يستعد وول ستريت لاستقبال عيد الشكر والجمعة الحزينة وسط مهرجان مكاسب اسهم مستمر على مدار العام أكسب المؤشرات الرئيسية المزيد من القوة بعد أن تجاوزت أرباحها الخانتين العشريتين على أساس سنوي،لكن السرعة التي تحققها تلك المكاسب تثير الريبة في نفوس المحللين .
فقد بلغت مكاسب مؤشر “إس أند بي 500” 5 .13% فوق أدنى نقطة سجلها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبلغ عدد المرات التي سجل فيها أرقاماً قياسية 28 مرة خلال هذا عام المنصرم . كما شملت مكاسب المكونات الرئيسية للمؤشر وعددها 23 قطاعاً .
لكن هذه المكاسب هي التي دفعت الكثير من مديري الصناديق في المؤتمر الذي عقدته “رويترز” للقول إن مكاسب الأسهم عام 2015 غير مضمونة . وأعرب المشاركون في الاستطلاع عن مخاوف تتعلق بطول أمد المكاسب الأخيرة وأخرى تتعلق بالبيانات الاقتصادية . لكن “ديفيد ليبوفيتز” خبير الأسواق العالمية الاستراتيجي لدى “جيه بي مورغان” يقول: “لا يمكنني أن أتجاهل ما يجري لأقول إن الطفرة الجديدة في الأسواق ستكون قريبة فالكثير من الناس غير مرتاحين لمستويات السوق الحالية رغم أن أساسيات السوق لا تزال قوية” .
والمعروف تاريخيا أن شهر ديسمبر/كانون الأول هو من أفضل اشهر العام بالنسبة للأسهم . فهو الشهر الذي تنشط فيه عمليات إنفاق المستهلكين الأمريكيين في موسم الأعياد خاصة أن هذا القطاع يمثل أكثر من نصف الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي . ومن المتوقع أن يسجل انفاق المستهلكين زيادة بنسبة 5 .4% هذا العام مقارنة مع 8 .3% العام الماضي على أساس سنوي حسب تقديرات شركة “بي إن سي فاينانشل” .
وتنتظر الأسواق يوم الأربعاء تقرير وزارة التجارة حول إنفاق المستهلك لشهر أكتوبر/تشرين الأول وسط توقعات بتسجيل نمو بنحو3 .0%، حيث أظهر تقرير سابق تراجع الإنفاق لشهر سبتمبر/أيلول بنسبة 2 .0% .
كما يترقب المستثمرون تقريراً حول الناتج الاجمالي المحلي الأمريكي للربع الثالث بعد أن ثارت مخاوف حول الاقتصاد العالمي في ظل بيانات عن دخول الاقتصاد الألماني في مرحلة الكساد .وكانت قراءة أولية قد كشفت عن نمو في الناتج الأمريكي بنسبة 3 .3/ على أساس سنوي .
ومن المؤشرات المهمة الأخرى لهذا الأسبوع مؤشر الإنفاق الشخصي الأمريكي الذي يعتمده الاحتياطي الفيدرالي في قياس معدلات التضخم .وفي ما عدا اسعار الطاقة والأغذية يتوقع المحللون أن يسجل المؤشر ارتفاعا بنسبة 2 .0% مقارنة مع 1 .0% لشهر سبتمبر/أيلول .
وكانت المؤشرات أنهت الأسبوع الماضي على ارتفاع اللحظة الأخيرة بعد تحرك البنوك المركزية في كل من اليابان وأوروبا لتحفيز النشاط الاقتصادي في حين خفضت الصين معدلات أسعار الفائدة في خطوة مفاجئة لنفس الغرض .