قدم رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ مالك جديدة استقالته من الهيئة في خطوة تعكس مدى الخلافات الدائرة في صفوفها منذ انتخابه رئيسا قبل اشهر عدة.
وقد وصف البعض خطوة جديدة المفاجئة «بالانشقاق الحقيقي» وذلك احتجاجا على ما اسماه ممارسات اجنحتها واعلانه التحضير لتشكيل هيئة جديدة تقوم على الاعتدال والوسطية ومتابعة القضايا التي تهم الساحة السنية والوطنية. وفور اعلان جديدة استقالته سارع المكتب الاداري للهيئة الى انتخاب الشيخ سالم الرافعي رئيسا جديدا لها لمدة ستة اشهر مقبلة.
وكانت الخلافات داخل الهيئة قد اتخذت منعطفا جادا على خلفية الترحيب الذي لاقاه انتخاب جديدة رئيسا، خصوصا في حزب الله وتجمع العلماء المسلمين وبعض قوى 8 آذار ومشاركة جديدة في احياء ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، وقيام وفد من ملتقى الاديان والثقافات بزيارة الى مقر الهيئة ودعوتها الى التعاون الثنائي، وهذا الأمر أثار موجة من القلق والريبة لدى بعض قيادات الهيئة وخصوصا المتشددة منها. الشيخ جديدة اتهم البعض في هيئة علماء المسلمين بجمع المال باسم الثورة الفلسطينية.
وتشير معلومات لـ”الأنباء” الى سببين مباشرين لاستقالة جديدة، الاول يتعلق بعدم قدرته على التناغم مع كثير من مشايخ الهيئة ومواقفهم التصعيدية، والثاني يرتبط بالعلاقة القائمة بين جديدة كونه رئيس دائرة أوقاف عكار ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وبالجو السياسي المحيط به لا سيما تيار المستقبل الغاضب على الهيئة بسبب تحريضها الدائم عليه ومحاولتها المستمرة مصادرة دور المفتي ودور الفتوى.
ولفتت المعلومات الى ان التطورات الاخيرة في جرود عرسال وطرابلس عجلت في استقالة جديدة لاسيما ان الهيئة سعت لاطلاق تحرك شعبي تحت عنوان مواجهة عملية ذبح عرسال ودعم اللاجئين السوريين، حيث رأى جديدة في بيان استقالته ان البعض في الهيئة يسعى لكسب الشارع السني، لافتا الى اتفاق مصالح بين الاجنحة السلفية والجماعة الاسلامية لاقتسام النفوذ والمصالح.