أظهرت عيّنات جديدة من الدجاج في السوق اللبناني وجود بكتيريا campylobacter الخطيرة، وهي منتشرة في المزارع ولها عوارض شبيهة بالسالمونيلا ولكنّها أقوى، إذ تؤدي إلى التهاب في الدماغ وشلل الأطفال (والالتهابات الدموية والإسهال والتهاب اللثة ايضا). وسيعلن وزيرا الصحة والزراعة قريباً وجود هذه البكتيريا وآلية مكافحتها.
وقال مدير عام مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعيّة ميشال افرام في حديث مع “الاخبار” ان الوزارتين بدأتا بإجراء مسح شامل لمزارع الدجاج كي تبدأ التنظيف من المصدر، وذلك وفق الاستراتيجية التي اتبعها الوزير وائل ابو فاعور اخيراً.
المعروف ان البكتيريا الملتوية Campylobacter تنتقل بطرق عدة، منها تناول الدجاج غير المطهو على نحو جيد (نصف نيء) او من خلال اختلاط الدجاج النيء المصاب بالعدوى بأطعمة اخرى. وتكمن خطورة هذا المرض في أنّه قادر على العيش في جسم الدجاجة من دون ان يظهر عليها المرض او الوهن. وتمثل حوصلة الدجاج وكبدها (السودا) الامكنة الأمثل لاستيطان البكتيريا.
تظهر أعراض انتقال العدوى عادة خلال 5-7 أيام. ويعدّ انتقال هذا المرض من الحيوانات الى الانسان امراً شائعاً، ليس فقط عن طريق تناول اللحوم، بل ايضاً عن طريق لمس براز الحيوانات المصابة مثل الكلاب والقطط. ويمكن لكميّة قليلة جداً من هذه البكتيريا (اقل من 500 خلية) ان تجعل الانسان مصاباً، وهذا يعني أنّ كميّة قليلة من عصارة لحم الدجاج النيء كافية لاصابة الانسان بالعدوى. ولذلك تكون الطريقة الاكثر شيوعاً للاصابة هي باستخدام المكان نفسه لتقطيع الدجاج النيء ومن ثم تقطيع الخضر او غيرها من الاطعمة النيئة او القليلة الطهو، كما تنتقل العدوى بين دجاجة واخرى عن طريق شرب الماء، كما تنتقل من الامعاء الى اللحم بعد الذبح، وتنتقل العدوى ايضا الى الحليب غير المبستر إذا التقطت البقرة العدوى عن طريق الضرع، أو إذا جرى تلويث الحليب بالسماد.
واكّد افرام ان الحملة مستمرة، وهي في طور التوسّع، إذ ستطاول قريباً القهوة التي سيكتشف اللبنانيون أنّ جزءاً كبيراً منها غير مطابق للمواصفات. كذلك كشف افرام أنّ ملفا آخر فُتح منذ أيام قليلة يتعلّق بالمضادات الحيوية والهرمونات، وقد بدأت التحاليل تُجرى نهار الجمعة الفائت. وقال افرام أنّ “هناك مضادات حيوية تُعطى للحيوان للحد من الأمراض التي يمكن أن تصيبه، وهناك هرمونات تُستخدم لتسريع نمو الحيوان، هذه المضادات الحيوية والهرمونات إذا بقيت ترسّبات منها في الأكل، فإنها تضر بصحة الإنسان”.