أوضح رئيس الحكومة تمام سلام أنّ حال اللبنانيين اليوم نسبة للتاريخ الحديث المتمثل برجالات الاستقلال في تراجع وضعف كبيرين، ولا شكّ أننا تراجعنا وتشتّت النسيج العربي الى أن وصل ما وصل اليه الإرهاب وكل ذلك يؤثر على لبنان، إلا أنّ الوضع في البلد حتى الآن متماسك ولكن يتمّ السعي من قبل البعض الى تجميد العمل فيه يصعّب الخروج من الأزمات.
سلام وفي حديث عبر إذاعة “صوت لبنان ـ 93.3″، أكّد أنّه لا يمكن إعفاء أحد من المسؤولية فالقيادات التي ترى البلد من منظار نفوذها ومصالحها تتحمّل مسؤولية الإنهيار، وقال: “الكل يريد أن يتحوّل هو وقاعدته الى محطّ أنظار ما أضعف الآداء ليصبح لبنان عليلاً، ولكن علينا عدم الإستسلام والإستمرار بالسعي الى حياة كريمة”. وأضاف: “سنة بعد سنة من سوء التصرف وسوء استعمال الإستقلال والوطن من قبل الأطراف كافة ولمصالح فئوية أضعف البنيان”.
وأشار الى أنّ أنّه لا يمكن التوصل في لبنان الى نتائج في ملف رئاسة الجمهورية وغيرها وأن ينتصر أحد على آخر إلا من خلال التوافق، وأنّ التواضع هو الحل لكلّ مشاكلنا، وقال: “أدعو الجميع الى الإبتعاد عن ما يعزز الغرور ويؤمن له مكانة. ليس من المصلحة اليوم التكبّر على انتخاب رئيس”. وأضاف: “يبدو أنّ الغرب لا يفكّر بهذا الإستحقاق في الوقت الراهن ما يؤدّي الى تأخّر إجرائه. ولا يمكن للبلد أن يتعافى من دون تسويات ولكن ليس لمصلحة فريق على حساب فريق آخر والتسويات تحول دون تفكك لبنان لأنّ لبنان يتأثر بالخارج”.
وتابع سلام: “الحل يكون بالحوار والإعتراف بالآخر والإنفتاح وليس بالتشبث والتقوقع”، لافتًا الى انّ الرئيس نببيه بري يساعد كثيرًا في إجراء الإستحقاق الرئاسي ولا بدّ أن يوظف إمكانياته لإيجاد الحلول. وقال: “أنا أيضًا أقوم بكل ما يتوجّب للمساعدة في هذا الشأن”.
وعن إمكانية اعتذاره، قال: “طُلب مني الإعتذار في فترة معينة ولو فعلت لما كنت استطعت القيام بما قمت به حتى الساعة، وكانت ستذهب الأمور الى مزيد من التشتت والبلبلة. واليوم أيضًا تواجهني فكرة الإستقالة ولكن أفكر دائمًا بما هو السيّء وما هو الأسوأ في ظلّ الفراغ الرئاسي القائم”.
وعلى سؤال عن كيفية النأي بالنفس عن التداعيات الخارجية، أجاب سلام: “ما زلنا نعمل على تحصين ساحتنا الداخلية وهذا يتطلّب جهدًا كبيرًا”.
وتطرّق الى “النزوح السوري الذي يؤثر سلبًا على واقعنا وحياتنا ويوقعنا تحت أثقال أكبر ممّا كنا مهيّأين له، إضافة الى مخاطر أمنية أخرى تهدد البلد إلا أننا تمكنّا من التصدي لها بكل الإتجاهات”. وأشار الى أنّ هناك تخوّفًا من الوضع القائم، وإذا ما استمرّ العبث بنظامنا الديمقراطي سيؤدّي الى نتائج غير مريحة، مضيفًا أنّ أي اتفاق بين الدول أو بين جهات سيكون له تأثيرًا جيدًا على الإستقرار في الدول كافة ما يحلّ السلام في المنطقة ويشكّل مدخلاً جديًا للإعتدال فيها والقضاء على الإرهاب.
وعن ملف العسكريين المخطوفين، أوضح قائلاً: “قضية عسكريينا الأبطال أمر مقلق ويزعجنا جميعًا، سعينا وما زلنا لإيجاد الوسائل كافة للإفراج عنهم، وتوجّهنا الى التفاوض من خلال الإستعانة بدول صديقة ولكن على وتيرة غير مريحة في ظل الأوضاع السورية وفي ظل عدم التنازل عن كرامتنا وهيبة دولتنا، وسنسعى بالعمل على الإفراج عنهم بأقلّ ضرر عليهم وعلى لبنان”.