Site icon IMLebanon

القمة العالمية لريادة الأعمال في المغرب: 50 دولة 3 آلاف مشارك تبادلوا الخبرات… والريادة النسائية طغت بقوة

GlobalEntrepreneur
سلوى بعلبكي

لم يكن اختيار المغرب (مراكش) لإستضافة القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال عن عبث، فهذا البلد تعوّل عليه الكثير من الدول ليكون منصة لانطلاقها نحو دول القارة الافريقية، كونه يسوّق لورقة الاستقرار والتطور في هذا المجال. وما تأكيد الملك المغربي محمد السادس أن بلاده تعبئ طاقاتها من أجل النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، وتستثمر في ثقافة ريادة الأعمال، إلاّ دليل على الالتزام القوي بأهداف القمة.
فكرة المنتدى أميركية، فقد إقترحها الرئيس باراك أوباما لتكون قاعدة لتمكين الكفايات الشابة وفتح آفاق الاستثمار، وقد اريد لهذه الدورة أن تكون موجهة الى افريقيا ودعوة القارة لإستخدام أمثل للتكنولوجيا للنهوض، واعطاء المرأة دورها في هذه النهضة. والمغرب هو المكان المناسب لترجمة هذا الهدف، فهو وفق ما قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي مباركة بوعيدة لـ “النهار” البوابة على أفريقيا ودول اخرى، كما انه دولة ناضجة اقتصادياً، بما يؤكد الدور الريادي له.
وقد بدأ المغرب يعي أهمية الاستثمارات المحلية والاجنبية في تحسين النمو وتوفير فرص العمل، فعمل خلال الـ 15عاما الماضية على تحسين مناخ الاعمال، من خلال تسهيل أمور المستثمرين، وتأمين البنى التحتية المناسبة، بما يجعل من مرتبته تتحسن سنوياً حيال المعايير الدولية، وفق ما تؤكد بوعيدة.
ويتطلع المغرب وفق بوعيدة الى تعريف المستثمرين بالقطاعات الواعدة ومنها الزراعة والسياحة، والبنية التحتية، والطاقات المتجددة، وصناعة السيارات والطائرات، والتجارة والاعمال.

الملتقى: 3 آلاف من 50 دولة
في قلب مدينة مراكش، حيث نصبت الخيم الضخمة لاستيعاب الحشد الكبير من المشاركين، إجتمع مسؤولون حكوميّون ورجال اعمال من أكثر من 50 دولة، تبادلوا الخبرات مع ما يناهز الـ3 آلاف شاب وشابة من المبادرين والطلبة في كيفية تعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعمها، تحت شعار”تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال”، وهو ما سعى اليه المنتدى عبر مدّ الجسور بين رجال الأعمال والمستثمرين والمصارف في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية فى كل أنحاء العالم.
وفي رسالة وجهها إلى المشاركين، والقاها نيابة عنه رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، اعتبر الملك محمد السادس أن “أي أمة أو ثقافة أو مجموعة بشرية، بإمكانها أن تستمد من مقوماتها الذاتية ما يحفزها على استشراف المستقبل بالثقة اللازمة للإقدام على أي مبادرة”.
ولمواجهة النزعة التشاؤمية التي طالما خيمت على القارة الأفريقية، دعا العاهل المغربي حكوماتها الى “تحفيز روح الثقة لدى الشباب لإقناعهم بما يتمتعون من مؤهلات ذاتية وقدرة على التعلم، وعلى اتخاذ المبادرة. إذ علينا رعاية النماذج الإيجابية، وجعل المبادرات الناجحة نماذج ومثالاً يحتذى”.
فالمبادرة والابتكار، برأي العاهل المغربي، قيمتان متلازمتان تشكلان محطة للعبور نحو الحرية والرقي الاجتماعي والازدهار، كلما توفر المناخ الملائم للأعمال، والشروط الضرورية لذلك. وركز على الاجيال المقبلة، إذ “من واجبنا تمكين الأجيال المقبلة من منظومة تربوية تتجاوز عملية التراكم ونقل المعارف، للانتقال إلى تشجيع روح الإبداع والابتكار والتفاعل”.
وفي الافتتاح، أطلق نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن مبادرة جديدة للتبادل الافتراضي بين الشباب الأميركي ونظرائهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتهدف إلى تقوية الشباب لرفع التحديات المحلية والدولية من خلال عنصر التنافسية لديهم.
وأكد عزم بلاده الراسخ على تعزيز علاقات الشراكة مع المغرب، وخصوصاً في ميدان تشجيع ريادة الاعمال والابتكار. كما أعلن قرار حكومة بلاده استثمار نحو 50 مليون دولار إضافية في سياق برنامج تحدي الألفية، لدعم استراتيجيا المغرب في مجال التأهيل المهني، وتعزيز كفايات الشباب وتمكينهم من الاستجابة لمتطلبات سوق العمل.
وبما أن الولايات المتحدة ستعمل على توسيع الفرص الاقتصادية للجميع، ولا سيما للشباب والنساء، فهي سترصد لهذا الغرض وفق ما كشف بايدن موازنة بقيمة مليار دولار لدعم القطاع الخاص في الكثير من البلدان خلال السنوات الثلاث المقبلة، على أن تكون نصف المشاريع بإدارة نسائية وشباب.
وتخللت الافتتاح كذلك كلمتان للرئيس الغابوني علي بونغو ركز فيها على دور التكنولوجيا وأهميتها بالنسبة الى القارة الأفريقية، وللرئيس الغيني ألفا كوندي أكد فيها دعم المغرب ووقوفه إلى جانب بلاده في جبه الظروف العصيبة التي اجتازتها.
وكان موضوع ريادة الأعمال النسائية طغى على أعمال اليوم الأول من القمة، وتمحور النقاش حول قضايا مرتبطة بريادة الأعمال النسائية في المغرب وأفريقيا والعالم.
ويبدو أن الهدف الذي سعى اليه الرئيس الاميركي من القمة لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال والجامعات والقطاع الخاص، وتوفير فرص الشراكة وتعزيز روح التنافسية، قد ترجم فعلياً وعملياً في القمة، إذ عمل المنظمون من خلال يوم ريادة الأعمال النسائية على جمع سيدات الاعمال والأطراف الأخرى المعنية بريادة الأعمال النسائية في العالم، لتبادل وتقاسم الأفكار في شأن أفضل الممارسات، وإلقاء الضوء على بعض قصص النجاح ذات الصلة على الصعيد العالمي، اضافة الى صوغ توصيات واقتراح تدابير ملموسة لتعزيز موقع النساء في ريادة الأعمال.