغى بقرار.. ولا الرجالات يُغيـّبها إنفجار”.