Site icon IMLebanon

ما مدى جدية التهديدات الإسرائيلية لضرب إيران في حال فشل المفاوضات النووية؟

iran-israel

يفسر مراقبون التهديدات الإسرائيلية لضرب إيران في حال فشل المفاوضات النووية بكونها “ورقة دبلوماسية”، تستخدمها تل أبيب للضغط على الدول الكبرى، إلا أن بعضهم يؤكد أن إسرائيل قادرة على ضرب طهران عسكريا، وسبق أن كشفت وسائل إعلام محلية أن أوامر أعطيت للجيش لتخصيص ميزانية احتياطية بقيمة 3 مليارات دولار لهجوم محتمل ضد منشآت نووية إيرانية.

رغم التهديدات الإسرائيلية بضرب إيران إذا فشلت الدول العظمى في وقف طموحاتها النووية في المحادثات التي دخلت مرحلة حاسمة في فيينا، إلا أن خبراء اعتبروا ذلك بمثابة “ورقة دبلوماسية” ضمن سياسة حافة الهاوية التي تمارسها إسرائيل إلى درجة ما.

ومع اقتراب مهلة تنتهي الاثنين للتوصل إلى اتفاق دائم، تواصل إسرائيل ممارسة الضغوط على الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وألمانيا، الدول المشاركة في المحادثات مع إيران.

وإسرائيل التي تعد القوة النووية الوحيدة غير المعلنة في المنطقة، تعتبر نفسها أول هدف محتمل إذا قامت إيران بتصنيع قنبلة نووية، وحذرت من التوصل إلى ما وصفته “بالاتفاق السيء” مع طهران.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد حذر في وقت سابق من أن اتفاقا نوويا “سيئا” يترك لإيران إمكانية تخصيب اليورانيوم سيكون “كارثيا” وأسوأ من عدم التوصل إلى اتفاق.

وقال وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتز في وقت سابق هذا الأسبوع إنه إذا تم التوقيع على اتفاقية تضع إيران على عتبة القوة النووية “فإننا سنحتفظ بكافة الخيارات وكامل حقوقنا لنقوم بما نعتبره مناسبا للدفاع عن إسرائيل”.

لكن إميلي لاندو، مديرة أحد مشاريع مراقبة الأسلحة في مركز جافي للدراسات الإستراتيجية بجامعة تل أبيب، قالت إن إسرائيل “لا تريد حربا”. وأضافت “إن إسرائيل بتلويحها بالتهديد بتدخل عسكري فإنها تعتمد على عامل الردع”.

وتابعت “أن اتفاقية جيدة (مع إيران) غير ممكنة لأنها لن تشمل الصواريخ الإيرانية العابرة للقارات التي يمكن تزويدها بروؤس نووية”.

ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في آذار الماضي تقريرا مسربا على ما يبدو ذكر أن نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون أصدرا أوامر للجيش بتخصيص ميزانية احتياطية بقيمة 3 مليارات دولار لهجوم محتمل ضد منشآت نووية إيرانية.

وفي العلن، وجه يعالون صفعة لأمريكا حليفة إسرائيل. وقال “إن الولايات المتحدة بدأت مفاوضات مع الإيرانيين لكن لسوء الحظ أصبح الأمر بازارا فارسيا حيث الإيرانيين هم الأفضل”.

وتعارض إسرائيل بشدة المفاوضات مع عدوها اللدود، وأعربت مرارا عن استعدادها للتحرك منفردة في حال الضرورة، بعمل عسكري استباقي ضد المنشآت النووية لإيران.

ويقول المحللون إن لدى إسرائيل القدرات العسكرية لضرب إيران إذا أرادت، كما أنها تقوم بتعزيز دفاعاتها الصاروخية.

ويعتقد أنه في 2007 قامت طائرات إسرائيلية بضرب منشأة نووية سورية غير معلنة رغم أن الدولة العبرية لم تؤكد قيامها بذلك.

وفي أيلول، أعلنت إسرائيل أنها أجرت بنجاح تجربة مشتركة مع الولايات المتحدة على نسخة مطورة من النظام الصاروخي حيتس-2 (آرو-2) الاعتراضي فوق البحر المتوسط.

والنظام المصمم لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى، اعترض بنجاح نماذج شبيهة بصواريخ شهاب-3 الإيرانية في ظروف اختبار مختلفة.

ويقول افرايم هاليفي، أحد الرؤساء السابقين لجهاز الاستخبارات (موساد) إن “إسرائيل قادرة على ضرب إيران وتكبيدها خسائر بالغة”. ويقول خبراء إن الموساد تواصل تخطيطها لعمليات سرية تستهدف علماء نوويين إيرانيين.

لكنه يضيف أن “الخيار العسكري الحقيقي هو الولايات المتحدة التي تنشر جنودها وبحريتها وسلاحها الجوي في الخليج”. ويتابع “أن (الحل) الأمثل لإسرائيل والولايات المتحدة هو كسب المعركة عبر استعراض قوتهما دون استخدامها فعلا”.